الإحباط... ينتابنى احيانا هذا الشعور القاتل فى لحظات ضعف إنسانية , حينما أشعر بأن الأمور تسير عكس مايفرضه العقل والمنطق والقانون والشرع.
هذه اللحظات بكل اسف بدأت تحاصرنى فى الفترة الأخيرة على فترات متقاربة ولعلنى وجدتها فرصة طيبة لأتغلب على هذا الشعور القاتل بمواجهته والمكاشفة مع نفسى , لأننى أعتقد أن الإستسلام لهذا الشعور ربما يضاعف من أعراضه ليصل فى بعض الأحيان لإكتئاب كما يقول علماء النفس.
وربما تكون هذه المكاشفة دافعا لى ولغيرى لنكون أكثر إيجابية فى محاولة جادة لتغيير هذا الواقع الكئيب.
وأنا أعتقد أن مجرد سرد أسباب هذا الإحباط هو البداية الحقيقية للتغلب عليه حيث يسهل بعد ذلك التفكير فى إيجاد الحلول لأسباب الإحباط وبإستعراض هذه الأسباب نجدها بدون ترتيب كمايلى:
1- الفساد ... وتزاوج الفساد مع المال والسلطة ليصبح ثالوث مرعب والمثال الصارخ لهذه الحالة هو قضية أرض مدينتى وقضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم وإتهام هشام طلعت مصطفى بالتحريض على قتلها , ولعل الحكم التاريخى بعدم شرعية عقد بيع ارض مدينتى كان البلسم الذى إعتقدنا جميعا بانه سيخفف عنا الأحوال الصعبة والكارثية التى نعيشها ولكن ... لم نهنىء بهذا الحكم وسرعان ماإجتمع رب الأسرة وكبير العائلة مع الوزراء المعنيين وبالطبع رئيس (الوزراء) ليس من أجل تنفيذ الحكم ولكن لإيجاد مخرج قانونى لإعادة الأرض مرة أخرى لمجموعة طلعت مصطفى أى بمعنى آخر اكثر وضوحا هو تستيف ورق البيع وكأن حكم المحكمة لم يكن ولنضرب رؤسنا فى الحائط , فالأرض أرضهم وهم احرار يهبونها لمن يرغبون ونحن ليس من حقنا ولا حتى الإعتراض , ولما لا وهشام طلعت مصطفى هو مشترى أو لنقل ناهب هذه الأرض وهو من هو ... هو القاتل اللص الذى حكمت عليه المحكمة بالإعدام ولكن أبت السلطة الضلع الثالث فى ثالوث الفساد إلا أن تفتديه بأى ثمن وتنجيه من حبل المشنقة الذى إقترب منه وبشدة إلا أن هذه السلطة كان لها رأى آخر...فكيف للسلطة ان تتخلى عن احد أبنائها المخلصين وتتركه يلقى مصير المجرمين القتلة كأى قاتل , لابد لها ان تحافظ على صورتها بالحفاظ عليه لأقصى مدى ممكن فكان تخفيف الحكم الذى هو بمثابة بداية الحكم النهائى ببرائته , ليكون بذلك هذا الثالوث هو الضمان الحقيقى لأى فاسد بأنه لن تطاله يد العدالة , فهو آمن لا يخاف شيئا .. فهم فوق القانون.
2- الضعف والهوان فى أمة الإسلام... وأعتقد أن هذا السبب مرجعه الرئيسى هو هواننا على أنفسنا فكان الهوان على العالم كله ملحدين ونصارى ويهود بل وعباد البقر , فكان تفريطنا فى ثوابتنا هو الحلقة الأولى فى هذه السلسة المتتالية فبدات بتطاول نصارى الغرب على رسولنا الكريم ثم توالت الأحداث من دعوات لحرق القرآن ووصمنا بالإرهاب ونهب خيراتنا وشن الحروب علينا فى ديارنا وسلب ممتلكاتنا ونهب خيراتنا وإحتلال اراضينا ثم تجرؤ الأقزام علينا وتطاولهم ووصفهم لنا باننا ضيوف عليهم ويجب علينا الرحيل من ديارهم وأرضهم , ولعلنى الان والان فقط اواجه نفسى بحقيقة هؤلاء الأوغاد اللذين إتضحت وبانت نوايهم الخبيثة فى طردنا من أرضنا عكس ماكانوا يدعون من سماحة وإخاء .. قد بانت نوايهم وكشفوا عن وجههم القبيح , أما مايصيبنى من إحباط فى هذا الخصوص هو حالة السكوت المخزى من الدولة الضعيفة تجاه هؤلاء الأوغاد ولعلنى بذلك أشعر بشعور المهزوم من نفسه لأنه من المفترض أن أجد الدولة تفرض هيبتها وتنتفض لكبريائها وتأمر الفئران بالدخول فى الجحور مرة اخرى ولكن ...لاشيء من هذا حدث بكل اسف وهو ما يدعونى للشعور بالإحباط .
3- الظلم ... ولعل أقسى أنواع الظلم هو الظلم من بنى وطنك ودينك فتجده ينحاز لأعدائك ويتخذهم أولياء من دونك وتصبح انت العدو الاول بدون ذنب إقترفته إلا لأنك تصارحه وتظهر له سوءاته , وهنا ينتفض ويبدو لك كالأسد الجريح فى حين أنه يبدو كالأرنب الوديع الذى لا يقوى على شيء أمامهم.
وهناك عوامل أخرى ولكنها بنسب متفاوتة ولكنها فى النهاية ايضا تساهم بقدر معين فى إصابتى بالإحباط .
ولنا معها وقفة أخرى ...إنشاء الله
التعليقات (0)