المحرر السياسي كم هو جميل أن يكون لنا أنصار للسلام والطمأنينة والسكينة، وكم هو رائع ان نحظى بأصدقاء يساندون خطواتنا وتوجهاتنا نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتصحيح مسار حياتنا في حال ميلنا وانحرافنا عن الخط المستقيم الذي من الصعب السير عليه مطولا، بل إننا محظوظون جدا إن وجدنا لنا أخوانا في قارب الإنسانية يشاركونا (الإخوة الإنسانية) دون منّ أو منفعة، وهذا بالطبع لو حدث وصادفناه بمجرد الصدفة فأننا سنملك الثراء الأكبر في الوجود، والغنى الأوسع في الحياة، وهو محبة الإنسان لأخيه الإنسان بكل صدق ونزاهة مع الدعوة له بالخير والسعادة في أرقى مجتمع إنساني قد نحظى بفرصة محظوظة للعيش والتواجد فيه، ولو بشكل مبسط ونزر يسير. منظمة الأمم المتحدة، دورها معروف ومعلوم بالطبع، ومن لم يعرفه ويعلمه فأن بعضا من وظيفتها وواجبها هو تعزيز وحماية حقوق الإنسان ومعالجة حالات انتهاك حقوقه الجسيمة والمنهجية وتقديم التوصيات إلى لجنة حقوق الإنسان فيما يتعلق بالتمييز والحريات الأساسية وحماية الأقليات فضلا عن النهوض بالتثقيف والتعليم في مجال حقوق الإنسان، وعليه فينبغي ان يكون دورها حياديا لا انحياز فيه لأي حكومة أو حزب أو طائفة أو قومية أو حتى دين، لان أهم أساس في عملها هو عدم الانحياز وتغليب مصلحة طرف على آخر وإلا فإن الثقة بها وبعملها ستضيع وتتلاشى وتصبح دون جدوى وبدون أي فائدة، كما إن حياديتها ستعطيها حجم الثقة والمكانة بين أوساط الحكومات والمجتمعات والمنظمات المدنية والإنسانية الأخرى. الأمم المتحدة، استاءت، ووجهت انتقادا شديدا للعراق، واستنكرت أيما استنكار عن تصرفه الفظ والغليظ الذي قالت انه قد خرق حدود الله وحقوق الإنسان، وانه قد أتى بكبيرة لم يفعلها قبله إلا من كان حظه مشؤوما، ليس لأنه لم يدع الإنسان العراقي يحصل على الهواء والماء وهو يعيش في أرض بلده، ولا لأن الحكومة العراقية رحلّت مواطنيها قسرا الى بلاد الغاب (الهندوأفريقية)، أو قطعت رأس كل مواطن لم يصوت ويصفق لحكومة الشراكة الوطنية، أو أنها قررت الإجهاز على كل من كان لون بشرته أسمر لتنتزع جلده من جسده، أو أنها منعت العيش في مدنها أكثر من عشرة أيام لبعض الفئات غير المرحب بها على ان يدفع ثمنها يداً وقدماً أو قلباً وضلعاً! كل هذه الخروقات الإنسانية لم يفعلها العراق، ولم يتجرأ حتى على التفكير بفعل عشرها، أو مدح من فعلها اليوم أو حتى في سابق الأزمان الغابرة، العراق المسكين المضطهد من أقرب حلفائه والمظلوم حتى من منظمات (حروق) الإنسان كما يقول اللمبي، كان كل ما فعله هو تنفيذ عمليات إعدام بحق 21 إرهابيا ومجرما، لدرجة ان الامم المتحدة قد صُدمت من هذا الحال، ولم يتمكن أعضاؤها من تناول طعام الغداء يومها، رغم أننا نظن ان سادة الامم المتحدة لم يعلموا ان هؤلاء قد قتلوا وسفكوا دماء مئات الضحايا العراقيين دون تمييز بين شيخ او امرأة أو طفل فيما تتباكى الامم المتحدة على إعدام ثلاثة نساء ضمن العشرين ارهابيا هؤلاء!، لأنها لو علمت بكل ذلك فأنها بالتأكيد ستصدم فعلا وستصوم الدهر كله قربة لحقوق الإنسان لعلّها تفلح وتنقذ كرامة وشرف ميثاق المنظمة السامية من اغتصاب كل الحقوق الإنسانية مع سبق الإصرار والترصد، لكن كان الإعلام العربي والأجنبي غائبا عن نقل الواقع العراقي وجرائم الإرهاب والعنف والتطرف، وتم تناسي آلاف الارامل والأيتام الذين سقطوا جراء همجية وبطش وإجرام من تتباكى عليهم الامم المتحدة وبعض الاطراف الاجنبية واجنداتها المعادية للدم العراقي، ولكنها على ما يبدو لم ترَ جثة طفل محترق الجلد متفحم العظم، ولم تصدق بوجود أشلاء نسائية متطايرة منثورة، ولم تظن ان العامل البسيط قد خرج يسترزق الشهادة ويعطيها لأطفاله يطبخونها في غداء فقير غاب عنه رب منظمة الحقوق وحضر قبله رب العراق المؤمن بنا كبشر نستحق الحياة كيفما نحب ونختار!.
التعليقات (0)