محاولات وزارة الداخلية المتكررة للقضاء على ظاهرة تجارة المخدرات داخل سجونها وليمانها باءت جميعها بالفشل، حيث تؤكد محاضر ضبط المخدرات داخل السجون أن ظاهرة الإتجار بالمخدرات داخل السجون والليمانات تنمو وتزدهر وان جميع محاولات القضاء عليها بائسة وتنتهى جميعها بالفشل.
محاضر ضبط الأقراص المخدرة والمواد الأخرى المخدرة يوميا داخل السجون والليمانات على مستوى الجمهورية تؤكد أن المجرم مجرم حتى وإن كان محبوس، الأسرة والأقارب الذين يعملون في الإتجار ومعاونة "المعلم" قبل حبسه لم يتخلوا عن مهنتهم فنقلوا نشاطهم حيث يقبع المعلم خلف الأسواب واتجهوا نحو تهريب المخدرات إلى داخل السجن لكي يتعاطى المعلم ويتاجر أيضا..!.
المحاضر تقول أن سجن شبين الكوم العمومي وهو اكبر سجن إستقبال جنائي فى مصر – ترانزيت ما قبل التوزيع على باقي السجون - سجل خلال عام 2010 ضبط أكثر من 380 ألف قرص مخدر "ترامادول وأبتريل وباركينول" وحوالي 15 كيلو جرام حشيش و27 كيلو بانجو، ونفس الحال في سجن دمنهور، الكميات تقريبا متساوية وجميع السجون على مستوى الجمهورية طبقا لتقارير ضبط مصلحة السجون تم تحرير محاضر ضبط أقراص ومواد مخدرة أثناء محاولة أهلية السجناء تهريبها إلى داخل السجن لزويهم المتعاطين والمتاجرين، جاء بها أن المهرب أو المهربة "أهالي السجناء" حاولوا تهريب هذه المواد المخدرة لكي يتعاطاها قريبهم أو للإتجار بها.
الظاهرة موجودة منذ عشرات السنين ولم يتم القضاء عليها لأسباب أهمها بحسب رأي العميد خالد بكر "ضابط شرطة" أن المجرم الموجود داخل السجن بالإضافة إلى أهله أو زويه مجرمين أو وسط إجتماعي معتاد على التعاطي والإتجار ولا يرى غضاضه في أن يهرب المواد المخدرة للمسجون، وبالتالي فإن الأهل يساعدون المسجون على التعاطي لأنه يجبرهم على ذلك لعدم قدرته على الإمتناع عن التعاطي فجأة وبالتالي يشعرون بالشفقه نحوه ويقوموا بناء على ذلك بتهريب المخدرات له لمساعدته على التكيف داخل السجن، كما أن المجرم خارج السجن هو نفسه المجرم في الداخل، لأن السلوك الإجرامي واحد والتعود على التعاطي أو الإتجار أمر لا ينتهي بدخول السجن بل هو أمر يتنامى ويتزايد لأن السجن جامعة المجرمين يلتقون فيه ويتبادلون الخبرات فيما بينهم.
ويضيف بكر أن طرق تهريب المواد المخدرة إلى السجن مبتكره ويتم تجديدها بصفة مستمرة وذلك كما سبق الإشارة إليه لأنها تتم عن طريق أشخاص محترفين وتهرب إلى أشخاص أكثر خبرة، فمثلا تم ضبط أقراص مخدرة ذات مرة في أصابع "المحشي" المطبوخ الذي أحضرته زوجه لزوجها المسجون في قضية إتجار مخدرات، وكذلك تم ضبط أقراص مخدرة كانت تخبئها زوجة في أماكن حساسة بجسدها لتهريبها إلى زوجها وتمكنت مفتشة السجن من ضبطها وأيضا وضع المواد المخدرة في صورة "توكة شعر" في رأس النساء او في عمة الرجال أو بين ثنايا الطواقي الفلاحي أو داخل "داير الجلابية" وغيرها من طرق تهريب المخدرات، وهي ظاهرة لن تنتهي لأنها مرتبطة بمجرمين أدانهم القانون فدخلوا السجن ومجرمين آخرين لم يدينهم القانون فظلوا خارج السجن لكنهم يمدون من هم داخل السجن بالمخدرات
التعليقات (0)