يتردد كثيرا علي أذاننا مصطلح شاع استخدامة ولكن قليلا من يعرف مدلول هذا المصطلح ومدي أهميتة ، ولذلك قبل ان أبداء حديثي سوف أوضح مدلول هذا المصطلح كي يكون واضحا للجميع .
أن الأيديولوجية تعني: كلمة انجليزية معناها الحرفي "عقائد"، وهي عبارة عن منظومة التصورات والاعتقادات والنظرياتالتي تبنى عليها حياة الأفراد والمجتمعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وبناء علية فأن لكل دولة في العالم لابد وأن يكون لها أيديولوجية خاصة بها وفق عاداتها ، تقاليدها ، معتقداتها ، سياساتها . وأن تكون هذه الإيديولوجية متوافقه مع مصلحتها ومصلحة شعبها . وهذا ما تفعله الدول المتقدمة علي وجه الخصوص بينما الدول الفقيرة والدول النامية فما زالت تتخبط حتي الأن في أتخاذ أيديولوجية معينة تسير علي نهجها . ولذلك فهي بصدد أمرين أتتخذ أيديولوجية نابعه عنها وعن مضمونها أم تحاول تطبيق أيديولوجية أخري ثبت نجاحها في دولة متقدمة .
وعلي سبيل المثال " الإيديولوجية الأمريكية " علي أعتبار أنها الدولة الأولي في العالم ، فهي تردد كثير من بعض المصطلحات لكي تفرض أيديولوجياتها علي العالم ومن هذه المصطلحات أنها (القطب الأوحد) و (القوة الأعظم) و (العالم المعولم) و (القرية التي تسودها القيم الأمريكية ويقررها ذلك الأمبراطور الأمريكي) رئيس الولايات المتحدة أي كان من بين 44 رئيس مروا علي شغل هذا المنصب .
ويعتقد البعض بل الكثير بأن هناك من ضمن الرؤساء الذين مروا علي رئاسة الولايات المتحده كان معتدلا في علاقاته مع الشرق الأسلامي أو الشرق الأوسط أو العرب "أي ان كانت المسميات " أو أتخذ أسلوب اللين والتحاور بأنه بذلك أفضل من غيره ، من الذين أستخدموا الشده والعنف والغطرسة والقوة المهيمنة الباطشة المتعسفة والمستبده .
فدعونا نتصور بأن هناك مقارنة بين سياسة ويليام جيفرسون كلينتون الذي كان من الحزب الديمقراطي وعاشت الولايات المتحدة الأمريكية في عهده أفضل عصورها الاقتصادية , وكانت فترة حكمة ما بين عامي 1993- 2001 . وبين جورج دبليو بوش الذي أحدث أنهيار في الدرع الأقوي في بلاده أي ( القوة الأقتصادية ) والأزمة الأقتصادية التي نحن بصددها الأن ونعاني منها وسوف يعاني منها أجيالا أخري قادمة حسب أراء الأخبراء الأقتصاديين .
ملحوظة هامة : أن القوة الأقتصادية للولايات المتحدة تعتبر هي الركيزة الثالثة لها ويسبقها بعدان أخران أولهما ما نحن بصدده الأن وهو الأيديولوجية ، وأما البعد الأخر وهو الأستراتيجية الأمريكية وهما مبدأ عقيدة (المحافظين) .
فبدون أدنا شك سوف يراود الكثير فكرة أن كلينتون أفضل بكثير من بوش في علاقاته مع الشرق الأسلامي , وللأسف فان هذه نظرة سطحية جدا عن فكرة وأيديولوجية الولايات المتحدة فكلا الرئيسين يطبقان أيديولوجية واحده وأن أختلف أسلوب وماهيه التطبيق فهم ينفذان مبادئ معينة وفق منظومة واحده كل هذا ما نسمية بالأيديولوجية . وهي الهيمنة والسيطرة علي العالم ولهذا فهم أتخذوا من كل الوسائل المتاحة وسيلة لهم لتحقيق غاية واحدة ، وفق للمبدأ الميكافيللي القائل : " بأن الغاية تبرر الوسيلة " . فكل منهما يكمل ما بدأه الأخر ويستكمل مسيرتة تنفيذا لأيديولوجية واحده وأن أختلف الأسلوب بين اللين والشده ، والرقة والغلاظة .. إلخ
وأما بالنسبة لنا ( وأقصد مصر ) علي أعتبار أني مواطن مصري يحق لي أن أهتم بشؤن بلدي ، نحن نتخبط مع الذين يتخبطون في دائرة صراع الأيديولوجيات بالرغم من أننا دولة نسعي نحو التنمية ونحاول أن نتصدر الأن المكانة الأولي بين دول الشرق الأوسط بالرغم من كل هذا لا أجد هناك أيديولوجية مصرية محدده ، يسير علي نهجها ساستنا .
