مواضيع اليوم

الإتحاد المغاربي بين طموح المرزوقي و إكراهات الواقع

ماءالعينين بوية

2012-02-16 11:41:27

0

ظل و منذ نشأته و بهياكله حبيس الرفوف، كتب عليه الجمود، لأنه ولد بوزره العظيم، وزر الصحراء و إختلاف الأنظمة و هوى القادة كان سببا في أن يكون تكتل المغرب العربي مجرد إتفاقية أحدثتها رجة إنتهاء الحرب الباردة دون أن يكون لها أي تفعيل و امتداد على الواقع.

اليوم، عاد الحديث عن تفعيل الإتحاد و بث الروح في هياكله، و الناظر في أمر التكتل، حياته و مماته، يرى أن العلة أو المفتاح بيد دولتين جارتين أساسا، المغرب و الجزائر و ماكان من توتر دائم في علاقاتيهما كان سببا واضحا في جمود الإتحاد إضافة إلى الحالة السياسية التي كانت تعرفها ليبيا القذافي من حصار و حرب إعلام مع الغرب...

هذا الحراك الدبلوماسي الذي تشهده بلدان المغرب العربي، بمبادرة من الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي من جهة، و من جهة أخرى من وزير الخارجية المغربي سعد العثماني ، رجلان أحدهما يحسب على التيار اليساري القومي و الآخر على التيار الإسلامي، خلفيات سياسية هي مبعث لدعوات الوحدة لا التشتت، هل هي نقطة في صالح المغرب؟ خاصة إن أضفنا إليها التقارب المغربي الليبي و ماراج سابقا عن اتهامات وزعها ساسة ليبيون عن دعم رجال جبهة البوليساريو للقذافي إبان الأزمة الليبية.

في خضم هذا الحراك ، يبدو أن هنالك تجاذب قوى بين الجزائر و المغرب لحيازة ريادة الإتحاد، فإن كانت ليبيا و تونس حاليا أقرب إلى الرباط لطبيعة التحولات التي شهدتها البلدان الثلاث فإن الجزائرو موريتانيا على صف واحد، فالأخيرة اتجهت مؤخرا إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر على حساب المغرب، و كان لها موقف سلبي من الثورة الليبية، فلا ننسى دعم القذافي للجنرال عزيز ضد معارضيه إبان الأزمة الدستورية التي شهدتها موريتانيا، لعل هذا ما يفسر إتجاه المغرب إلى رأب الصدع و محو الفتور الذي شهدته العلاقات المغربية الموريتانية. بالنسبة لتونس وليبيا، ترى الجزائر في الملفين الإقتصادي و الأمني مدخلا لتكريس هيمنتها أو إستمالة الطرفين الليبي و التونسي بحكم الحدود المشتركة مع البلدين أولا ثم الحاجة التونسية للجزائر الغنية في دعم إقتصادها المتأثر بتبعات الثورة والأزمة العالمية...
 الريادة تعني فرض وجهة نظر أحد البلدين اتجاه مجموعة من القضايا خاصة ملف الصحراء، رغم حديث كل من وزيرالخارجية المغربي و الرئيس التونسي على أن الإتحاد قد يمضي قدما في مسالك لا تمر بهذا الملف، فالأولوية للعلاقات الإقتصادية و التجارية، لكن يبدو الأمر صعب في هذه الحالة، وستظل العلاقات الثنائية على محك وبالتالي مصير الإتحاد المغاربي على محك مادامت هنالك أزمة عالقة بحجم قضية ملف الصحراء و تبعاتها.
  وليست الصحراء الإكراه الوحيد لدوران عجلة الإتحاد، فالدول المعنية أمامها تحديات كثيرة: طبيعة الإتحاد و سقف تطلعات كل دولة بشأنه، الإرادة السياسية و حجم التنازلات المقدمة، هشاشة الوضع الأمني في ليبيا و أزمة بناء الدولة وما يحمله من تهديدات أمنية على الدول المجاورة، ضعف البنية الإقتصادية لدولة كموريتانيا مثلا و اختلافها من دولة إلى أخرى وما تتسم به من اختلالات، الطبيعة الإثنية لدول لا تضم غالبية عربية نسبية فكيف بها أن تكون ضم اتحاد يوصف بالعربي... تحديات و إكراهات  كثيرة بتفاصيلها قد تجعل من عميلة التكتل والإندماج المغاربي عملية صعبة و بطيئة مالم تكن هنالك إرادة سياسية حقيقية تساعد على تجاوز مثل هذه العقبات.
منصف المرزوقي يطمح إلى بعث الروح في هذا الجسم المتصدأ، من خلال زيارته لدول المغرب العربي و دعوته لعقد قمة مغاربية وحديثه عن الأهمية الإقتصادية و السياسية للإتحاد المغاربي كضرورة تتماشى مع الواقع الجديد الذي فرضه الربيع العربي، المرزوقي ولأسباب إقتصادية لربما  إضافة إلى شخصية الرجل كمناضل حقوقي قومي عروبي يريد استثمار الثورة التونسية و صيتها لدى الشعوب المغاربية من أجل تفعيل هياكل الإتحاد و إرضاء للشعوب المتحفزة لذلك. و في سياق إرضاء الشعوب كذلك تجد بعض الأنظمة في بعث الروح في الإتحاد رغم عدم اقتناعها بذلك سبيلا لكسب تعاطف الشارع في ظل الوضع الإحتجاجي الذي يعصف ببلدان المنطقة. 
آمال المرزوقي و حماسة العثماني قد تساهم في ترطيب الأجواء و ما يفرضه الربيع العربي الآن من متغيرات قد يخدم مسيرة الإتحاد المغاربي الآن و لربما لأشهر قادمة، غير أن التكتل قد يصاب بحالة الجمود أو قد يتعثر ما لم تحدث توافقات ثنائية بين الجزائر والمغرب تحل بها قضية الصحراء نهائيا.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات