مواضيع اليوم

الأهرام التي كانت

Saleem Moschtafa

2009-03-19 11:53:21

0

 

لا أدري ماذا كان ينتظر القارئ المصري و العربي و المتابع بشكل عام لما يتفاعل داخل مؤسسة الأهرام المصرية، عندما يعلم أن رئيس تحريرها ليس الا "أسامة سرايا" "على سن و رمح". هنا يكون استغراب الفوضى التي تعيشها تلك المؤسسة أمر مستغرب، لأن السيد "أسامة سرايا" له تصور خاص و فريد لمعنى الصحفي و الصحافة و هو تصور و تطبيق يندى له جبين أي صحفي يحترم نفسه في أقل الأحوال، فضلا عن احترامه لأبسط مبادئ الصحافة و اعلام الناس بالخبر، هذا التصور جعله في تصادم حتمي مع الصحفيين الذي يعملون في هذه المؤسسة و بالتالي مع رئيس مجلس ادارتها الذي يدعمه.

و حول الأسباب المباشرة للأزمة المشتعلة داخل هياكل المؤسسة الصحفية تشير الأنباء الى أن الصحفيين العاملين بها يطالبون باستقالة رئيس مجلس الإدارة على خلفية تجاوزه لفترته القانونية اضافة وخاصة للنية من منعهم من النشاط الصحفي بالتوازي مع عملهم بالأهرام بما فيها المشاركة في برامج تلفزيونية قد يتعرضون معها الى التحقيق، و هنا يصبح الأمر أكثر الحاحا اذا كان ذلك المنبر الإعلامي لا يشارك سرايا و أمثاله نظرتهم "المميزة" للعمل الصحفي و الإعلامي و هو ما جرى مؤخرا مع "نبيل شرف الدين" على اثر مشاركته في برنامج "الإتجاه المعاكس" على شاشة "الجزيرة"، بالرغم من أنه كان منسجما و متناغما، كما عهدناه، مع الأفكار السياسية و الإعلامية التي يتبناها السيد سرايا و هو ما يقودنا الى الأمر الآخر و الذي يشكو منه صحفيو الأهرام أيضا و هو حديثهم عن فرض الإدارة و رئاسة التحرير لخط اعلامي بعينه و دعمه على حساب رؤى اعلامية أخرى قد تكون على النقيض منها و هو ما يجب أن يكون خاصة في مؤسسة كالأهرام لها تاريخ عريق و طويل في العمل الصحفي المحترف و المحترم.

و لكن يبدو أن البعض لا يعنيهم الحفاظ على هيبة المؤسسة و على تاريخها و على البصمة التي ناضل صحفيون كبار لترسيخها و التي  جعلت من الأهرام علامة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية و العربية و حتى العالمية، بقدر ما يعنيهم تطويع المؤسسة و الزخم المعنوي الذي تملكه للدفاع عن النظام المصري و عن سياساته الداخلية و الخارجية.

و "ياريت"" لو كان ذلك الدفاع يندرج ضمن ابجديات العمل الصحفي و لكن من يقرأ مقالات "أسامة سرايا" لا يخطر في فكره أن من كتبها يطلقون عليه كلمة "صحفي" و لكن تخال أن من كتبها هو شخص يعنى بالتثقيف و التعبئة في الحزب الوطني الحاكم و من الدرجة الرابعة أو الخامسة تراتبيا، يعني كل ما "يطبل" أكثر يضمن "بقشيش" أكثر في الطريق ان كان جنيهات أو ترقيات و مناصب.

و أنا أعذر السيد أسامة لأن من يريد أن يعرف الحقيقة كما هي يجب عليه أن يقرأ و يتابع  ما تخرجه يوميا مراكز الدراسات الإستراتيجية في العالم و لكنه، أي السيد سرايا، لا هم له الا انتقاد "الجزيرة" و من يعملون في "الجزيرة" و ضيوف "الجزيرة" هذا بالطبع الى جانب عمله السابق الذكر كبوق من أبواق النظام المصري.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !