بينما إشتد وطيس لقاء رياضي تابعت تفاصيله بدقة ، وانغمست في حيثياته على إحدى القنوات الفضائية .. وحين أشرف على النهاية ، إنتهى أجل أحد الأمراء (لسوء حظي) ، فقطع اللقاء وأذيع مكانه صوت الشيخ السديس ليتلوا على روحه ماتيسر من آيات .. ؟!
أغضبني الوضع كثيرا ، وما زاد الطين بلة هو طلوع أحد المذيعين (وعلى وجهه علامات حزن مصطنعة) وهويردد كالببغاء : (( وفاة المغفور له خسارة كبيرة للوطن)) ؟! ..
مُنح (الأمير) صك الغفران حتى قبل أن يوارى جسده التراب ، واعتبرت وفاته (خسارة) كبرى للوطن ، رغم أن إنجازته التي عدّدها المذيع لم تتجاوز (هواه وشغفه) بالصيد والقنص ؟! ..
المغزى هو أن يُمنح الأمراء صكوكا مجانية للغفران ، حتى ولو كانت حياتهم سكرا ، ومجونا ، وعربدة ، و(هوايات فارغة) ، ويتوجب الحزن على فراقهم وقراءة أكبر المشايخ أوردة من القرآن على أرواحهم ، والمواطنين البسطاء يموتون كل يوم ، ويقتلون ، وينفون من أراضيهم وأوطانهم ، بل ويختفون دون حس ولاخبر .. كيف لا والفروق شاسعة ما بين الأمراء والصعاليك !..
لكن ورغم حنقي من تداعيات ما آلت إليه فرجتي وتحولها إلى مأتم ، إلا أنني إستغفرت الله وتذكرت أن الأمراء هنا ، والصعاليك هنا ، أما هناك فالتصنيف يكون بميزان العدل والإنصاف ، مع إمكانية إنقلاب الموازين عكس ماهي عليه هنا .. فشمرت عن ساعدي وقمت للوضوء.
ـــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 02 - 2010
التعليقات (0)