تعرف السنة على طولها احتفاءات خاصة وعامة، فأحيانا نحتفي بحدث وأحيانا أخرى بشخص، وتأخذ أشكال الإحتفاء قوالب متعددة حسب الأهمية.. يقودني هذا الحديث هنا عن الإحتفاءات إلى التساؤل لماذا لا نحتفي بالحرف؟؟ أجل الحرف..
ما دام الحرف يسكن كل واحد منا ولو بشكل خاص ولكنه ذو وقع متجذر فينا؟؟ لما لا نحتفي بالذي يدفعنا حيث ندري حينا وحيث لا ندري أحيانا كثيرة، لنعانق الغيوم في السماء..ونتسلق الحمم البركانية باستمتاع..ونصاحب النار والماء والهواء ..
لما لا نحتفي بالحرف وهو الأولى بكل الإحتفاءات..لما لا نحتفي بمن يسقينا حبا وحياة..أملا وألما..؟؟ لما لا نحتفي حبا بالحرف؟؟ أليس للحرف صُنعاً يستحق الإحتفاء؟؟..
..
من منا يستطيع أن يخفي أثر الحرف في نفسه في جملة أو كلمة أو حرف ولو من مثل: مممم، كتبها أو سمعها أو حتى قالها ليلا أو نهارا.. في الحر.. في القر.. أو تحت المطر.؟؟
من منا يخفي وقع الحرف في نفسه ليصبح الحاسم في حياته ..في انفعالاته.. وفي ردوده؟؟..
..
صحيح أن الحرف كلمة والكلمة قد تصبح "لكمة" ـ حسب تعبير صديق لي ـ ولكن "للكمة" ميزة فلكمة مني ليست كما من غيري صحيح؟؟ ..للكلمة ولو رفضا "وَقْعٌ" يعطيها رونق خاص قد لا يكون إيجابي حتما ولكن مميز حتى في أقصى حالات الحب والغضب...
..
آن الأوان أن يفكر الجميع في طريقة للإحتفاء بالحرف من الشعراء..الأدباء.. المفكرين والكتاب والقراء والمستمعين.. ذوي الحس المرهف وحتى الخشن "فالخشونة ميزة في ذاتها" وأنا هنا لا أعيبها.
..
يقول إخواننا السلوكيين في مجابهتهم للغويين..أن السلوك غير اللغوي أبلغ من الكلمة وهذا إلى حد ما صحيح جدا، فعلى سبيل المثال حين نقوم باحتضان شخص ما قد يغيب الكلام تلقائيا أو قد نغيبه عمدا إيمانا منا أن اللغة قد تفسد جمال الأحضان حينها، وعلى قدر دفء اللحظة على قدر العفو أو العتاب أو الحب أو حتى الوداع.
لذا لن ندخل في احتفائنا بالحرف في مشادات مع إخواننا السلوكيين، فالأكيد أننا سنحتفي جميعا بالحرف ولو من أجل الإحتفاء بقناعاتنا.. وبسعادتنا اللغوية..بملكاتنا الأدبية وهي تجمعنا وتفرقنا وتسعدنا وتشقينا.
..
كم أتمنى لو أن الفنان وائل كفوري غير كلمات أغنيته الرائعة من: شو قيمة النظرة لو شفت كل الناس وما شفتك أنت؟ لتصبح شو قيمة الإحتفاءات إن لم نخص الحرف بأحدها؟؟..
التعليقات (0)