من الواضح أن للإدارة الأمريكية (( الشوفينية )) أجندة عنصرية إرهابية تتماشى مع بروتوكولات بني صهيون وتتعاطى مع الأحداث بطريقة عنجهية وكأن هذا العالم, بقضه وقضيضه يستجدي النظم والقوانين من هذه الأجندة المسمومة , والمشكلة , أن هذه الإدارة والتي تتعاطى مع العالم بالأحادية القطبية, حينما تتحرك على أي محور , فهي تضع في حساباتها , على أنها يجب أن تأخذ اكثر مما تعطي , وتعتبر هذا العطاء الممزوج بالذل والمهانة والدوس على الرؤوس وتكسير الأنوف , هبة مجانية لاتتوقع من ورائها أي خدمات تقدم لها من الطرف الآخر , ولا تنتظر التعويض من أي جهة تذكر , فهي تعده نوع من المساعدات الإنسانية التي تتميز بها عن سائر الأمم .؟
على أن هذه الإدارة المسعورة , قد نسيت أو تناست أو تريد أن تنسى ,أن هذه المساعدات هي أصلا من خيرات هذه الشعوب المغلوبة على امرها, من جراء تسلط الحكام الذين يقدمون الطاعة والولاء لكل ما هو امريكي , تلك الشعوب المقهورة , والتي تعاني من الظلم والقمع وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات , والتجويع والمرض وتفشي الجهل والأمية , بسبب سياسة أنظمتها المنحرفة والفاسدة والمستبدة , فهي لم ولن تألو جهدا في دعم مساندة وحماية هذه الأنظمة , فسفاراتها المتواجدة في دول تلك الشعوب , ماهي إلا شعب عمل, مرجعيتها المخابرات والإستخبارت في البيت الأسود ذاك, وهي اليوم ,بصدد بناء أكبر سفارة في العالم , بل قل أكبر قاعدة, في العراق , سينطلق منها كل الشر, واعمال الشيطنة الصهيونية , إتجاه دول المنطقة , ودول المشرق أيضا كروسيا والصين والهند وغيرها .
.
هذه الإدارة البلطجية الخرفة, وهي الآن في حلبة الصراع, من أجل البقاء تعاني من الصدأ الديمقراطي, والذي سيأكلها حتما, وهي النتيجة الحتمية والطبيعية لهكذا إدارة, لاتتورع عن عقلية إرهاب وتخويف الشعوب بآلتها الحربية , والتي لولا رؤوس أموال تلك الشعوب لما إستطاعت أن تمتلكها قطعا ,وبهذه الآلة تريد ان تفرض على العالم , أجندتها الشعوبية والعنصرية والطائفية ,وهي تريد أن تسير العالم في ركبها , وإمتلاك ناصية القرار العالمي برمته,وبالتالي تطويع شعوب الأرض ووضعها تحت طائلة قوانينها المجحفة واللاإنسانية , وهي مستمرة في تفتيت العالم الى كيانات صغيرة, كي يسهل معها السيطرة عليها, وبالتالي لتبقى هذه الكيانات بحاجة مستمرة الى المساعدة المحسوبة بدقة .
أجندة هذه الإدارة الشيطانية , هي الإستفراد المطلق بمقدرات الإنسان, على هذه البسيطة, وأهم شئ فيها هي مصادرة الحريات العامة وكبح جماح حركات التحرر بكافة أنواعها, وبالتالي فهي لاتريد أن يكون هناك رأي أو فكر, يتعارض مع أجندتها ومشاريعها ثم تقوم بتسويق ماتراه متناسبا, مع ماتطرحه من أضاليل وتسويفات, كي تمررها وكأنها من السنن المفروضة والتي لامندوحة للإنسان عنها,لقد دأبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأسود ذاك بخلق وتنشيط وإذكاء النعرات العدائية لدى الشعب الأمريكي ( الغير متجانس أصلا ) ضد شعوب الأرض كافة ودون إستثناء ماعدا الصهاينة , ودأبت أيضا على إبتكار وإبتداع الأكاذيب والخدع المفبركة , التي من شأنها أن تؤجج العداء وتجذره في عقول ممن لايعرفون الحقيقة , وتهيئته بشكل نفسي كي يتقبل هذه الطروحات العنصرية , التي تتبناها ضد عدو مفترض لاوجود له ألبته
.
