السلام عليكم .. يعتقد الكثيرون أن الإرهاب الفكري علامة تجارية مسجلة لبعض الأعراق أو بعض الأديان و إنه حكر لبعض التنظمات و المعتقدات بينما هو في الحقيقة طبيعة بشرية خلقت مع خلق الإنسان فنراها تسري وتنتشر في زماننا بشكل يفوق الوصف في كل مكان وفي كل دين وتيار وفي كل اتجاه ومسار ،، نعم هكذا يحلو لي أن أسميه ( إرهاب فكري ) ويعتقد من يتبنى هذه الطريقة في التفكير - بغض النظر عن دينه ومعتقده وانتماءه - أنه على صواب وأن غيره من البشر يحملون في رؤوسهم أدمغة فارغة ولابد أن تحشا بهذا الإرهاب و بالقوة و العنف السلوكي واللفظي على حد سواء و إلا فإنهم ( ليسوا على المنهج !!! )- ، وحتى أكون منصفة سأبدأ بالمسلمين الذين يتبنون هذا المنهج في التفكير ، نعم هناك البعض من المسلمين من يمارس هذا الإرهاب الفكري - فضلا عن الإرهاب الدموي الذي يبرأ منه كل مؤمن بالله ورسوله - بحجة أنه الأقرب لله وأنه الأتقى والأورع فمثلا عندما تأتي فتاة منتقبة - وأنا منهم - وتتهجم على غيرها من المتحجبات وتقول لها - يا سافرة اتق الله ما تفعلينه ليس من الدين والنقاب هو الفرض - فماذا عساها أن تشعر هذه الفتاة المسكينة التي طالما حلمت بالحجاب وما إن تحجبت جاءتها تلك المتبنية للإرهاب الفكري و أشعرتها أن عملها هذا غير متقبل و أن النبي صلى الله عليه وسلم لن يتقبله منها يوم القيامة و أنه سيعرض عنها يوم تلقاه في الدار الآخرة وأنها ليست على المنهج ، أقول لها أي منهج !!! منهجك أنت أم منهج الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات !!! إن كان منهجك فنحن نعبد الله ولا نعبدك ، وحتى الأئمة الأربعة و هم خير سلف الأمة في زمانهم كانوا يرون أن النقاب ليس بفرض بل هو إحسان وحصروا فرضيته على الفتيات شديدات الجمال و كثيرات الفتنة فلا يراها رجل إلا فتن بها - وهن قليلات جدا مقارنة مع غيرهن من الفتيات المتوسطات الجمال - فكيف نعمم شيء فرض على الأقلية ونلزم الأكثرية بفعله ،، هذا من ناحية أما الناحية الأكثر إيلاما أن الفتاة المنتقبة أصبحت عدوة الكل و أصبح الناس يتحاشون الاقتراب منها فبما أنها منقبة فهي أكيد ستنصح وتدلي برأيها المتشدق حول فرضية النقاب والإثم الذي سيقع على عاتق تلك الفتاة المسكينة المتحجبة ، بمعنى آخر أن هذا الإرهاب الفكري الذي قد يتبناه الكثير من المسلمين الملتزمين - للأسف - قد نفر الكثيرين من النقاب و المنتقبات ... لنأتي للرأي الآخر المستورد و بعض المفكرين العلمانيين الملحدين المتشدقين لفكرهم اللاديني - مع احترامي الشديد للعقلاء العلمانيين المعتدلين الذين لا يهاجمون الدين - ومحاولتهم المستميتة للهيمنة الفكرية على بعض السذج الذين يفتتنون كل يوم بحضارة الغرب وعلمانيته المتلألأ التي تبهر العيون وتفتن القلوب وهي في الحقيقة جوفاء خرقاء بلا روح أو معنى ،، ترى هذا الصنف من البشر يمارسون الإرهاب الفكري بآراءهم المتشدقة وكرههم لكل أمر دمغ عليه ( عربي ، إسلامي ) فتراهم ينفون وجود الخالق بالكلية و ينادون الناس بأن تحاججهم وتخاطبهم بالعقل والمنطق فإذا جئنا بكل ما هو عقلاني منطقي إذا هم يتقهقرون ويعودون أدراجهم فلاهم سلموا للعقل ولاهم آمنوا بالله فأي إرهاب فكري يحاول هؤلاء السيطرة على الناس به فلا فطرة سوية يستندون لها ولا عقل حكيم يرشدهم لما يمارسونه من إرهاب فكري وتراهم أيضا يتصيدون الزلات و يتقفون العورات ويتتبعون الأخبار التي تدين أي رمز إسلامي عربي فيحاربون القرآن تارة ويعادون الأنظمة والمؤسسات التي اتفقت عليها كل الشرائع و كل الأديان السماوية وكل أمة من الأمم التي شهدتها الإنسانية والبشرية على مر العصور على التعامل بها كمؤسسة الزواج المقدسة التي كانت ومازالت هي الرابط الشرعي الوحيد الذي يجمع بين المرأة والرجل ،، وغيره من المحاولات لهدم أي كيان إنساني أتفق عليه وكذلك دس كل نقص وعيب بالمسلمين و بالعرب بشكل عام ناهيك عن يتمهم الذي يتفاخرون به ليل نهار فلا عروبة تسري في دماءهم ولا دين سماوي يركنون إليه فأي يتم أقبح من هذا اليتم الروحي !! وكما قلت فلا دين لهذا المنهج في التفكير بل هو طبيعة بشرية بدأت منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل وفي ذلك الوقت لم يكن هناك إسلام ولا نصرانية ولا يهودية ولا حتى اللادينية ، لذلك فالإرهاب الفكري موجود منذ الأزل فلا نستطيع إلصاقه بأي دين أو منهج أو فكر .. أطيب المنى
التعليقات (0)