الأمازيغية تكشف القناع
قر أت في إحدى المدونات موضوعا حول الأمازيغية يربط فيه صاحبه بين الأمازيغية والعلمانية . استغربت للموضوع أو قل لصاحبه . فما الجديد الذي جاء به ؟ الكل يعرف أن الجمعيات الأمازيغية في المغرب أو لنقول في كل المغرب العربي جمعيات علمانية . كما أن من المعروف عن متزعمي الحركة الأمازيغية أنهم أناس علمانيون . ليس هذا هو المثير في الأمر . ولكن المثير والغريب أن صاحب المقال وقع في مغالطات كبرى , أولها عدم التمييز في استعمال المصطلحات . وبتعبير آخر سقوطه في تناقض خطير نتج عن الخلط بين العلمانيين واللادينيين. وكان أحرى به أن يمتلك قليلا من الجرأة ليقول إن الأمازيغية حركة لادينية.
ولكن صاحب المقال قدم لنا الدليل على هذا الرأي حين قال إن الحركة الأمازيغية تعادي الدين . وهذا باطل يراد به باطل . بل هو افتراء وزور وبهتان. فالأمازيغ أبدا لا يعادون الدين . ولا أتحدث هنا عن تلك الجمعيات الارتزاقية التي لا تعبر عن رأي الأمازيغ . وإنما تعبر عن رأي مستورد الغاية منه كسب رضا العالم الغربي وبعض سماسرة الثقافة والأدب في أروبا.
إن نعت الأمازيغية بمعاداة الدين افتراء على تاريخ الأمازيغ . إن الأمازيغ هم خير من دافع عن الإسلام في المغرب . ولولا صدق إيمانهم بهذا الدين لما امتدت جذوره في هذا البلد لخمسة عشر قرنا. فالأمازيغ أو البربرهم من آوى إدريس الأول وهم من نصره. والبربر هم من قاوم تسلط زعماء طغاة مثل كسيلة والكاهنة داهية . وحرروا المغرب من العمالة والتبعية لروما. البربر هم من نشر الإسلام في بلاد الأندلس...الحكام البربر هم من حمى هذا البلد ضد الأطماع الخارجية . لقد كان الموحدون والمرابطون أكثر غيرة على المغرب وهم بربر أمازيغ . ويكفي أن نستحضر أمجاد طارق بن زياد فاتح الأندلس ويوسف بن تاشفين قاهر الصليبيين
وطوال تاريخ الإسلام في المغرب كان البربر الأمازيغ في طليعة النضال الفكري والثقافي والسياسي. و يمكن أن نذكر المختار السوسي والحسن اليوسي وهما من خيرة علماء المغرب قديما وحديثا .
هذه الأمور لا تخفى عن الدارس الموضوعي . أما التعصب فهو سلوك جاهلي لا يليق بمن ينشد الحرية والعدالة . فالحرية لا تقوم على الافتراء المقيت. والبحث العلمي يقوم على الحجة والبينة وليس على الخداع .
أن أي حركة سياسية لن تقوم لها قائمة في المغرب إذا ما تنكرت لهوية المجتمع المغربي . لدينه وتاريخه ولغته العربية . إن الأمازيغ والعرب أمة واحدة تجمع بينها وحدة الدين والتاريخ والمصالح المشتركة والنسب والأخوة . ولا زال أهل سوس أو أهل الريف مثلا من أشد المغاربة حرصا على هذا الدين يشهد بذلك المساجد العامرة والقيم الإسلامية السمحاء.
كفانا استيلابا...
التعليقات (0)