فكل قيادي للاسف لا يستكمل ما قام به القيادي السابق له بل يبدأ من جديد بنظام أخر مختلف وعلي هذا المنوال تتكرر الأية مرات ومرات بهذا لن نستطيع أن نصبح في يوم من الأيام دولة من أولي الدول المتقدمة في العالم .
في حين أن الصراع ( صراع الأيديولوجيات ) أصبح الأن صراع حتمي لابد وأن نخوضة كي يكون لنا مركز مهيمن في ذلك العالم المتأمرك . خاصة وإذا أدركنا أن هناك أنهيار استراتيجي وايديولوجي للولايات المتحدة الأمريكية قد سبق ذلك الأنهيار الأقتصادي الذي نراه الأن ، وهذا يعني سقوط أخلاقي لليمين المحافظ وعقيدة المحافظين في أمريكا . وذلك يرجع لثلاث عوامل قد حددها الدكتور / حلمي عبد الكريم لزعبي في دراسة له بعنوان سقوط البوشية بمركزاتها وهما :
1-الأستنزاف العسكري في العراق وأفغانستان .
2-والفشل المروع في حسم الحروب التي أشعلتها .
3-أو الخروج من مستنقع الأفغاني والعراقي .
وهذا يعني في طياته بحد ذاته سقوط في منظومة القيم الأمريكية التي أرادت الأدارة الأمريكية تسيدها علي العالم ، فبسقوط هذين البعدين أصبح هناك نذير بولاده عهد جديد ينهي تفرد الولايات المتحدة وهيمنتها علي النظام الدولي بعد ما كانت قوة وحيدة دون منازع .
ومن وجهه نظري : فقد جاء الرئيس باراك أوباما بسياسته التي لم تتضح بعد وان كانت في بدايتها بها شيء من اللين والحوار والتصالح مع العالم بعكس ما أتبعه بوش في علاقاته مع دول العالم والشرق الأوسط علي وجهه الخصوص . ليستكمل الأيديولوجية الأمريكية ولكن بأسلوب مختلف بعدما فشل أسلوب بوش ، وليسترجع مرة أخري هيمنة وسيطرة وقوة الولايات المتحدة الأمريكية من جديد .
ولكن السؤال هنا هل سينجح أوباما في تحقيق غايتة ؟
هل سينخدع العرب بسيل العبارات واللألفاظ المنمقة من أوباما ؟
كل هذه تسأولات لايستطيع أحد الأجابه عليها الأن ، إلا بعد كشف الستار عن حقيقة سياسة أوباما ومعرفة الأبعاد الحقيقية وليست الظاهرية لهذه السياسة التي أعتبارها سياسة ذكية ، رشيدة منمقة لديها قاموس واسع من العبارات والمصطلحات للتهدئة فقط وليس للحل الجذري . هذه السياسة التي جائت لتنهي حالة القلق التي أحدثتها السياسة السابقة والتي أحب أن أدعوها بالسياسة الحمقاء سياسة (فرق تسد ) " فهي سياسة قديمة قدم الأزل أتبعها الغرب نحو الشرق ليلحق به ويسبقة ويسوده " .
ولابد أن نتخوف من الأن ونعلن حالة الخطر مبكرا قبل ان يستطيع أوباما أن يتحايل علي العالم بكثرة كلامه الذي لاتنفيذ له من الناحية العملية لآنه لو أستطاع ذلك فقد تناسب مصالح الولايات المتحدة اليوم أكثر من سواها .
وعلية لابد من أتخاذ شيء من الحذر وسرعة البديهه للتكيف مع كل هذه التساؤلات أن جائت الأجابة في صالحنا أو لم تكن كذلك .
التعليقات (0)