مواضيع اليوم

الإرهابيون" و"الكفار" وجهان لعملة واحدة

ENG.KARLO ASSAF

2011-10-26 11:10:17

0

من "المصادفات" العجيبة أن الأنشطة الإرهابية -أى التى تستهدف المدنيين من أجل تحقيق أهداف سياسية- لا تنشط فى الدول الإسلامية الا عندما يكون هناك تهديداً بوصول الإسلاميين للحكم. فقد رأينا فى مصر مع بزوغ شمس الإخوان فى فترة التسعينيات كيف أن "الإسلاميين" المنتمين للقاعدة قاموا بقتل الناس فى الشوارع والسياح فى المنتجعات "لزوم تشجيع الشعب على الثورة ضد الظلم والطغيان"، وفى مصر أيضاً بعد الثورة وبعد حل جهاز أمن الدولة وتعالى الآمال فى نشوء دولة مؤسسات وقانون تجد منشورات تنظيم القاعدة تنتشر فى العريش تطالب بإقامة دولة إسلامية فى سيناء[1]!، وسالت الدماء أنهاراً فى أعمال العنف بالجزائر بعد نجاح الإسلاميين فى إنتخابات 1992 التى ألغت الحكومة نتائجها، وتكررت القصة فى العراق بعد الإحتلال حيث نجد أنه كلما علت الأصوات المطاِلبة بانسحاب الأمريكان قامت القاعدة بكام تفجير فى الأسواق من إلّى قلبك يحبهم فتقتل النساء والأطفال بالعشرات والمئات"لزوم المقاومة". ففى كل تلك المواطن قام "الإسلاميون" -متمثلون عادة فى القاعدة أو ما شابهها- بقتل المسلمين المدنييين، ويعقب ذلك طبعاً ردود فعل كلها منافع لأمريكا واسرائيل وأنظمة الحكم التابعة لهما.. ففى مصر استمر حكم قانون الطوارىء وتزوير الإنتخابات بل وكَرِه بعض الجهلاء وصول أى جهة إسلامية لسدة الحكم بمساعدة حملة إعلامية مسعورة كأفلام عادل إمام الذى يسخر فيها دوماً من الملتزمين ويظهرهم بمظهر المتشددين الدمويين الأغبياء بناء على تلك الأحداث، وفى الجزائر تم اتخاذ المجازر المتكررة ذريعة للحكومة لقمع الإسلاميين، وفى العراق استمر الإحتلال تحت ذريعة حفظ الأمن والقضاء على الإرهاب[1ب].

قد يقول قائل بأن هذه مجرد إستنتاجات وتكهنات ومصادفات.. لكن هل هناك ما يدل بالفعل على وجود علاقة وتنسيق بين الجماعات الإرهابية وأنظمة الحكم القمعية والغربية؟ والإجابة نعم يوجد وبكثرة..

