لم يخطئ داروين في إجراء بحوثه لإستخلاص نظرياته ، والترويج لها بعد ذلك ، ولم يخطئ فيما نادى به وماذهب إليه ، لأن ذلك كله من حقه كإنسان يملك رغبة في الإكتشاف ، ولأن من حق البشر التعبير عما يؤمنون به وما يعتقدون به .. لكنه أخطأ في ربط الإرتقاء بالجانب العضوي ، وإنفاء الجانب الروحي والعقلي للإنسان تماما ، فكانت نظريته كفة ميزان مائلة إلى الجانب الحيواني أكثر في الإنسان منها لجوانبه الأخرى .. وأخطأ من أتى بعده في الإيمان بأن أصله قرد ، وبأنه إرتقى عضويا من شكل إلى آخر ، وبأن تلك الخزعبلات هي فعلا أصول نوعه البشري ؟! ..
سأكون شخصيا مع داروين لو أنه قال بأن عملية الإرتقاء التي تحدث للإنسان هي زمنية ، وأنه يرتقي من زمن قصير وسريع ، إلى آخر مالانهائي وبطيء لدرجة أن اليوم الواحد فيه كألف سنة مما نعد في زمننا هذا ؟! .. وسأؤيده بشدة لو أنه قال بأن هذا الإنسان يمضي فترة في هذا الزمن وتنتهي بالموت ، فيرتقي إلى زمن آخر تذبح فيه الموت وينادى في الخلائق : إلى حيوات الخلود بلا موت ؟! ..
هذا هو الإرتقاء الحقيقي للإنسان ، والذي يجعله أوفر المخلوقات حظا لأن حياته قسمت بين زمنين ، يعيش الزمن الأول في نمو متسارع من الطفولة فالشبيبة فالشيبة والهرم فالفناء ، وينتقل إلى زمن آخر ثابت يعيشه شابا دائما مع الخلود والأبدية ! ..
ـــــــــ
تاج الديــن : 09 ـ 2010
التعليقات (0)