هذه الإدارة المعتوهة والعرجاء والمتكئة , وبشكل مستمر , وبعيدا عن اللياقة السياسية , وتجاهلا للحياء السياسي , تتبجح بوجود ذلك العدو المفترض الخيالي , وتأثيره على الأمن القومي للأمريكان , وإنه مهدد من عدو هو موجود في كل أنحاء العالم دون تسميته او الإشارة له , وهنا لابد لك أيها الشعب الأمريكي , من ان تكون على أتم الجهوزية والإستعداد, من أجل المواجهة العنيفة مع هذا العدو ,ولابد من تنسيق كل جهودك كي تضمن سلامة أمنك على قارتك ,هذا هو الخطاب الإستعدائي الذي توجهه هذه الإدارة المتوجسة , ( ممن هم أبعد مايكونوا عن إستعمال العنف أو الإرهاب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ) هكذا حالهم يقول وهي الحقيقة بعينها .
وقراءة متأنية في سيرة هذه الإدارات اللاهثة للوصول الى ذلك القمقم , سنرى أن كل ماكتب ودون في تعاليم الحركة الصهيونية هو السمة الطاغية والمسيطرة والمستمرة على سياساتها المتعجرفة الهوجاء, سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي أو الخارجي, فكلا الصعيدين يخضعان لها ميدانيا, وهذا كان وما يزال وسيبقى من الأسباب الرئيسية, التي بدورها دفعت وشجعت اللوبي الصهيوني الى التلاعب بمظومة النظم والمفاهيم السائدة, داخل هذه القارة المليئة بالمتناقضات اللانهاية لها, مما أدى أن تكون هذه الإدارات أسيرة بيد الصهاينة يلعبون بها كيف ومتى شاؤوا لاحسيب ولا رقيب , لامن بعيد ولا من قريب .
وواضح اليوم , رغم السقوط الهائل والنهائي للمشروع الأمريكي , لكن ستبقى تلوح في الأفق بعض من مفرداته , وهذا تفوح رائحته من مجريات الأحداث في الوقت الراهن, على أن الأبواب تبقى مفتوحة, أمام كل الإحتمالات والمستجدات, وأعتقد أنها ستفضي الى نفس النتائج , فكما سعت أمريكا, وحسب أجندتها الصهيونية , الى تشجيع ( بريطانيا ) لإعطاء اليهود حق العودة الى ( مايسمى أرض الميعاد ) فهي بنفس الوقت, وفرت لهم كل الدعم العالمي بالسلاح والمال والإعلام,وحتى الرجال , وقد دأبت وبكل وقاحة وسائلها , الإعلامية وأبواقها الدعائية , من أن تجعل حلم ( الوطن اليهودي ) هو من سلم الأولويات العالمية , وتدويل هذه القضية , وبالتالي إستعطاف مشاعر الشعوب إتجاه هؤلاء الصهاينة المارقين الجبناء الأذلاء .
وهاهي الإدارة الشيطانية الإرهابية اليوم, تتخبط الآن في أكثر من مستنقع, فهي أفغانستان تعاني الأمرين ونعوش قتلاها خير شاهد على ذلك, ورغم كل الجهود المبذولة من قبل ( القوات الدولية ) في هذه البلاد, إلا إنها لم تستطع ولن تتمكن من ضبط الإيقاع الأمني والإستقرار السياسي , والمتتبع للحالة الأفغانية, سيجد ان الكثير من الإدعاءات الأمريكية قد دحضها الواقع على الأرض في هذا البلد, والذي زادت معاناته بسبب الوجود الأجنبي على أراضيه , وما مهزلة الإنتخابات فيه إلا حلقة من مسلسل الإستهجان السياسي, الذي شوه وأساء الى كل الفعاليات السياسية, وردع فاعليتها والإجهاض عليها, وبالتالي تقويض رقعتها الشعبية, وهي ترمي بذلك, الى تعويم الساحة السياسية كي يبقى القرار في جعبتها .
أما العراق, وهذه الطامة الكبرى التي أوقعت نفسها فيها هذه الإدارة المعتوهة, نعتقد ومعنا الكثير ممن يقرؤون المشهد
السياسي بعين ثاقبة, أن النهاية لهذه ( الإمبراطورية ) ( المتآكلة ) ستكون هناك وهناك فقط , وذلك لأن كل المعطيات تشير الى أن الحالة العراقية, مختلفة تماما عن الحالة الأفغانية, لعدة أسباب, أهمها الجانب الإقتصادي, والذي بدوره يدعم كل التوجهات الجهادية, وعلى مختلف الأصعدة, ومن خلاله يؤسس للكثير من قنوات المقاومة السياسية والمسلحة, وبالتالي فهي الكفيلة بإسقاطها
,
إن الحجج الواهية والكذب المبرمج لدى ( إدارة بني صهيون الأمريكية ) لذبح العراق, تتكشف يوما بعد يوم, ومن رموز هذه الإدارة نفسها, حيث التصريحات التي صدرت من المخابرات والإستخبارات, والتي أثبتت للعالم كله, على زيف ما إدعت به إدارتها من أن ( الأمن القومي الأمريكي ) مهدد من قبل العراق ونظامه الدكتاتوري البائد, وأن العراق أحد الدول التي ترعى ( الإرهاب ), إضافة الى الكذبة الكبرى, وهي إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل , وقراءة بسيطة الى كل هذا, سنجد أنه لايستند الى أي مؤشر دقيق وعلمي, تستطيع من خلاله هذه الإدارة, من إثبات إدعاآتها آنفة الذكر , ولكنها وبفعل الغباء السياسي والصمت المطبق للصوت الدولي, تمكنت من تسويقها عن طريق الغش والخداع والتظليل السياسي والدبلوماسي معا .
والآن وهذه الإدارة, بعد أن تكشفت كل ألاعيبها والخزي الذي لحقها, من جراء فشلها في أكثر من مكان من هذا العالم, ولتحسين صورتها, أصبحت تتشدق بمطالبة بعض الدول, بتطبيق ( الديمقراطية ) فيها, والإعتناء ( بحقوق الإنسان ) وإطلاق الحريات العامة, وبنفس الوقت تطلق ( التهديدات ) الواحدة تلو الأخرى, مرة بفرض عقوبات إقتصادية, وأخرى تلوح فيها بالعصا الغليظة, لإحتلال وغزو البعض منها وإبتلاع ماهان منها , وهاهي الخيبة الكبرى التي منيت بها في العراق, مما أضطرها وهي صاغرة لدفع ( الحكومة العراقية المعينة ) الى إجراء إنتخابات صورية, تكون هي اللاعب الأول فيها, وتحت عدة مسميات وعناوين, كي يرى العراقي ماكان يفتقر له إذ بان النظام البائد .
إن من السياق الذي إتبعته هذه الإدارة الشريرة المحتلة المستحمرة الغاصبة ( الإرهابية ), هو وضع كافة مناطق العراق في محور الإرهاب, لذا نراها كيف تتعامل مع قرى صغيرة هنا وهناك, والهدف من ذلك هو كسر شوكة المقاومة وإرادتها الوطنية, وإسكات كل صوت غير مرغوب فيه, مستخدمة للكثير من الأدوات, ومنها الحكومة المؤقتة, وبعض العراقيين ( المتأمركين ), وإغراء الشباب العراقي بالزي الجديد للشرطة, والرواتب وهي ( فتات ), ومايسمى ( الجيش الوطني ), وبالتالي إستخدام سياسة ( ضرب الزجاج بالزجاج ) .
وعود على بدء , إن التسابق المحموم بين ( الثنائي الإرهابي ) ( أوباما _ ماكين ) للوصول الى قبة هندسة الإرهاب الدولي المنظم, ماهو إلا دليل قاطع على أن, مهما تغيرت وجوه هذه الإدارة, إلا أن المنهج الإستراتيجي لإرهاب العالم أجمع, هو ذا مصدر واحد مع إختلاف الأيدي المنفذة .
علي المطيري
27 / 6 / 2008
التعليقات (0)