فعلى سبيل المثال لا الحصر قد إعترف الضابط بالجيش الجزائرى "حبيب سعويدية" بقيام الجيش بقتل مدنيين لتوريط الإسلاميين هناك فى التسعينات[2]، ونجد أن مساعد أيمن الظواهرى على محمد والذى ساهم فى تفجير سفارتى أمريكا فى كينيا وتنزانيا كان يعمل مدرباً للقوات الأمريكيية الخاصة فى برُكلِن[2ب]، وإعترف النائب البريطانى مَيكل متشر أن عمر سعيد شيخ -الذى قطع رقبة الصحفى الأمريكى دنيل بيرل فى 2002 ويُفترض أنه حوَل 100 ألف دولار لمحمد عطا لتمويل هجمات سبتمبر- ما هو إلا عميل بريطانى[3]، مثله مثل أبو قتادة أحد رجال القاعدة البارزين[4]. أيضاً قد إعترف رئيس إندونيسيا السابق عبد الرحمن وحيد أن ضباطاً إندونيسيين "ربما" لعبوا دوراً فى تفجيرات بالى الإرهابية سنة 2002 والتى قتلت ما يزيد على مائتى شخص[5]، ونجد أن تفجير كنيسة القديسين فى مصر فى ليلة رأس سنة 2011 والذى إتُهم به تنظيم فلسطينى يدعى جيش الإسلام مفترض تبعيته للقاعدة (كالعادة) فى الحقيقة قام به حبيب العادلى وزير الداخلية[5ب] ليجد ذريعة لقمع الإسلاميين وتمديد قانون الطوارىء وإحكام الحصار على غزة والوقيعة بين الشعب المصرى والفلسطينى، ونجد من وثائق ويكيليكس المسربة حديثاً أن عادل الجزايرى مفجر كنيستين وفندق فى باكستان سنة 2002 كان يعمل لدى الإستخبارات البريطانية إبان قيامه بتلك العمليات[6]، أضف الى ذلك أن هارون أصوات الذى قيل أنه العقل المدبر لتفجيرات مترو لندن له أيضاً روابط بالمخابرات البريطانية ممتدة منذ أيام حرب البوسنة[7]. وأخيراً نجد أن الأمير السعودى بندر بن عبدالعزيز الذى ظل سفير المملكة لدى أمريكا لمدة 22 سنة والذى عُرف بـ"بندر بُش" لصلته الوثيقة بجورج بُش قد صار فجأة إرهابياً كبيراً لبس فقط يمول بل ويقود تنظيم القاعدة فى العراق![8] وهذه الأمثلة ليست كل شىء بالقطع لأنها تمثل بعض ما وصل لوسائل الإعلام فقط أى قمة الجبل الجليدى.

الموضوع لم يعد مصادفة إذاً.. وأصبح شديد الوضوح أن ما يسمى بالقاعدة -التى لمؤسسها أسامة بن لادن وعائلته صلات وثيقة بأمريكا وبالسى آى ايه- والمنظمات الشبيهة ما هى الا دمية بيد القوى الغربية وأنظمة القمع تستخدمها كفزّاعة تخيف بها شعوبها من الإسلام كى يبقى العداء منصوباً له وتبقى حروبهم مبررة ويبقى منع وصول الإسلاميين للسلطة ولو سلمياً محظوراً من المحرمات. ويتم هذا عادة بإستغلال الشباب المسلم المتحمس االمفتقر للوعى السياسى فيقع فريسة سهلة لبراثنهم.

مثال آخر. فى سبتمبر 2005 لاحظ بعض سكان محافظة البصرة العراقية وجود جنديين بريطانيين متنكرين فى زى عربى وبحوزتهما سيارة مفخخة مليئة بالذخائر.. وعندما حاولوا القبض عليهما فتحا النار وأصابا العديد منهم. بعدها تمكنت الشرطة العراقية من اعتقالهما، إلا أنهم عندما حاولوا إستجوابهما لمعرفة أسباب تنكرهما وحيازتهما لسيارة مفخخة قالا أنهما كانا ينفذان "عمل أمنى خاص"[9] وأن على الشرطة سؤال رؤسائهما عنه إن أرادت معرفة التفاصيل! الطريف فى الموضوع أن الجيش البريطانى قام لاحقاً بتحطيم مركز الإعتقال المُحتجز به الجنديان بسيارة مدرعة تصحبها دبابة وأخذهما ومشى! واللافت أن المحاولة حدثت فى منتصف شعبان حيث كان يستعد مئات الآلاف من الشيعة للتوجه الى كربلاء من أجل الإحتفالات الدينية[10]، فمن الواضح تماماً إذاً أن الغرض من هذه العملية كان إشعال النار بين السنة والشيعة. لاحظ أيضاً أن هذه عملية واحدة تم كشفها، والله أعلم كم تفجير مماثل نجح بدون لفت الأنظار وتم إتهام أطراف شيعية أو سنية فيه ظلماً وترتب عليه عمليات "ثأر" من أبرياء ليس لهم شأن به ليغرق الطرفان فى دوامة عنف لا تنتهى، فالذى يتم فضحه ويتسرب للإعلام هو طرطوفة قمة الجبل الجليدى وما خفى كان أعظم بكثير. ولذا تُعد هذه العملية نموذج يوضح كيفية "عمل" الإحتلال فى بلادنا -وأحياناً فى بلادهم بنفس الطريقة- لتحقيق أهدافه القذرة.

