الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة تلقت تعليمات عليا من اللواء حبيب العادلي في شهر يناير الماضي بإجراء بحث وتحري حول القوى السياسية والممارسات التنظيمية للتيارات المختلفة في الشارع وقياس مقارن بدور الحزب الوطني في الشارع ومواطن الضعف والقوى للحزب الوطني في مقابل أو مواجهة القوى السياسية الأخرى سواء الرسمية أو المعترف بها أو الحركات الشعبية والتيارات والجماعات المخظورة.
وفي شهر مايو الماضي –بعد أربعة أشهر- رفع مدير إدارة مباحث أمن الدولة تقريره إلى اللواء حبيب العادلى والذي قام بدورة برفع المذكرة إلى جمال مبارك أمين لجنة السياسات وأحمد عز أمين التنظيم بناء على طلبهم وتكليف الداخلية مطلع العام الجاري، وبعد ثلاثة أيام من قراءة وبحث المذكرة أعاد أمين لجنة السياسات المذكرة إلى وزير الداخلية وطالبه بإجراء تحريات أكثر دقه لعدم منطقية التحريات المقدمة وقدم بعض المعلومات الواردة بها، كما جاء بتأشيرة أمين لجنة السياسات على المذكرة أن ادارات مباحث أمن الدولة بالمحافظات لم تتحرى الدقة وقامت بتقديم معلومات غير دقيقة ويجب عليها أن تراعى الدقة في التحري والغزارة والدقة في المعلومات في المذكرة القادمة والتي بدأت الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة العمل على تقديمها لوزير الداخلية منذ بداية شهر يونيو الجاري والمقرر الإنتهاء منها خلال شهر واحد.
جاء في المذكرة المرفوضة من أمين لجنة السياسات وأمين لجنة التنظيم بالحزب الوطني أن المكتب السياسي للإخوان المسلمين أصدر تعليماته منذ بداية العام الجاري بتكثيف التحركات والفعاليات للدعاية للإنتخابات البرلمانية القادمة وأن المرشد العام للجماعة قام بتكليف اللجان الفرعية بالمحافظات بالعمل على حده على تنشيط الخطاب السياسي وتقديم الخدمات وتكثيف الأنشطة والفعاليات والمشاركات المتمثلة في الاضرابات والمظاهرات لمساندة التيارات والأقليات المطالبة بحقوقها داخليا وخارجيا والتواجد جنبا إلى جنب مع المحتجين والمضربين من جميع طوائف الشعب لكسب تأييد هؤلاء الطوائف وتعاطف الشارع بشكل عام.
وأشارت المذكرة التي استندت في توثيق جميع معلوماتها على عبارة (علمت الإدارة من مصادرها السرية) إلى أن مكاتب الجماعة بالمحافظات اتجهت منذ مطلع العام الجاري إلى تكثيف تواجدها في المساجد بشكل عام عن طريق فتح فصول تقوية بالمساجد لمساعدة الطلاب في مراجعة الدروس وايضا افتتاح عدد كبير من فصول تحفيظ القرآن الكريم وصل عددها إلى "1778 فصل" في 12 محافظة -مرفق كشف تفصيلي بها- وهذه الفصول تعمل على تحفيظ الأطفال للقرآن مجانا بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية للمواطنين بأجور رمزية من خلال جمعيات "المواساة" المنتشرة بجميع المحافظات وعددها "377" مستوصف ومركز طبي بالإضافة إلى المشاركات المتكررة خلال الخمس أشهر الماضية في عدد من الوقفات الإحتجاجية للعمال والموظفين – مرفق كشف بالوقفات الإحتجاجية والاعتصامات وأعداد المشاركين من الإخوان - .
كما أوضحت المذكرة أن المصادر السرية أكدت اتجاه جماعات الإخوان بالمحافظات إلى تنظيم عدد من الوقفات الإحتجاجية في عدد من المراكز المدن خلال الأيام القادمة كمسانده منهم لفئات وطوائف المحتجين وهم (الصيادلة – والبطريين – وأطباء الأسنان – والإداريين – وسائقي وملاك السيارات النقل) وأنهم يعدون العده لذلك –مرفق كشف بالوقفات المقترحة وتاريخها وأعداد الأفراد المقرر مشاركتها في تلك الوقفات والماكن المتوقعة لتلك الوقفات - .
أما عن التيارات الأخرى فقد أشارت المذكرة إلى وجود تحركات وتحالفات بين تيارات سياسية مختلفة لخوض الإنتخابات البرلمانية القادمة أهمها تحلف اللجنة العامة لحزب الوفد بالمنوفية والغربية والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ مع جماعة الإخوان وعقد عدد من الندوات والإجتماعات بمقار الحزب في المحافظات المشار إليها وفتح تلك المقار أمام جماعة الإخوان لتنظيم فعالياتها بها بالإضافة إلى التنسيق فيما بينهم لتقديم الخدمات للمواطنين لكسب تأييد الشارع لكلاهما، كما عقد فؤاد بدراوي نائب رئيس حزب الوفد عدة لقاءات تنظيمية بالمحافظات (المنوفية والغربية والدقهلية ودمياط والسويس وكفر الشيخ والبحيرة والشرقية) وطالب اللجان بالإعداد مبكرا لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة على جميع المقاعد وبجميع الدوائر الإنتخابية مؤكدا على تقديم الحزب ورجال الأعمال به لكافة الإمكانات والدعم المادي والعيني للجان في المحافظات لنيل أكبر قدر من المقاعد بالمجلس.
أما عن مايخص لجان الحزب الوطني بالحافظات فقد أشارت المذكرة إلى إنخفاض شعبية أعضاء الحزب في مجلس الشعب الحاليين نظرا لغيابهم الدائم عن دوائرهم وعدم تقديمهم أي خدمات أو تفاعلات مع المواطنين في المقابل يقدم نواب الإخوان الخدمات والفاعليات الإجتماعية للمواطنين وهو أمرا غاية في الخطورة –على حد تعبير المذكرة - وأيضا تفاقم الصراعات والنزاعات بين أعضاء اللجان في المحافظات وتقديم عدد منهم للإستقالتهم احتجاجا على ممارسات أمناء اللجان بالمحافظات، حيث وصل عدد الأعضاء المستقيلين خلال العام الحالي 214 عضو في 6 محافظات.
وأشارت المذكرة إلى أن دور المرأة داخل الحزب الوطني ضعيف جدا وفي المقابل أتجهت المرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين منذ بداية العام الجاري إلى التحرك بقوة وسط الجماهير وتقديم النشطة للمواطنين وخاصة في مجال القوافل الطبية التي تنظمها الجماعة والتوعية من مخاطر انفلوانزا الطيور والخنازير التي تبنت الجماعة العمل بها ونشر أعضائها وخاصة النساء في جميع القرى والمدن لكسب التأييد الشعبي والجماهيري.
واوضحت المذكرة ان المصادر السرية أفادت ان رأي الشارع في الحزب الوطني تغير بنسبة كبيرة للأسوء نتيجة طرح عدد من القضايا "الفاضحة" مؤخرا والمتورط فيها قيادات من الحزب الوطني وأيضا ممارسات للبعض الأخر ضد مصلحة المواطنين وأهمها قضية هشام طلعت مصطفى والممارسات الإحتكارية لأمين التنظيم في سوق الحديد ضد مصلحة المواطنين.
التعليقات (0)