الإرهاب لن ينال من وحدتنا
لم تكن السعودية الدولة الوحيدة التي ضربتها حمى الإرهاب فدول العالم في سباق متسارع الخطى مع داء عصري يتخذ من الشعارات محطة إنطلاق ونقطة عبور نحو العقول والمجتمعات التي أصبحت ضحية وكبش فداء لذلك الداء الحركي ذو الأهواف السياسية البحته , السعودية الدولة الوحيدة التي واجهة الإرهاب بالفكر اولاً وبالإستباق الأمني ثانياً فجففت منابع تغذيته وحولت مشاريع الموت إلى أوهام وأحلام بعقول من حاول التنفيذ وبعقل من خطط , وتلك الجهود التي تقوم بها السلطات السعودية جهود مشكورة ومقدرة من الجميع حتى وإن أنتقدها البعض وحملها أكثر مما تحتمل كحملات فكوا العاني وأقوال رداءة برامج المناصحة , فبرامج المناصحة نتائجها إيجابية رغم عودة بعض معتنقي الفكر التكفيري إلى الضلال مرة أخرى بعد خروجهم من برامج المناصحة , وحملات فكوا العاني ليست دعوة حقوقية بل دعوة حركية في باطنها أبطالها معروفين بمواقف يندى لها الجبين الوطني فاللحملات أهداف لم تعد تخفى على ذو بصيرة ! بالأمس أعلنت السلطات الأمنية عن إلقاء القبض على عدد من معتنقي الفكر الضال الذي بات يعرف بفكر القاعدة وبناتها النصرة وداعش , قبض ومصادرة أموال ومخططات لعمليات كانت تستهدف مصالح وشخصيات وطنية , ذلك الفكر يتمثل في فكر قاعدي دموي وحركي في آن واحد فالإسلام السياسي حركي ودموي لا يؤمن الإ بالتكفير والتضليل والتخدير للعقول وإهلاك الحرث والنسل بطرق شتى ! لا يكاد يمر شهر الإ وتطالعنا وزارة الداخلية ببيان توضيحي لعمليات أمنية رصدتها جهات تسهر على أمن الوطن والمواطن , بيان يعيد العقل الوطني إلى منطقة التفكير فلولا لطف الله ويقظة الجهات الأمنية ماذا كان سيحدث هل ستعود الهجمات الإرهابية والسيارات المفخخة من جديد إلى الداخل الذي لم ينسى تواريخ الحوادث الدموية ولم ينسى منظريها وأسماء منفذيها ؟ منابع الإرهاب وطرق تمويلة أصبحت تتكاثر رغم التجفيف والتضييق ولا يوجد دليل أبلغ من تكاثر طرق التمويل سوى إزدياد دعوات التبرع والدعم التي يطلقها البعض بين فينة وأخرى على مواقع التواصل الإجتماعي والمذيلة بعبارة تسلم باليد أو تودع في الحساب ويقوم عليها ثقات ! حملات بلا تصريح ولو كان أؤلئك حريصون على إعانة وإغاثة إخواننا السوريين لحولوا الطاقات والدعوات إلى الحملات الرسمية التي لم ولن تتوقف فالواجب الإنساني والديني يحتم إستمرارها حتى تزول الغمه عن شعب شقيق بات بين مطرقة التطرف وسندان المتاجرة بالقضية العادلة . التطرف والتشدد بداية فعلية للتكفير والتفجير والخروج على المجتمع بالسلاح , ذلك الداء لا ينفع معه سوى المقارعة بالفكر والإستباق الأمني وسن أنظمة ولوائح تجرم الطائفية والعنصرية فالطائفية والعنصرية مرتبطة إرتباط وثيق بالتشدد والتطرف خاصة إذا علمنا أن هناك أصوات تحسب على العلم الشرعي تكفر طوائف تعيش بيننا وتوصمها بعبارات لا تليق, سن الانظمة واللوائح المجرمة للطائفية والعنصرية يعزز الوطنية وتسهم في نشر الوسطية والإعتدال بين أفراد المجتمع لأن الاصوات الطائفية والعنصرية لن تجد لها طريقاً تسلكه طالما وجد قانون يردعها ويردع من يدعو وينظر لتلك القذارة اللإنسانية , ولا يكفي سن الأانظمة بل لابد من إعادة دراسة واقع كثيرٌ من الأفكار بداءً من الكتب التي تختزنها والعقول المؤمنة بها التي تنشرها بالخفاء في أوساط المجتمع تحت بنود متعددة ! الوطن الكبير برجالة وأحلامه وطموحاتة لن ينال منه حفنة تتستر خلف ستارات وشعارات أكتشف المجتمع أنها شعارات تتغير بتغير الزمان والمكان شعارات في ظاهرها الدين وفي باطنها مصالح وطموحات ودمويات وجرائم بشعه , الوطن الكبير مؤمن بغد مشرق وبتكاتف المجتمع تموت الفيروسات المضرة بالوحدة الوطنية وبالإعتدال وبالوسطية , فيروسات التطرف والتشدد والدموية لن توقف عجلة النمو والإصلاح ولن تنال من وحدة الوطن وتماسك أبناءه وأحلام شبابة في غدِ مشرق متعدد الألوان مهما حاولت ومهما أستخدمت من شعارات مخدرة وعاطفية فالخيار الإصلاح والتحديث والوسطية والإعتدال والوحدة الوطنية والحقوق للجميع بلا إستثناء والقانون والعقوبة لكل من يحاول المساس بالمجتمع وأمنه وأحلامه وتاريخة ومستقبلة ووحدته الوطنية . حمى الله الوطن ورجال أمنه من كل مكروة ورحم الله شهداء واجب ضحوا بأرواحهم من أجل مجتمع بأكمله وكفانا الله شر المتطرفين بعيدهم وقريبهم وجعل الله تماسكنا ووحدتنا مضرباً للمثل ونموذج يحتذى به آمــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــن .
التعليقات (0)