مواضيع اليوم

الإخوان ودروس الماضى والحاضر !

هشام صالح

2012-03-31 09:06:33

0

  مشكلة الإخوان المسلمين أنهم لم يستوعبوا دروس الماضى التى طالبهم المجلس العسكرى بإسيعابها ، ففى رسالة ليست كسابقاتها وجه المجلس حديثه "للجماعة" وليس لـ"حزبها" حيث قال المجلس العسكرى"إننا نطالب الجميع أن يعوا دروس التاريخ ، لتجنب تكرار أخطاء ماضٍ لا نريد له أن يعود ، والنظر إلى المستقبل بروح من التعاون والتآزر، وأن المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار" ، والمشكلة أن الماضى الذى يحفظه الإخوان هو ـ فقط ـ أنهم كانوا ضحية لأنظمة ديكتاتورية وهذه نصف الحقيقة وليست الحقيقة كاملة ، فسياسات الإخوان وخطأ إختياراتهم من الأسباب الرئيسية التى تسببت فى أن يدفع الشعب المصرى كله هذا الثمن ، فخطأ حسابات الإخوان جعلهم يتخلون عن الجماعة الوطنية فى مواقف شديدة الخطورة وحدث ذلك لمرات عديدة منذ نشأتها ، ففى عهد الملك فاروق خرج الشعب رافعاً شعارات "الشعب مع النحاس" فرد عليهم الإخوان " الله مع الملك !" ، وكان إختيارهم الخاطىء ـ بالتخلى عن الرئيس محمد نجيب ـ وإستعجالهم ـ بعد ميل الكفة للرئيس عبد الناصر ـ فى إلتهام ثمرة ثورة يوليو قبل أن تنضج سبيلاً إلى التصادم المُبكر مع الضباط الأحرار ، وكان ما كان ، "ودفع الجميع الثمن ، ودفعته مصر أيضاً ، دفعته من حريتها وكرامتها ودماء أبنائها" كما قال الرئيس محمد نجيب فى مذكراته ، وأخيراً وأثناء ثورة يناير ترك الإخوان ـ للأسف ـ  الثوار الحقيقيون فى الشوارع وجلسوا هم فى الغرف المُغلقة ـ كعادتهم ـ  أولاً مع نائب رئيس الجمهورية وأمروا تابعيهم بالخروج من التحرير ، لولا فضل الله الذى ربط على قلوب بعض شبابهم مع الثوار وشباب الألتراس لتفلت الثورة من المكيدة ، وبعد تنحى مبارك عادت الجماعة "أو ريمة" لسابق عهدها فى التربيط مع الماسك بالسلطة وهو المجلس العسكرى ، ولم يكتفوا بذلك بل بدأوا وكأنهم عسكريون أكثر من العسكرى وهكذا بدأوا يتبنون نفس مواقفه وتعاملوا جميعاً ـ العسكرى والإخوان ـ مع شرفاء هذا الوطن بأسوأ مما كان يعاملهم به نظام مبارك وحزبه الوطنى المنحل ، فمبارك ورجال نظامه ـ والحق يُقال ـ كانوا يعرفون قيمة ومكانة معارضيهم والذين بقوا معارضين أيضاً للمجلس العسكرى وذلك بعد فشله فى إدارة المرحلة الإنتقالية ، وكان الغريب فى هذا الوضع أن تتطابق رؤية الجماعة مع رؤية المجلس العسكرى فى إلصاق الإتهامات بالثوار وتشويه صورتهم .

وشعر كل المهتمين بالشأن العام أن هناك صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان رغم نفى كلاهما لذلك ، ولكن المؤكد أن هناك تفاهمات بين المجلس والجماعة وهناك إشارات وكل لبيب بالإشاره يفهم ،  فعندما يقول مرشد الإخوان فى تبريره عدم نزول الإخوان لإحدى المظاهرات أن " جهات رسمية وشعبية طلبت من الإخوان النزول عكس ما كان متبعًا فى كل مليونية حيث كان يُطلب منا ألا ننزل "(!) ، والمعروف أن الإخوان لم ينزلوا مظاهرات عديدة مع القوى الأخرى والسبب ـ كما كشفه المرشد ـ هو "الطلبات المُتبعة" من الجهات الرسمية ، إذاً لماذا يغضب البعض من وصف ما يحدث بين الإخوان والجهات الرسمية بالصفقة وهذا وصف مهذب ومخفف لما يحدث ؟! .

 لقد كانت الخصومة الغريبة مع د. عبد المنعم أبو الفتوح جراء ترشحه للرئاسة من أول الإشارات التى تثبت صحة عنوان الصفقة وهى " لكم الوزارة ولنا الرئاسة " ، وكانت الإشارة الأخرى التى تلقتها الجماعة من المجلس العسكرى هى أن التعاون مع د. البرادعى خط أحمر بالنسبة للمجلس العسكرى ، فكان أن تخلت الجماعة عنه بعد أن أيدته فى بعض من مواقفه المحترمة دائماً ، فما كان منه إلا أن إتخذ ـ مُتسرعاً ـ خطوة الإنسحاب من سباق الرئاسة ، بعد أن بنى حساباته على نتيجة إنتخابات مجلس الشعب  معتقداً ـ خطئاً ـ أن جماعة الإخوان تملك أوراق نجاح أى مرشح للرئاسة ، وأخيراً لم يكن غريباً أن يُصرِح السيد منصور حسن بعد إنسحابه من سباق الإنتخابات الرئاسية أن "الإخوان تلاعبوا به".. وقال "أرفض أن أكون (طرطورًا) بدرجة رئيس جمهورية " ، لذلك على الإخوان أن تغلِّب الخيارات التى تمثل صالح الوطن ككل وليس مصلحتها ، فالجميع يرفع شعار "صالح الوطن" ورغم هذا نجد أزمات كثيرة ، لذا فالمشكلة أن كل فصيل يرى مصلحة الوطن لابد وأن تخرج من تحت عباءة مصلحته وهذه هى المشكلة .   




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !