الإخوان المصريون قادمون
يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011م شهد تظاهرة مليونية حاشدة في ميدان التحرير بوسط القاهرة ؛ كان الغرض منها توجيه رسالة قوية إلى المجلس العسكري بعدم الإستغراق في أحلام الإنفراد بالسلطة ...
لحية وجلباب وموتوسيكل وبقايا أكل وحاوية ماء
وكان الملفت في هذه التظاهرة ؛ أنها جاءت بمثابة إستعراض لعضلات الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما من بين كافة الفعاليات السياسية والإجتماعية في مصر الآن ؛ خاصة بعد تفكك الحزب الوطني الحاكم الذي لم يكن يجمع بين أعضائه سوى بريق السلطة والرغبة في سرعة تسلق السلالم لتحقيق المنفعة الشخصية.
وللسلطة في مصر بريق خاص يجعلها منى النفس وبهجة الفؤاد .. وهي الطريق الأقصر والباب الأوسع إلى الثروة والجاه والنساء ، وحياة النعيم الأرضي والترف والبهجة والحبور . والليالي الملاح بوجه عام.
يأمرون الناس بالبر .. فهل سينسون أنفسهم؟
ووفقا لحصاد التجربة السودانية الأكثر قربا من النفسية المصرية . فإن للإخوان المسلمون سلبيات مشهودة في مجال الإستئثار بالسلطة والثروة . ثم المتاجرة بالدين وفرض أحكامه على الغير وإعفاء أنفسهم ...... ثم ولع إستثنائي تجاه إشباع شهوات المال والبطن ؛ وشبق الفرج مثنى وثلاث ورباع حال إمساكهم بتلابيب السلطة وجريان النقود في أيديهم.
الأسئلة التي تطرح نفسها هذه الأيام لابد أنها كالتالي:
- هل سيمسك إخوان مصر بزمام السلطة؟
الإجابة نعم طالما كانت الإنتخابات حرة نزيهة .
والسؤال الآخر هو :
- هل سيترك الإخوان وحدهم على هرم السلطة؟
الإجابة المنطقية لا .. فالقوات المسلحة ستعمل على بسط وصاية دستورية على مسيرة الديمقراطية بشتى الذرائع المقبولة ، أو وفقا لما هو جاري في تركيا على أقل تقدير . لاسيما بعد أن حذر رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة لمصر من مغبة الإنفراد بالسلطة ، وإستحالة فرض "دولة مسلمة" على الغير . كما لا يمكن تصور "دولة متدينة" قابلة لٌلإستمرار.
وعلى العكس من السودان ستواجه الأخوان في مصر أكثر من مآزق ومطبات غاية في الإحراج .منها على سبيل المثال لا الحصر مصانع الخمور ، وكافة مقتضيات السياحة من مراقص وصالات وبارات وصناعة السينما . هذا عدا النظام المصرفي والموقف من حرية المرأة في ظل التركيبة النفسية والإجتماعية للغالبية الكاسحة من الشعب المصري التي تعشق حياة الحرية بعيدا عن الزندقة والتنطع في الدين.
ومن جانبها سيكون للقوى العلمانية ومنظمات المجتمع المدني دور نضالي متواصل للموازنة والوسطية وفرض آلية ديمقراطية لتداول السلطة عبر صناديق الإنتخاب بعيداً عن التزوير والقوانين الإستثنائية.
قادم الأيام حبلى بالكثير ؛ ومن يعش رجبا سيرى عجبا.
التعليقات (0)