الإدخار والتأمين أيهما أفضل ؟
د صديق الحكيم
(يوسف أيها الصديق أفتنا ) كانت هذه هي بداية التدوين لأول عملية تأمين ضد المجاعة أوالمسغبة والتي اعتمدت علي ادخار القمح من السنوات السمان للسنوات العجاف وقد نجح يوسف الصديق في ذلك ولم يكن عزيزمصر أول من فعل ذلك فالإنسان منذ القدم يعتمد في مواجهة مختلف المخاطر التي يتعرض على الادخار والتخزين والتحويش ، و تكوين احتياطي لهذا الغرض ، فيقوم بادخار جزء معين من دخله و ذلك بصفة منتظمة، و بهذا الشكل يكون لديه مبلغ معين يستخدمه عند الشيخوخة أو المرض أو لما يتعرض له من حوادث مختلفة كالسرقة و الحريق.(علي حد المثل المصري القائل القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)
إن التجاء الإنسان إلى وسيلة الادخار تجعله يعتمد على نفسه في مواجهة الأخطار المختلفة و الحوادث بما يدخره من مصادره المالية لحاجته المستقبلية، حيث يجد مدخراته التي ادخرها تحت تصرفه عند وقوع الخطر فتغنيه عن طلب المعونة و مساعدة من الغير،
غير أن وسيلة الادخار قد لا تكون فعالة وناجعة في بعض الأحيان و عديمة الجدوى من الناحية العملية، حيث أن مواجهة الأخطار تتوقف على مدى كفاية المدخرات لإزالة آثار هذه الأخطار أو التخفيف منها بقدر الإمكان ، بالإضافة إلى أنه قد يقع الخطر قبل أن يكون الإنسان قد ادخر ما يكفي لمواجهة هذا الخطر و في مثل هذه الأحوال يكون الادخار وسيلة غير مجدية،
هذا علي مستوي الفرد والأسرة و كذلك الحال بالنسبة للمؤسسات الكبيرة التي تضطر إلى احتجاز وتعطيل جزء من رأس مالها إذا اعتمدت هذه الوسيلة (الإدخار أو التأمين الذاتي ) لمواجهة الأخطار التي تواجهها و بذلك فإن نطاق نشاطها يتأثر كثيرا.
و على هذا الأساس فكر الإنسان في طريقة أخرى تكون مختلفة و مجدية وناجعة في ذات الوقت ومن شأنها أن توفر له الأمن و الضمان في مواجهة الأخطار التي يتعرض لها سواء في شخصه أو في ماله أو مايطلق عليه راحة البال و هذه الطريقة أو الوسيلة هي التأمين الذي يتكفل بإزالة المخاطر المؤمن عنها عند وقوعها، بالإضافة إلى أنه يحارب تجميد رؤوس الأموال المدخرة و يوجهها إلى ما يفيد الفرد والأسرة والمجتمع إلي غير ذلك من فوائد التأمين بأنواعه المختلفة
كما أن صناعة التأمين في حد ذاتها داعمة للاقتصاد الوطني وبذلك تكون وسيلة لاجتذاب روؤس أموال خارجية عن طريق الاستثمار أو عن طريق إعادة التأمين الذي هو خدمة بل صناعة تستورد من قبل الدول الضعيفة تأمينيا وتصدر من قبل الدول القوية تأمنيا وبذلك تكون مصدرا لفقد العملة الأجنبية في الحالة الأولي ومصدرا لزيادة احتياطي العملة الأجنبية في الحالة الثانية
لذا كانت هذه الدعوة للأفراد والأسربالإدخارأو التأمين والتأمين أفضل من وجهة نظري للفرد والأسرة والمجتمع
• طبيب مصري خبير بالتأمين الطبي
التعليقات (0)