تحت عنوان عقائد وأديان أو تحت عنوان سياسة يمكن إسناد هذا المقال وإن كان أقرب للسياسة منه إلى العقائد....
تشكيل جماعة مسيحية تقابل جماعة المسلمين تقسيم واضح سوف يكون أساسا لتقسيم مصر إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي كما في السودان ...وبعد تقسيم العراق ولبنان وليبيا والشروع في تقسيم السعودية والبحرين واليمن وسوريا فسوف تتحقق فكرة الشرق الأوسط الكبير الذي تكون فيه الدول العربية مجرد إقطاعيات أو كانتونات عرقية متناحرة وتفوز القوى المعادية للإسلام والعروبة بالحرب نهائيا ولمدة قرون قادمة.....
إنها سايكس- بيكو الجديدة التي بشرت بها كونداليزا رايس وهنا تبدو ملامح المشروع الأمريكي أوضح في الرؤية من الربيع العربي الذي نعتقد بوجوده....
قد يكون في حل الإخوان المسلمين ومنع قيام التشكيل المسيحي حلا مناسبا لكي نمنع تقسيم الدولة وإذكاء الحقد الطائفي ...وليس هذا إلا حفاظا على سلام مصر الاجتماعي والإبقاء على المعايشة التاريخية بين طائفتي الشعب المصري طوال تاريح الدولة...
كنت في أول شبابي أقول على المسيحيين أنهم ذوي العظمة الزرقاء وكان ذلك جهلا مني واتباعا لما يسود من معتقدات ودعاية للمتطرفين المسلمين ولم أكن في ذلك الوقت إلا قارئا للقرءان ولست خافظا له كما أنا الآن والحمد لله...
وزبدة القول أن الحياة التي نحياها الآن في ذلك العصر الذي يتطلب ذوبان الشعوب وتعاونها وانصهار الناس من أصحاب كل دين وحتى اللادينيين في بوتقة واحدة تهدف إلى تحقيق الرفاهية والسلام بين شعوب العالم وأجناسه ليس لها أن تتحقق إلا بالسلام الاجتماعي ومنع ظهور التكتلات الإثنية العرقية المتناحرة المتقاتلة حيث لا يفيد ذلك أحدا على الإطلاق...
متى يتحقق ذلك الأمل بين شعوب الشرق الأوسط وقد تحقق بفضل الحضارة عند الدول الأوروبية والأمريكية التان تحتويان على ألف عرق ودين ولا دين ...وتذوب الفوارق بين الناس فيها إلا بالتميز العلمي والإنتاجى والرفاهية والقدرة على النفع العام...
إن النظام العالمي المستعمر والمستفيد من تفرق العرب والمسلمين وتناحر الطوائف الدينية لا يريد أن يرى ربيعا عربيا ولكنه يفضل أن يكون خريفا تتساقط فيه الدول كما تتساقط أوراق الشجر وسوف يعمل على إذكاء الصراعات الدينية وإشعال الحروب البينية لضمان تقسيمها وإضعافها ويرقص على جثثها وأشلاء شعوبها فهل نعود إلى الرشد ونتحلى بقليل من الذكاء ورجاحة العقل ولو قليلا؟.....وأخيرا فإنني أعلن كمسلم راسخ الإيمان أن القرءان دعانا إلى التعارف بين الشعوب والقبائل كما دعا إلى أن نكون مقسطين مع من لم يعتد علينا بل نكون على مودة معهم...وحثنا كأتباع أديان سماوية على التسابق في فعل الخير كما في الآية 48 سورة المائدة
التعليقات (0)