مواضيع اليوم

الأمس واليوم

مهندس سامي عسكر

2011-07-25 17:45:44

0

قلبي يا مسهرني جنبك ......قلبي يا محيرني فيك ......
تشتكي لي من حبايبك .......أعمل ايه فيهم وفيك........

بين الشباب والشيخوخة فترة حائرة تتردد فيها النفس ...تارة تتوق إلى أيام الشباب بالذكرى... أو تغرق في أيام الشيخوخة بالرضا بالتطورات الصحية والحياتية التي صارت مليئة بالمشاغل ...ولا يستطيع كثير أمثالي أن يفضلوا الشباب أو الشيخوخة ويحتارون في الحكم على أيهما أسعد؟ ...قد كانت لنا في الماضي طرقا لقضاء الوقت مع الأصدقاء ليس فيها حاسوب ولا تلفاز كما هو اليوم ولا شوارع مكتظة خانقة ولا سيارات تخاف أن تدهمك إذا فكرت في السير على قدميك ولو لأمتار قليلة...بل كنا نمارس الرياضة في الطرق الموصلة بين المحافظات لقلة عدد السيارات والشاحنات التي تأتي واحدة كل بضع دقائق..ألآن لا تستطيع العبور من يمين الطريق إلى يساره بأمان إلا أن تكون في رأسك أربعة عيون....لم تكن الحياة سريعة مجهدة كما هي الآن ولكنها كانت رتيبة هادئة تستريح الأعصاب إذا أرادت الراحة لأن الهدوء هو المسيطر على البيئة كلها...واليوم كان طويلا يمكنك العمل فيه والعودة إلى المنزل والجلوس مع الوالدين وتجاذب أطراف الحديث بين أفراد العائلة ولم يكن المنزل فندقا تقضي في الليل ولا مطعما تأكل فيه منفردا...هل كان ذلك أفضل من الآن؟ حيث أصبح اللقاء بين أفراد الأسرة ترفا نحلم به أحيانا ولكن في المقابل صار السفر أيسر والإمكانيات أكبر والمنزل أوسع وأرقى والأجهزة المنزلية هي التي تقوم بالعمل بدلا من ربة البيت ...وصحيح أن الشيء الذي يساوي الآن عشرات الجنيهات كنت تحصل عليه بقروش قليلة (رغم قلة القروش)...ولكن الأشياء توفرت وتقدمت وتطورت .....وحتى العواطف توارت خلف المشاكل ....وانقرض الحب العذري من طرف واحد... وتحول الحب إلى حسابات مالية  ومصالح مادية تقاس بها الشخصيات والرجال...كنا نرى أن المثل القائل (معك قرش تساوي قرشا ...ليس معك قرش لا تساوي شيئا) مثلا جائرا مرفوضا ولكنه مع الأسف أصبح قانون العصر الحديث...نتذكر كل ذلك ومعه القلب المسهد الساهر.. يشتكي من الحبيب الساهي ....والقلب لا يهدأ من الإلحاح ...والحبيب لا يستجيب للنداء ...أو تمنعه الأعراف والأخلاق حتى من الرد بالرفض أو الإيجاب...كان البيت هو مفتاح العلاقة وباب الزواج ونافذة اللقاء الوحيدة ..ربما كان هذا في الريف أكثر وضوحا  ولكنه مع ذلك أجدر بالاحترام من كل الدعوات بالتبرج و(الحرية) ....وحيرة طالب الزواج يقطعها موافقة الأهل على الزواج بعد زيارة الوالد لأهل العزيزة المكرمة في بيتها ...هي درة تطلب بكل احترام... حيث أنها مكنونة في صدفة الأهل لا يلتقطها إلا صياد يستحقها ويعرف قيمتها ...إنها أمي وأمك ...ألا تستحق أمك وأمي كل ذلك الاحترام وأكثر؟ وكذلك زوجتك وزوجتي وأختك وأختي وابنتك وابنتي؟ ......




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !