إنّ سياسة التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وبقية الأقطار العربية تعيد للأذهان السياسة التي كانت تنتهجها السلالة الصفوية في إيران قبل عدة قرون تجاه العرب وهي سياسة تدخل وسيطرة واستغلال الدين لبسط هيمنة امبراطوريتها الفارسية على الدول العربية.فقد اختلف الصفويون مع العثمانيون بسبب الخلافات العقائدية واليوم لايتفق الإيرانيون مع الطاجيك وهم من نفس العنصر لدواع عقائدية.فالوحدة الإيرانية اليوم أكثر ارتكازاً مع الحكومات العراقية والسورية و الأحزاب والجماعات العربية مثل حزب الله والجهاد وحماس رغم أنّ هذه الجهات عربية لكنها وبسبب ولاءها المطلق لولي الفقيه وللمشروع الإيراني فإنها يعتبر نفسها حليفة استراتيجية لطهران أكثر من أي نظام سياسي أخر.
الخومينية التي تتبع النهج الصفوي في إيران ترتكز على التمدد الصفوي الذي كان ممارساً على الدول العربية فتصريحات القادة في الحرس الثوري على أنّ حدود النظام الإيراني أصبحت بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط لم تأتي من فراغ لأنها تنبع من أسطورة ووهم تاريخي باستعادة الحلم الصفوي مرة أخرى في ظل الفراغ الكبير الذي يشهده العالم العربي بسبب التشرذم والحركات المتطرفة التي أهدرت طاقة الدول العربية.
يعتبر علي أكبر ولايتي والمستشار السياسي للمرشد و يعتبر من بين كبار منظري المرشد علي خامنئي في نفس الوقت حيث يسعون لتوجيه نهج الأخير نحو التأسيس لصفوية إيرانية في المنطقة العربية عبر دعم جماعات حليفة في المنطقة ومساندة أنظمة مثل نظام بشار الأسد ويتحقق حلم هذه الإمبراطورية عبر سواعد الحرس الثوري و استشاراتهم وخبراتهم في تأسيس عصابات موالية في المنطقة. إنّ استمرار النهج الأيدولوجي الخوميني والذي يعتبر على أنه الصفويون الجدد في طهران على نفس الأطر الفكرية والأيدولوجية لا يوحي بتغيير كبير في السياسة الإيرانية في المنطقة وإنّ أي تغيير في هذا النهج يمرّ عبر تحوير النفوذ الإيراني في شؤون الدول العربية من نفوذ سلبي الهدف منه بسط السيطرة الى النفوذ البنّاء الذي يهدف الى كبح جماح التطرف و العنف في المنطقة.
التعليقات (0)