مواضيع اليوم

الأمعاء الخاوية.... الإرادات الخاوية

Saleem Moschtafa

2012-05-14 11:27:52

0

 

بصمود خرافي قد يتجاوز حدود العقل يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الإحتلال "الإسرائلي" اضراب الجوع الذي يخوضونه لإجبار السلطات "الإسرائيلية" على الكف عن سياسة العزل الإنفرادي و التوقيف الإداري التي تتبعها داخل سجونها، و هذا الإضراب تجاوز التسع أسابيع بالنسبة لبعض الأسرى و الثلاث أسابيع لأكثر من 1600 أسير فلسطيني.

أسطورة الأمعاء الخاوية التي يسطّرها الأسرى تقابلها، و للأسف الشديد، ارادات خاوية "تسطّرها" السلطة الفسطينية، فالطبقة السياسية الفلسطينية اليوم تظهر و كأنها وجدت الخلاص في قضية الأسرى حيث هي مخبأ تختفي خلفه.

فاليوم يؤدي الأسرى الفلسطينيون ما عليهم و اكثر في خطوة نحو حرية الشعب الفلسطيني وغير أنهم لا يريدون بالتأكيد أن يصبح الأمر و كأنهم دخلوا المعتقلات لكي تقزّم أهداف القضية الفلسطينية الى منّة "اسرائيلة" هنا و فضل "اسرائيلي" هناك.

نعم يجب أن تدعم السلطة الفلسطينية صمود الأسرى داخل المعتقلات من الخارج و تعمل على ذلك، و لكن هذا الدعم يجب أن لا ينسيها التزاماتها هي تجاه القضية الفسطينية، فعلى الأقل كان من الأحرى أن تتعلم من هذا الصمود المشرف للأسرى، حيث أن الدرس الأول هو أن لا يكون رغيف الخبز أهم و مقدّم على الكرامة و الحرية.

فنحن نعلم أن السلطة الفسطينية كثيرا ما كانت تضعف أمام الضغوطات الغربية حيث يقع ابتزازها بمسألة المعونات و الهبات حتى تعود في كل مرّة الى مواصلة المفاوضات في اطار ما يسمى بعملية السلام التي من الواضح أن لا احد يعلم متى تصل الى نهايتها.

و كما أن الأسير الفسطيني يعلم أن نضاله لن يقف عند مجرّد انهاء حالة العزل الإنفرادي داخل السجون أو عند مجرّد السماح بمشاهدة التلفزيون داخلها، فأيضا على السلطة الفسطينية أن تعلم أن هدف و غاية وجودها لا يقف عند تأمين رواتب موظفيها نهاية كل شهر أو العمل على أن تكون دليل سياحي للعرب الذين تحرص على دعوتهم في كل مناسبة لزيارة القدس المحتلة بدعوى دعم صمود الأهالي هناك، فهدفها، ان كانت لا تعلم، هو حرّية الشعب و الأرض الفلسطينية من الإحتلال "الإسرائيلي".

لذلك صمود الأسرى داخل السجون هو مفارقة جديدة من مفارقات المشهد الفسطيني، حيث تقف الأمعاء الخاوية في مواجهة المحتل "الإسرائيلي" و لكن أيضا في مواجهة أصحاب الإرادات الخاوية من بني الجلدة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !