مواضيع اليوم

الأمراض النفسية تجتاح الريف وتحول الفلاح من منتج إلى مجرم

عماد فواز

2009-04-23 00:20:06

0

شهدت مصر خلال العشر سنوات الماضية (1998 – 2008) أكثر من 41 ألف مشاجرة بين فلاحين على الحدود الفاصلة للأراضي الزراعية نتج عنها 46 ألف مصاب و12 ألف حالة وفاة.. منها 8 ألاف مشاجرة عام 2008 نتج عنها 6 ألاف مصاب و1500 قتيل.

أكدت الدراسة التي أعدها الباحث وليد سعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن ظاهرة خلافات الجيره في الأراضي الزراعية بين الفلاحين في ازدياد بسبب ضغوط الحياة وغلاء أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي ونقص مياه الري في مقابل انخفاض العائد وغيرها من الأسباب التي حولت الفلاح إلى شخص عدواني بالإضافة إلى الخلافات العائلية التي تتحول إلى خلافات جيره في الأراضي الزراعية والطمع في الثروات وفي أملاك الغير كلها أسباب جعلت عدد كبير من الفلاحين ضيوفا دائمين على مراكز وأقسام الشرطة.   

يقول المهندس سعيد بكري (بالإدارة العامة للتعاون الزراعي بالقاهرة): مع تطور الزمان ازدادت تطلعات الفلاح واحتياجاته المادية لشراء هذه الاحتياجات من أجهزة كهر بائية وحاجته لبناء منزل كبير بالطوب الأحمر والمسلح وكذلك شراء أدوات ومعدات زراعية مثل جاره سواء كانت عزاقة أو جرار زراعي أو ماتور ري أو عربه كارو وغيرها من المعدات التي انتشرت مؤخرا وأصبحت مطمع ومطمح لكل فلاح وبالتالي أصيب الفلاح بالجشع والطمع للحصول على المال بأي شكل لتلبية هذه الاحتياجات وتلبية متطلبات الأسرة خاصة إذا تابعه إلحاح من الأبناء وهنا تكمن المشكلة فالفلاح أصبح نتيجة الاحتياجات والمطالب المتزايدة في مقابل انخفاض الدخل أشبه بالقنبلة التي توشك على الانفجار وأمام أي موقف من الجار أو أي خلاف بسيط أو مناقشه بسيطة يتحول إلى مجرم وتتصارع عائلات بالكامل ويسقط عشرات القتلى بسبب حمار أكل عود ذرة من أرض الجار مثلا.

ويقول الدكتور يوسف بدر (استشاري الطب النفسي): حتى وقت قريب كان المرض النفسي قاصرا على سكان المدن وكان الفلاح بعيد تماما عن المرض النفسي بسبب ظروف الجو والحياة البسيطة التي يعيش فيها وقلة الضغوط النفسية والعصبية عليه، أما الآن وبالتحديد منذ حوالي خمس سنوات أصبح الفلاح يتعرض لكم هائل من الضغوط النفسية والعصبية نتيجة تعثر البعض في سداد القروض أو تورط البعض أيضا في الديون نتيجة التطلعات والطموحات المبالغ فيها لبناء بيوت مثلا أو تزويج الأبناء بمتطلبات مبالغ فيها أو بوار الأراضي الزراعية نتيجة نقص المياه أو مستلزمات الإنتاج الزراعي، هذه الأمور جعلت عدد كبير من الفلاحين مرضى نفسيين وجعلتهم يترددون على عيادات الطب النفسي بالرغم من أن المريض النفسي في الريف كان شيء نادر بل كان من الصعب أن تجد فلاحا في عيادة طبيب نفسي. 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات