مواضيع اليوم

الإخلاص للذات ..

محمد غنيم

2010-05-18 19:52:29

0

بداية أقدم تحياتي الخالصة لجميع الذين يفكرون بحالنا العربي وكيف يمكن أن نتجاوز بتلك الحال سلبياتنا التي نعترف بها هنا وهناك، لنرنو نحو ما هو أفضل إن لم يكن لنا نحن الحاليون فللقادمون من بعدنا ..


تحية أخرى مثالية للجادين في الكلمة والجريئين فسي الطرح والحقيقيين فيما يقولون ويتوجهون دون أي رغبة منهم في الشهرة أو الاعتلاء نحو ميزة معينة شخصية .. بل لأجل التقدم والتنوير ..


ربما ليس لي الحق في الدعوة إلى العودة لأنفسنا من دواخلها .. وليس لي الحق في أن أكون داعياً بمراجعة الذات التي نطرح ما بدواخلها بنوع من الحرية في المدونات كوسيلة حديثة .. ولكن ربما لي الحق في الاستصراخ كما يستصرخ بعضنا في أن نكون حقيقيون كما نحن فقط بغض النظر عن أحلامنا وطموحاتنا وهمومنا وقضايانا المشتركة مع اختلاف وجهات النظر بها ..


ووجهات النظر أو الأفكار التي نطرحها .. قد نطرحها من واقع نعيش فيه .. وفي هذا قد نطرحها أحيانا لمجرد الطرح والاستزادة في الحصول على زوايا نجهلها تظهر في تعليقات المعلقين من القراء والمتابعين .. أفكار للعموم ندونها لأننا نشعر بها ونعيشها جميعا في مجتمعات متشابكة ومتداخلة ثقافياً وفكرياً .. فمنطق اللغة والجوار يؤثران كثيرا في المحتوى الذي نطلقه علنا بكتاباتنا ..


ليس عيبا أو من المحرمات أن نكنب وندون ما يهمنا ويهم الآخرين .. بل هو أمر ممتاز حتماً .. ولكن إلى أي مدى نحن مخلصون مع أنفسنا فيما يحتك بجوانحنا ومشاعرنا وحقيقتنا الخاصة ..
حكاياتنا السرية وعواطفنا المكبوتة .. وهمومنا التي لا نريد أن نفضحها ربما في مواقف ولحظات كثيرة .. هل هي أمر لا يتم تدوينه في مفهوم يتضمن ما يشعر به الفرد منا فسمي بكلمة واحدو وهو التدوين ..


إلى أي مدى نعبر عن أنفسنا في هذه المساحات المفتوحة .. وكيف يمكن لنا أن نكسر حواجز الخوف من أسرارنا ونتجاوز كل الخطوط الحمراء في الكتابة التي يقرأها الآخرون بكل تصنيفاتهم .. وأول تلك التصنيفات أجهزة المخابرات والاستخبارات .. والناس الذين يعرفوننا عن قر ب والعائلة والأصدقاء والمجتمع بشكل عام ..
هل يمكن مثلا لرافض لزعيم دولته أن يحتج على وجوده كزعيم ويتهمه مثلا بالتخلف والجهل .. هل يمكن أن يعترف شاذ جنسيا بشذوذه علنا .. هل يمكن أن يخط لا دينياً كرهه لأية آلهة ومعتقد سماوي .. أو ينكر وجود الله؟!.


ربما حاول أحدهم ذلك فلقي مصيراً سيئاً .. مع أنه حر في تعبيره .. وحرية التعبير والمعتقد بالمناسبة ليست أمرا محرما حتى في الشرائع السماوية .. فالعبد يختار وحسابه عند خالقه يوم الحساب .. ولا يوجد نصوص تؤكد بأن حسابه عند حاكمه أو زعيمه ..


ففي الإسلام هناك جزية حتى وإن كنت يهوديا .. بل كان هناك من اليهود من جاور النبي محمد عليه الصلاة والسلام ..


العبد حر في اختياره لعقيدته والله أعطى الحرية بتساوي فولد الجميع منا أحراراً دون استثناء لهوية وعقيدة ولون وجنس ومذهب ..


الحرية الكاملة فيما نعتقد ونشعر ونحس به على هذه الأرض وفي هذا العالم بكل معطياته ومجرياته الواقعية .. كما نحن نكون وليس كما يريد به الآخرون أو الرغبة في الشهرة والانتشار نتحدث ..


هذه دعوة لنطرح النحن تلك كما هي دون شائبة ودون خوف ودون استعلاء ومكابرة .. وليس من داعي أن نتمثل من أجل فكرة حتى لو أعجبتنا .. بل الأهم وقبل أن نخلص لما نعتقد وقبل الإخلاص لهوياتنا الوطنية .. وقبل الإخلاص لكل المفردات الأساسية في علم الاجتماع والانسان .. هو فقط أن نكون مخلصين لأنفسنا بكل تفاصيلها دون الحاجة للإنكار فالعالم اليوم هو غيره كما سبق .. وكبت ما يجول فينا من دوائر وأحاسيس شخصية يصبح عدما في زمن تضخ فيه الملايين من الكلمات والمئات من ردود الفعل الحقيقية تنتج في النهاية عن حقائقنا المغلة .. فلنفضح أنفسنا قبل أن يفضحنا المستقبل .. على الأقل إخلاصاً لأنفسنا أمام القادمين ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات