الأمسيات القرآنية لوحات رمضانية رسمتها ريشة الأعلمية.
بقلم: محمد جابر
وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء له، تدلّ على عظيم فضله وعلوّ منزلته، فمنها وصفه بأنه روح، والروح بها الحياة، قال تبارك وتعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ} [الشورى: 52]، ووصفه بأنّه نور،: {قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} [المائدة: 15- 16]،ووصفه بأنه الهادي إلى أفضل طريق: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، ووصفه بأنه شفاء ورشاد، قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ} [فصلت: 44]، وغيرها من الأوصاف العظيمة،
وفي حديث للنبي محمّد صلى الله عليه وآله يصف فيه القرآن:«...وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق (لا يبلى) على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه»،
وقد حثَّ الله تقدست اسماؤه والنبي وأهلُ بيت النبوة- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- على الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتلاوة آياته والتدبر فيها، قال تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}... (فاطر : 2- 30). {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) المزمل،
وقال الإمام عليّ-عليه السّلام-:« تعلّموا القرآن فانه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنَّه ربيع القلوب»، وقال الإمام الباقر- عليه السّلام-:«إنّما شيعةُ علّي.. كثيرةٌ صَلاتُهم كثيرةٌ تلاوتُهم للقرآن»، وقال الصادق- عليه السّلام-: «القرآنُ عهدُ الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن يَنظُر في عهده، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية»، وأما في شهر رمضان فإن لقراءة القرآن فيه خصوصية ومنزلة وأجرا وثوابا تفوق غيره من الشهور، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله «من قرأ في شهر رمضان آية من القرآن كان له اجر من ختم القرآن في غير من الشهور»، وقال الصادق- عليه السلام-:« لكلّ شيء ربيع ، وربيع القرآن شهر رمضان».
#قال_المرجع_المعلم:
«تصدى الشارع لتوجه الجانب العبادي في شهر رمضان، فحث الأنسان المسلم على أنْ يجعل صومه منطلقآ الى كفِّ النفس من الشهوات واللذات التافهة الزائلة، والارتفاع بالقلب عن حضيض وسفلية النفس البهيمية إلى أعالي المقامات الملكوتية المقدسة، وذلك بقمع الشيطان، ومنع النفس من ارتكاب الجرائم والمعاصي والشهوات المنحرفة، والعمل على إطلاق الأشياء الحسنة الصالحة، والمداومة على ذالك بخشوع وتواضع وإخلاص في النية، لكسب رضوان الخالق الجبار تبارك وتعالى».
مشروع الأمسيات القرآنية الرمضانية الذي طرحته مرجعية الأستاذ الصرخي بحلَّته النورانية والذي يُقام في مكاتبها الشرعية والجوامع والحسينيات التابعة لها يمثل امتدادً صادقا عمليا لنهج النبي وأهل بيت العصمة-صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين- في الاهتمام بالقرآن الكريم نظريا وتطبيقيا، لتفعيل أثره في تربية النفس واشاعة نور وثقافة القرآن الكريم في النفوس والعقول، لتحقيق ما يترتب عليه من آثارٍ ايجابيةٍ تأخذ بيد المجتمع وخصوصا الشباب والأشبال الى برِّ الأمان، خاصة وأنَّ مشروع الأمسيات القرآنية قد تزامن مع مشروع الراب المهدوي الحسيني الاسلامي الذي كان مصدرَ الهامٍ للشباب في احياء شعائر الله، وشعائر آل بيت العصمة الأطهار-عليهم السلام- في حُلةٍ نقيةٍ طاهرةٍ إنقاذيَّةٍ تنويريةٍ، كونها هذَّبت الراب الفاحش الذي اجتاح المجتمع واستقطب الشباب نحو الرذيلة والانحلال الخلقي والفكري والسلوكي، وأضفت عليه انوار الهداية والصلاح لشريحة مهمة من شرائح مجتمعنا الاصيل
#القرآنُ_ربيعُ_القلوبِ_برمضانَ
التعليقات (0)