إسرائيل الكبرى ..
الأرض الحلم .. من النيل إلى الفرات.. أرض الميعاد.. شعب الله المختار ..
تلكم هي العناوين التي تسترت تحتها الصهيونية العالمية لتنطلق من عباءتها عصابات بن جوريون وشتيرن والهاجانا الإرهابية المدعومة من القوى الاستعمارية في العالم "المتحضر" ..
فتحل بأسوأ ما حل التتار والمغول بأرض الأنبياء فلسطين العربية لتعيث فيها فساداً ..وتدمر مبانيها.. وتهدم مساجدها ..وتستبيح مقدساتها.. وتشرد شعبها ..وتقتل رجالها.. وتيتم أطفالها.. وتستحيي نساءها ..وتذل شيوخها وعجائزها ..وتعذب ..وتسحل ..وتعتقل.. وتسجن ..وتطارد.. وتشوه ..وتقاتل من تشاء من الأبرياء والعزل والمدنيين والمسالمين وقتما تشاء ..
وتصب أنكى وأقذر ما في بوتقة العسكرية الإجرامية من النيران ..واِلإشعاعات ..والقنابل.. والأسلحة البيولوجية التي حرمت حتى شياطين الإنس استخدامها لتصبها على الأجساد العارية من أطفال الأمة العربية .. أطفال المسلمين المسئول عنهم الرئيس والأمير والسلطان و"المليك المفدى" .. أطفال العرب .. الأرواح العربية البريئة التي أزهقت ..
الأجساد العربية الطاهرة التي غربلها الرصاص و شواها النابالم وأحرقها اليورانيوم المنضب ..
بينما "حكماء" الأمة يستمتعون بشواء "المندي" والكافيار على ضفاف بحيرات سويسرا وفي قصور الشانزليزيه وضيعات لندن ..
إسرائيل .. ذلك النبت السفاح الذي بذر الاستعمار الغربي" المتحضر" بذرته.. وغرسه في جسد الأمة العربية الذي نكأته جراح الاحتلال والهزيمة والاستنزاف ..
فازدهر الكائن اللقيط وترعرع على الرواء بدماء الفلسطينيين .. وعلى الغذاء من مقدرات بلادهم ..وعلى السكنى في حجرات نومهم.. وطرد أصحاب الأرض والحق ليناموا على أرصفة الشوارع كلاجئين يسألون بلاد "الحكماء" إلحافاً .. ويتذللون ليقبل الحكماء إلقاء لقيمات لهم تقيم أودهم أو خرقاً بالية تستر أجساد أطفالهم ..
بينما أطفال "الحكماء" يلعبون بالمليارات في كازينوهات أوربا ..
وفي شراء الفضائيات التي تبث أروع أغاني وأفلام البورنو طبقاً للدستور القرآني .. وفي المضاربة ببورصات أمريكا .. أمريكا التي تحيا النسبة الأعظم من ميزانيتها وبنوكها وشركاتها العملاقة على مدخرات ومضاربات "حكماء الأمة" ..
تريليونات أو ملايين المليارات من الدولارات "لسعتها" أمريكا وحرامية أوربا من أرصدة "حكماء" الأمة بجرة قلم في تمثيلية الانهيار الاقتصادي ..وسدادا لفواتير غزو العراق وتدميره وتكسيحه وسرقة بتروله وتاريخه وكنوزه ..ومحاربة القاعدة ..
كل ذلك من أجل المحافظة على مقاعد و"مقعدات" وعروش وكروش "حكماء الأمة" .. أموال الأمة ..ومقدراتها ..وبترولها وغازها ..ودخولها القومية.. وأراضيها ..ومنافذها ..وممراتها ..ومطاراتها كلها تصب في أنابيب واصلة بسلامة الله ورعايته وأمنه إلى أمريكا وإسرائيل لتحولها إلى أسلحة ودبابات وطائرات وجرافات ورصاص لتسحق بها أجساد الأبرياء في فلسطين ولبنان وكل ما تطوله أيدي المجرمين من أراضي أو أرواح العرب تحت سيطرتها أو حواليها كل ذلك تحت نظر وبصر "حكماء الأمة" من الأمراء والسلاطين والرؤساء إضافة إلى " المليك المفدى" ..
ولقد قالها الفاروق بن الخطاب .. والله لو عثرت بغلة بالعراق لسئل عنها عمر لما لم تمهد لها الطريق!!! وعمر هذا طلع عليه رجل من الرعيه بسيفه مقسماً بالله أن عمر لو اعوج لقومه بسيفه هذا ..
بينما فخامة الرؤساء وسمو الأمراء وجلالة المليك المفدى ممن يجثو الناس على أعتاب مقاماتهم الرفيعة فرقاً وطمعاً .. ورياء وتسلقاً .. وتزلفاً وتملقاً.. بينما مقاماتهم الرفيعة تجثو من فرط ثقل كروشهم ومن فرط الحرص على عروشهم ..
