الأمنية النائمة
للشاعر محمد بن خليفة العطية
كفكفتُ دمعي فأوهَى نوميَ السهرُ
واعتدتُ ليلي وروحُ النور ُتحتَضَرُ
فما نطقتُ بشيء غير ذي شجن
وقد طربتُ وقلبي هزَّه الوترُ
من مبسمِ النجمِ أستجدي بذي وله
وحيَ السلو فتُقصي بيننا الِفكَرُ
أطرقت حيرانَ قلب كم تذبذبني
ريحُ الظنون فلا تُبقي ولا تَذرُ
في مقلة اليأس نامت عين أمنيتي
حيث استقرتْ بها الأحلامُ والصورُ
حين ادلهمت بيَ الأيامُ واهتصرتْ
قلبي الهمومُ وأمسَى شربيَ الكدرُ
ألجمتُ نفسي بصبٍر قد تبدده
أيدي الزمان وما يجري به القدر
حتى نظرت وعينُ الروحِ هائمةٌ
بين الجفون وقد أودَى بها السهرُ
فما أنستُ دعاءً كنت آلفه
بين العيون التي يدعو بها الحَورُ
وما همستِ بثغرٍ كنت ألثمه
همسَ المحبِّ به الأشواقُ تستعرُ
فالشك يغلُب ظني في تيقنه
ويُنزلُ النفسَ فيما يتقِّي الحذرُ
أَنَّبْتُ نفسي وفي التأنيب تذكرةٌ
تحيي الضميَر إذا ما مسه الخَوَرُ
حتى تماوجَ وجداني فعاتبني
وقد سكنتُ وشكِّي كاد ينحسرُ
فأوحتِ النفسُ في صمتٍ وفي دعةٍ
أن المحبَّ غيورٌ شكُّه ضَرُر
التعليقات (0)