ونُذكر القارىء بأن هيكل المؤسسات العسكرية فى الغرب ليس كعندنا، فحكوماتهم تستأجر شركات مرتزقة تقوم بالكثير من المهام بدلاً منها تم تقديرها بحوالى 2000 شركة خاصة فى حالة الولايات المتحدة[11] وظفت 200 ألف متعاقد، أى أكثر من الجنود أنفسهم[12]، وبالتالى يعتمد أكل عيش تلك الشركات التى تهدف للربح فقط بلا إعتبارات سياسية أو أخلاقية على إستمرار القتل والتدمير وإلا إستغنت الحكومة عن خدماتهم. وهذه الشركات لا تخضع عادة لأى نوع من الرقابة أو المساءلة، ومن ثَم فلا يُعقل ألا تسعى الى إثارة الفتن باستمرار لزيادة أرباحها. ولأن بعض تلك الشركات مملوك لحيتان يمتلكون شركات قابضة ومحطات إعلامية مؤثرة نجد الإعلام الأمريكى عموماً لا يعرض تأثير ويلات الحروب على حياة الناس بحياد طمعاً منهم فى إستمرارها لأطول فترة ممكنة.

وكمثال أخير نذكر بأن عميل السى آى ايه ريمند ديفس والذى كان يعمل لدى شركة بلاك ووتر سيئة السمعة قُبض عليه فى باكستان وسط شكوك بتعاونه مع جماعات إرهابية محلية[13]! والمرجح أن هدفه من دعمهم كان محاولة نشر الرعب الغربى من فكرة سيطرة الإسلاميين المتشددين على قدرات باكستان النووية مما قد يدفع الغرب لخوض حرب جديدة ضد باكستان. وهذا مثال صارخ من عشرات الامثلة لمدى سذاجة الإسلاميين وكيفية تلاعب المخابرات الغربية بهم كالدمى لتحقيق مآربهم، وفى كل مرة يبتلعون الطُعم ولا يتعلمون أبدا فمن أين يجد الغرب أعداءاً خيراً من هؤلاء؟ وبعد كل ذلك نتسائل مَن الذى يقف وراء الفتن والإرهاب فى العراق وغيره من بلادنا.. يا ترى من؟؟ أكيد إيران!

وهكذا يا سادة فمفاجأة نهاية الفِلم هى أن "الإرهابيين" الإسلاميين و"الكفار" من المخابرات الغربية و"العملاء" أذناب الغرب فى الدول المسلمة هم جميعاً وجوه مختلفة لعملة واحدة.. وهذه هى أكبر كذبة فى التاريخ.

حقوق النقل مهدورة من حسام حربى

http://ubser.wordpress.com

المصادر
[1]http://www.globalpost.com/dispatch/news/regions/middle-east/iraq/110815/iraq-attacks-baghdad-kut-kirkuk-military-troop-withdrawal-video
[1ب]http://old.moheet.com/show_files.aspx?fid=487636
[2]http://www.highbeam.com/doc/1P1-68004301.html
[2ب]http://www.blacklistednews.com/?news_id=13583
[3]http://deanhenderson.wordpress.com/2011/04/17/afghan-history-suppressed-part-iii-the-central-asian-grand-chessboard/
[4]http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/article1051304.ece
[5]http://www.smh.com.au/news/National/Possible-police-role-in-2002-Bali-attack/2005/10/12/1128796591857.html
[5ب]http://vb.n4hr.com/132262.html
[6]http://www.almasryalyoum.com/node/414108
[7]http://www.infowars.com/articles/London_attack/mastermind_mi6_asset.htm
[8]http://info-wars.org/2010/09/28/prince-bandar-bush-running-equipping-and-financing-terror-organizations-in-iraq-lebanon-and-pakistan/
[9]http://www.cnn.com/2005/WORLD/meast/09/19/iraq.main
[10]http://www.globalresearch.ca/index.php?context=viewArticle&code=20050920&articl eId=972
[11]http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=407964&pg=1
[12]http://www.rawstory.com/rs/2010/09/contractor-deaths-exceed-military/
[13]http://www.alternet.org/world/150066/pakistani_and_indian_newspapers_say_us_cia_contrac tor_raymond_davis_organized_te
rrorist_activities




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !