الإخوان إلى مزبلة التاريخ
في السابق كان انتقاد جماعة الإخوان المسلمين وتنظيماتها واذرعها المختلفة التي لا تنتهي برابطة علماء المسلمين ولا تبدأ بالإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضرباً من الكُفر والإلحاد لأن في ذلك تهجماً على دين الله وانتقاصاً من العلماء الربانيون الذين خدعوا المؤمنين بهم قبل غيرهم من الناس ، تاريخياً ولدت تلك الجماعة بمصر وانتشرت في الوطن العربي كإنتشار النار في الهشيم مستغلةً الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ابان فترة ولادتها لتمرير مشروعها الفكري الذي اسمته زوراً وبُهتاناً "بالصحوة الإسلامية " فألفت المطبوعات ونشرت المنشورات واستقطبت الشباب وتغلغلت بمفاصل التعليم وانشئت محاضن التلقين والتدريب وحرفت مسارات الأنشطة الطلابية و المجتمعية فتعزز حضورها وامسكت بالمجتمعات بقبضةِ من حديد ، سرقت تلك الجماعة كل شيء الانفس العقول الأموال والدين الوسطي المعتدل وظفت لغاياتها الدنيئة كل شيء واحاطت المجتمعات بسور الحلال والحرام لكي لا يقفز أحدُ عليها ولا يخرج القطيع من داخل سجنها الكبير ، كانت تلك الجماعة تمارس دوراً كوميدياً معقداً تدعي المظلومية السياسية ويدعي مناصريها القهر والظلم السياسي وما أن هبت رياح الربيع العربي الذي سينتصر في يومِ من الأيام حتى اختطفت تلك الجماعة بمصر ثمرة ثورة 25 يناير وخرج مؤيدوها بمختلف بلدان العالم العربي يبشرون المسلمين بعودة الخلافة الإسلامية على مناهج النبوة فقدموا مرسي واوردوغان كخلافاء للأمة فسقطوا واسقطوا معهم مشروع الفوضى والدولة الدينية القمعية المتسلطة التي كانوا يريدون تأسيسها وفق النموذج الأفغاني الطالباني ، فكر الإخوان المسلمين فكر أيديولوجي متطرف ومع تطرفه هو مكون فكري من مكونات المجتمعات لكنه لم يعد كذلك فقد اختار منظروه ومؤيدوه السير ضد مفاهيم المعارضة السياسية الحقيقية واساسيات إدارة الدولة و الشأن العام فلم يراجعوا أدبيات ذلك الفكر ليستمروا ولم يقدموا أي مشروع نهضوي تعول عليه الشعوب ، لقد استخدمت تلك الطائفة من البشر الدين كوسيلة لبلوغ السلطة فخدعوا المجتمعات وبشروها بأن وصولها سيكون حلاً لمشاكل الناس رافعين شعار الإسلام هو الحل ، لو تمعنا في ذلك الشعار لوجدناه شعار عاطفي أكثر منه واقعي فكيف يكون الإسلام هو الحل وهم اختزلوه في نكاح السبايا وإقامة الصلاة جماعة خلف إمامِ لا يُجيد سوى الوعظ ولي اعناق النصوص وكيف يكون حلاً وهم لا يجيدون قراءته وفهمه كما آراده الله لا كما آراده سيد قطب ومن سبقه وتبعه من علماء الضلال ..
تطرفها وعقدة الآنا افقدها كل شيء ولن تعود إلى المشهد رغم ماتلقاه من دعمِ مالي وإعلامي من دول لها مطامعِ إقليمية وجدت في الإسلام السياسي ضالتها فقد ذهبت إلى مزبلة التاريخ رغم آنف المتباكين على شعار الإسلام هو الحل الذي لن يكون حلاً وإن حشدوا له من في الأرض جميعاً ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)