الأمل البعيد: قصيدة

            الأمل البعيد
     قصيدة كتبها: خليل الفزيع

من قالَ أنّ المُنَى تُشْفي لَظَى القَلَقِ
وأن آمـالَنا تـَـدْنـو بلا رَهَـقِ؟
يَجـيءُ ذِكْرُكِ في ركْبٍ تُعَطِّـرُهُ
إضْمـامَةٌ مـن خُـزامى فاح بالعَبَقِ
شَيّدْتُ في خاطِري قَصْراً حِجَـارَتُهُ
مِـنَ النّجـُوم كما إطلالةِ الشّـفَـقِ
حـتى رأيتُكِ في أفْـقِ الخيالِ سَنا
مُجَلَّلاً بالمـنَى لا بالهَـوَى الــنَّزِقِ
إني أسـافرُ فـي عَـيْنَيْكِ فـاتِـنَـتي
فلم أجِـدْ شـاطئاً يَرْسُـو بـِهِ قَلَـقي
وأثقَلَـتْ كاهلي تلكَ الأمـاني التي
أوغََلْـتُ من عبئها في قَسْـوةِ الرَّهَـقِ
أعـودُ بعـدََ رحـيلي مُـرْهَـقـاً تـَعِباً
مُـحَـمَّلاً بـعَـناءِ السُـهْـدِ والأرَقِ
فأتقـي في الهوى عَـيْـنَيْنِ سِـرُهُمـا
قَـتْـلُ الفُـؤادِ بسـيفٍ غَـيرِ مُمْتَشَـقِ
أهْـواكِ يـا أمَلاً كالمسـتحيلِ.. وإنْ
تَبدينَ حُـلْـماً إذا ما لاحَ في أفُقـي
أراكِ ماذا أرى كُـلُّ الجمـالِ غَـدا
فيكِ امتحاناً لذي عقلٍ وذي حَذقِ
هذا الجمالُ الذي جادَ الـزّمانُ بهِ
مـا لاح بارقُـهُ إلا كما الألَـقِ
فما أراكِ سـوى في الحُـلْمِ يـا أمَلي
في الضَّـوْءِ سـابحةً أو في سَنا الأفُـقِ
كالمسـتحيلِِ إذا تَـبْـدينَ نائِـيَةً
لـكـنكِ القمـرَ الأدنى إلى الحَدَقِ
وأنتِ لي الأمَلُ المفقـودُ يا أمَلي
فكـيفَ للصَّبِّ أن يَنْجُو من الغَرَقِ؟!