الإخوان يمثلون الله
في عام 1928 م كانت بداية تأسيس ذلك التنظيم على يد حسن البنا الذي وضع مع عصابته أهداف تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بمصر لتنتشر بعدها في أصقاع الأرض معلنةً ظهور دين جديد لا طاعة فيه إلا لمرشد الجماعة ، من مصر العروبة والإسلام كانت البداية فقد كان المناخ الفكري والسياسي آنذاك مُحفزاً على ولادة تنظيمات وأحزابِ سياسية لكن هناك من أستثمر ذلك المناخ فأنشاء تنظيم سياسي إيديولوجي يقوم على السرية والعُنف للوصول إلى السُلطة ، في إحدى رسائل البنا وتحديداً بمؤتمر الجماعة الخامس قال ذلك الشخص الذي حاد عن الطريق الصحيح إن الإسلام عقيدة ومصحف وسيف وفي هذا القول تأكيد على عقيدة العُنف فالإسلام ليس سيفاً كما أعتقد البنا وطُلابه وأتباعه بل رحمة وتسامح وسلام ، البنا زرع البذرة فسقاها قطب بماء أفكاره الآسنه فقطب منظر السلفية الجهادية في ذلك العصر والآب الروحي والفكري للسلفية الجهادية في العصر الحديث فقد تحول قطب من الانتماء السياسي والفكري لحزب الوفد ذو التوجه الليبرالي إلى إعتناق الفكر الإخواني بعدما وصل ذلك الفكر إلى الجامعات المصرية آنذاك فتسلم موقعاً مرموقاً بتلك الجماعة ونشر أفكاره التي أصبحت فيما بعد أدبيات للجماعة والجماعات المتفرعة منها .
في إحدى مؤلفاته يقول قطب «لا بد وأن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص.» ويقول أيضاً "الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديدًا كما بدأ يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون" مثل تلك الأقوال وغيرها ليست سوى مؤشر على حالة التشويش التي غلبت على عقل ذلك الرجل فأوقعته في براثن التطرف فكتابه معالم في الطريق يدل على ذلك بوضوح ومفهومه للحاكمية والتي لا يمكنها أن تتحقق إلا بالتمكين والتمكين المقصود به هو تمكين جماعة الإخوان من مفاصل الدولة ومؤسسات المجتمع لتتحقق فيما بعد الحاكمية ، الحاكمية ليست فكرة سيد قطب فقد سبقه أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية بباكستان وسبقهم الخوارج الذين خرجوا على علي وقالوا إن الحُكم إلا لله وقال علي قولته المشهورة كلمة حق يراد بها باطل ، الحاكمية غايتها تحطيم مملكة البشر لإقامة مملكة الله في الأرض -في ظلال القرآن- لم تكن تلك الجماعة تؤمن بوسيلةِ أخرى غير العنف فهي تضع العنف في مقدمة الوسائل ولا تتراجع عنه إلا في حالاتِ نادرة اذا شعرت أن في إستخدام تلك الوسيلة القذرة مخاطرة قد ينجم عنها تدمير كيان الجماعة.
تلك الجماعة لم تخدم الإسلام ولم تسهم في النهوض بالمجتمعات كل ما صنعته تدمير شخصية الفرد وتشويه الإسلام وإستغلاله لتحقيق غاياتِ دنيويه وسياسية ، من رحم تلك الجماعة ولدت تنظيمات سياسية وايديولوجية متطرفة فكانت جماعة الهجرة والتكفير وجماعة الهجرة والتبليغ والتي خرج من رحمها جهيمان ورفاقه الذين دنسوا الحرم المكي الشريف 1400هج وتنظيم القاعدة وداعش والقائمة تطول ،لم يكن رحم تلك الجماعة يلد تنظيمات مسلحة فحسب بل ولد أيضاً أذرع سياسية كحركة حماس و أحزاب العدالة والتنمية التي تُمثل أذرع الجماعة السياسي في عددِ من البُلدان أيضاً كان هناك مولود لتلك الجماعة مولولد مشوه قبيح المظهر والمخبر عاث في الفكر فساداً ولم يترك شيئاً إلا وجيره لمصلحته ألا وهو الصحوة وما أدراك ما الصحوة؟
لكي تتمكن تلك الجماعة عمدت إلى التغلغل في مفاصل المؤسسات ذات التأثير الكبير كالتعليم والتوعية الدينية والصحافة فحققت نجاحاتِ في ذلك ففي السعودية كانت مناهج التعليم تزخر بأراء تكفيرية صادمة وكانت وثيقة سياسة التعليم من ابتكار اعضاء تلك الجماعة فقد وضعها الإخواني المصري مناع خليل القطان ، ليست وحدها السعودية التي كان ذلك الفكر يتلاعب بعقول أبناءها بل جميع الدول العربية فلا تخلو دولة من وجود دور لتلك الجماعة أو جيب تابعُ لها .
في عام 2004م أُنشىء الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليكون واجهة ناعمة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ، ذلك الإتحاد ركز على مناهضة الأنظمة الحاكمة بصفتها أنظمة طاغوتيه فمرر بطريقة ناعمة أدبيات الإسلام السياسي وبلغ دورة مرحلة متقدمة أبان الربيع العربي اواخر 2010م ذلك الإتحاد لم يقف مع الشعوب العربية الثائرة لأنها ذات حق بل وقف معها لأنه كان ينتظر فرصة حدوث مثل ذلك لينقض على حِراك الشعوب ويجيرها لصالحة وهذا ما حدث بالفعل بمصر وسوريا ، الشخصيات المنتظمة في ذلك التنظيم يجمعها شيء واحد ألا وهو الانتماء الفكري لجماعة الإخوان ،في السابق كان نقد تلك الجماعة يعد نقداً للإسلام أما اليوم فتلك الحالة لم تعد بحدتها السابقة فالعقل العربي أستوعب الدرس واكتشف حقيقة تلك الجماعة التي لا يهمها إلا السُلطة وان هلكت الشعوب عن بكرة أبيها ، عقيدة تلك الجماعة تقوم على تكفير كل من يخالفها حتى وإن كان مسلماً مسالماً وتقوم على تكفير كل جهدِ فكري لم يحضى بتأييد أحد منظري تلك الجماعة وتقوم أيضاً على إعتبار الشعوب والأنظمة أعداء يجب الإستعداد لمواجهتهم متى ما سنحت الفرصة ، الإسلام هو الحل أكثر شيء خدعت به تلك الجماعة الجماهير إسلام سيد قطب والبنا وعزام والمقدسي والقائمة تطول وليس إسلام محمد بن عبدالله وهذا ما أكتشفه الشعب العربي بعدما وقع بقبضة تلك الجماعة وبثمنِ باهظ تخلص منها ويحاول وأدها بعدما أهلكت الحرث والنسل في سبيل حلم تمثيل الله في أرضه وكلمة المرشد العام هيّ العُليا .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)