يعتقد الكثير بأنّ الإتفاق النووي بين إيران والدول الست كان قاب قوسين أو أدنى لو لا تدخل المرشد الإيراني في تصريحاته الأخيرة التي رفعت سقف التوقعات الإيراني و ساند فيها منتقدي الحكومة ومعارضي الإتفاق النووي في إيران. جاءت تصريحات خامنئي التي شكلت عائقاً أمام اي بقدم في الملف النووي في الوقت الذي تصعد طهران جبهاتها في الشرق الأوسط . فمن ناحية جبهة الحوثيين في اليمن مشتعلة ومن جهة ثانية جبهة قطاع غزة يمر بحرب ناهيك عن جبهات العراق و سوريا التي تشعلها طهران وقتما تريد. الكرة الأن في ملعب طهران فعليها أن لا تضيع الفرصة السانحة أمام حسابات وهمية.
جاءت التطورات التي توحي بالتمديد أو الفشل بصورة متسارعة في الوقت الذي كان الوفد الإيراني منشغل بإعداد النص للإتفاق النووي والتفاؤول كان يسود تلك الأجواء. لكن يبدو أن إرادة معارضي الإتفاق يحاولون استخدام جميع أوراقهم للعب على إعاقة أي تقدم في الملف النووي.هؤلاء المعارضين في إيران يتشكلون من أحزاب دينية متشددة وجمعيات سياسية وثقافية تابعة للنظام الإيراني و جنرالات الحرس الثوري والمؤسسات العسكرية والدينية المتنفذة و نواب في البرلمان وشخصيات سياسية محافظة لديها عداء تاريخي مع الإصلاحيين حيث يعتقدون أن أي تقدم في الملف النووي يعتبر على أنه إنجاز للإصلاحيين.
لكن لو نظرنا الى الوجه الآخر مما يجري فيبدو أنّ النظام سيوقع على الإتفاق النهائي في نهاية المطاف لكنه بريد أن يسستنزف الوقت لكي يرسل إشارات لمعارضي الإتفاق بأنه لن يتخلى عن مطالبه وأنّ الإتفاق في حال تم التوقع عليه سيستوفي جميع مطالب النظام وهذا الأمر من شأنه تخفيف وطأة المعارضة الداخلية و تلميع وجه طهران الثوري لدى أتباع طهران في العالم العربي. لكن على أي حال فإنّ على معارضي نهج الرئيس الإيراني المعتدل في إيران معرفة أن الفرص تمر كمر السحاب وأنّ هذه الفرصة سوف لن تبقى سانحة الى الأبد فعليهم أن يستثمروها قبل فوات الأوان لأن الكرة سوف لن تبقى الى الأبد في ملعب الإيرانيين.
التعليقات (0)