الأمن الثقافي
لم يعد الأمن الثقافي في حياتنا مجرد مطلب أو هدف ثقافي – فكري فحسب وإنما
أصبح هدفاً حضارياً . ينطوي على جوانب وأهداف سياسية لاتقل أهمية عن الجوانب الثقافية
فهو يعد عنصراً لاغنى عنه من عناصر الرقي والنهضة الاجتماعية ، ويعتبر من أكبر الخطوط مقاومة للدفاع عن الفكر والعقيدة .
يقول الاستاذمحمد محفوظ في كتابه الحضور والمثاقفة ص117-118( يخطئ من يظن أو يعتقد بأن الأمن الثقافي هو عبارة عن غلق الأبواب والانطواء
على النفس ، والابتعاد عن وسائل الأعلام والاتصال) ومصادرة الحقوق الثقافية للآخرين ,من إغلاق مكتبات أو منع كتب أوحرمان من فرص للكتابة .. الخ
لأن الأمن الثقافي لا يشكل حالة سلبية تتجسد في صد الناس عن المخاطر المحتملة
التي تكشف الحقيقة المهزوزة للطرف الآخر.
إذاً ماذا يعني الأمن الثقافي؟!
يقول الاستاذمحمد محفوظ في نفس الكتاب السابق الذكر(إن الأمن الثقافي يعني توفير الثقافة الصالحة للناس حتى يتمكنوا من خلالها أن يعيشوا حياتهم بشكل إيجابي وسليم ) ولايعني كما قلنا في السابق محاولة تشويش الأذهان والتعتيم عليها إعلامياً بصورة تشوه وجه الحقيقة وهذا ما يجعل الناس في جهل وبُعد عن ذلك الشخص أو تلك الفئة التي هي في صدد التعتيم الإعلامي ومصادرة الحقوق الفكرية والثقافية التي لها أو من حقها .
وكل ذلك ينتج بحد القوى التي تملك السيطرة السياسية وهذا غير مرغوب فيه.
فيجب لكل فرد و جماعة و أمة أن يكون لها حضورها الثقافي للتفاعل
مع الثقافات الأخرى وهو ما يسمى بالانفتاح على الثقافات الأخرى وبمجرد بالإشارة هنا إلى أنه ليس كل شيئاً يمكن طرحه في هذا الانفتاح أو التداخل الثقافي وأن حصل فأأخد بعين الاعتبار المحافظة على هويتي الثقافية وفي مقدمتها اللغة فلا أقبل باللغة الدخيلة وبالذات إذا كان لها تأثير سلبي على لغتي لأنها بالنتيجة سوف تؤثر على ثقافتي وعليه سيهتز أمني الثقافي من هذه اللغة أو الأفكار . ولكن ومع ذلك ينبغي وبالذات لو كان العكس وصار لها المردود الإيجابي
أن لا نخنق هذه الثقافات ولا نضيق عليها ولاسيما إذا اتفقت مع مبادئنا الثقافية وأحكامنا الإسلامية السمحاء.
فهواي هذا الانفتاح والتخالط الثقافي لاشك سيكون له أثر بنّاء يعكس مدى ما يقدمه الحضور الثقافي للأمة ولأبنائها في تقوية الجانب العلمي والفكري لها.
محمد المبارك- الاحساء
التعليقات (0)