وفي مقابل ذلك تعيث إسرائيل في أجساد أطفال فلسطين وأراضي العروبة فساداً .. وصور مجاعات الصومال العرب المسلمين تثير شفقة الشياطين .. وصور فقراء العرب والمسلمين في فلسطين وإفريقيا وآسيا تثير حسرة الأباليس .. بينما "حكماء الأمة" أميرها ورئيسها وسلطانها و"مليكها المفدى" كانت لبعضهم بلدات كاملة في سويسرا وبلاد الحظ والأنس يسافرون إليها جيوشاً تترى .. حيث الرحلة الواحدة لاتقل عن مائة طائرة تحمل الحاشية وحاشية الحاشية ولوازم الحواشي وكل شيء ماشي .. فتنتعش البلدة التي يضخ فيها أصحابنا "المكرمون" المليارات من الدولارات ثمناً للترويح عن النفس وتدليك الأعصاب والتهيؤ لحمل أمانة الأمة ..
بينما العراة الحفاة من الفلسطينيين تطاردهم صواريخ جو أرض .. ومن يلوذ منهم بجدار تهدمه على رأسه الجرافة .. ومن يختبئ منهم تحت " طست" غسيل تمر عليه وتسحق عظامه الميركافا .. ومن يأوي منهم إلى بيته تغربله رصاصات جيش البلد الديمقراطي الأوحد في المنطقة .. لقد صدرت شهادة دامغة من بلاد ومن رعايا "المليك المفدى" تشهد أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية ..
ولم نكن لنعترض أبداً على تقريرهم بأن الأنظمة العربية جميعها بلا استثناء وأولها مصر هي أنظمة غير ديمقراطية ولاتحمي مواطنيها .. فهذه ليست محل خلاف ولا مشكلة عندنا ..
ولكننا أبدينا اندهاشنا لصدور هذه الشهادة التي هي بمثابة "هدية" ضمن أرتال الهدايا التي ساقها "حكماء العرب" تحت أقدام إسرائيل باعتبار أن العرب أهل كرم لا أهل غضب ..وآخرها الهدية التي قدمت باسم دولة "المليك المفدى" في صورة مبادرة عربية أخيرة والتي هي عبارة عن صندوق مزخرف ..مذهب.. معطر وضع فيه " الحكماء" ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورتهم ..
طلبوا فيها من إسرائيل أن تمن عليهم من فضلها.. وفضلاتها بشيء يخرس الفلسطينيين ليتركوا الحكماء لشأنهم ..ولشوائهم .
إلا أن إسرائيل "الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة" ركلت الصندوق الهدية .. ليعاود الحكماء عرض "الصندوق الهدية" في كل سنة يجتمع فيها الحكماء .. ولتعيد إسرائيل "الديمقراطية" ركل الصندوق الذي به ورقة التوت ..
و بعد أن تم عرض ورقة التوت التي تستر العورة .. فما بقي إلا أن نضع العورة نفسها مع ورقة التوت في الصندوق لنعيد العرض مرة أخرى لتقبل إسرائيل الديمقراطية أن تمن علينا بفضلها وفضلاتها ..
الجميل في كل ذلك أنه طبقاً للشهادة الصادرة من رعايا المليك المفدى .. فإن الله سوف يحاسب الأنظمة العربية الديكتاتورية جميعها بلا استثناء على ما اقترفته في حق شعوبها وفي حق فلسطين وأطفالها والتفريط في مقدساتها ..
سيحاسب الله الجميع .. إلا المليك المفدى ودولته فهم خارج الحساب الإلهي بالطبع ..
تقول لي كيف ؟ سأقول لك ..
لأن الأنظمة العربية جميعها أنظمة ديمقراطية "وضعية" يعني دنيوية شيطانية غير مسلمة..
بينما دولة المليك المفدى دولة غير ديمقراطية ودستورها القرآن ..
لذلك فهي من الحساب الإلهي في الأمان والضمان .. كمثل أرصدتها في بنوك أمريكا وأوربا في الأمان والضمان.. كما أن المليك المفدى ودولته – بحسب تصريح رعاياه- ليسوا من العرب وليسوا كما العرب ولا كما أنظمة العرب .فهم خارج المقارنة وخارج الحسابات .. . لذا فلا علاقة لهم بإسرائيل سوى بإصدار شهادات حسن السير والسلوك لها ونصرتها على باقي أنظمة العرب الظلمة الديكتاتوريين ..
ووصفها لإسرائيل بأنها دولة من النوع الديمقراطي البريفكس الزبرجد ستنجي اسرائيل حتماً من النار..
أما حال سؤال أصحابنا " يوم القيامة" عن أفعال إسرائيل ..وإجرام إسرائيل..
ومذابح إسرائيل في غزة والجولان وسيناء وجنوب لبنان..
فالإجابة ستكون غاية في السهولة ..
سوف يقسمون بآيات (دستورهم القرآني) أنهم لم يكونوا يعلمون شيئاً عن هذا ..
لأنهم في هذا الوقت كانوا على ضفاف بحيرات سويسرا يخشعون إلى تراتيل آيات الله البينات وما تيسر من تدليك الأعصاب للتهيؤ للعودة إلى البلاد لحمل الأمانة ..
وستنجو دولة المليك المفدى ...
كما ستنجو معها إسرائيل بموجب الشهادة الصادرة لها بحسن السير والسلوك وبالديمقرطية حيث أنها شهادة موثقة ومعتمدة من دولة المليك المفدى والتي دستورها القرآن ستمر بها اسرائيل بجرائمها من فوق الصراط هرولة..
أما الأنظمة العربية الديكتاتورية الأخرى فستكون في هذا الوقت في قاع الجحيم..
التعليقات (0)