مواضيع اليوم

الأمثال في القرآن

أحمد الشرعبي

2012-10-15 17:14:47

0

 الأمثال في القرآن . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .

 

قال الله تعالى : (( ولقد ضَرَبْنا للناس في هذا القرآن مِن كل مَثَل لعلهم يتذكرون )) [ الزمَر : 27] .
فاللهُ تعالى يضرب الأمثالَ النافعة ، ويُبيّن الصراطَ المستقيم للناس من أجل أن يتفكروا ويتذكروا . وهذه الأمثلة تقوِّي إيمانَ المرء ، وتزيد من التزامه بالمنهج الإلهي ، وتجعل منه خليةَ نحل دؤوب لإصلاح نفسه ومحيطه ، وإعمار مجتمعه ، وبث الخير في المعمورة. فالقرآنُ وضّح طريقَ الحق للخلائق ، وضرب لهم الأمثالَ ليكونوا على بَيِّنة من أمرهم . فاللهُ تعالى لا يريد من عباده أن يكونوا عمياناً يسيرون على غير هدى، ولا يريد منهم أن يُردِّدوا آياتِ القرآن كالببغاء دون فهم. لذلك أنار لهم السبيلَ ، وقرّب القضايا المصيرية إلى عقولهم ، وأعطاهم أمثالاً عظيمة قريبة من أذهانهم ليتفكروا فيها فتكون خيرَ معين في حياتهم لكي يحصلوا على السعادة الأبدية يوم القيامة .
واللهُ تعالى لا يستحيي من ضرب الأمثال النافعة للخلائق ، وإن بدت _ للوهلة الأولى _ أنها بسيطة. فقال تعالى : (( إن الله لا يَستحيي أن يَضرب مثلاً ما بعوضةً فما فَوْقها ))[البقرة : 26].
فليست البعوضةُ مقصودةً لذاتها في الآية . لكن القرآن يُعلِّمنا أن نأخذ العِبر من كل شيء ، سواءٌ كان صغيراً أم كبيراً ، ولا نتوقف عند ظواهر الأشياء . بل نُعمِل عقولَنا في فهم الآيات القرآنية المشتملة على الأمثال النافعة لكي نستفيد منها في حياتنا الإيمانية .
وفي الدر المنثور للسيوطي ( 1/ 103) : { وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال :   (( لَمّا ذكر اللهُ العنكبوتَ والذباب ، قال المشركون : ما بال العنكبوت والذباب يُذكران ؟ ، فأنزل الله : [ إن الله لا يَستحيي أن يَضرب مثلاً ما بعوضةً فما فَوْقها ] )) } .
فالكفارُ المعانِدون يتوقفون عند ظواهر الأشياء الواردة في القرآن الكريم مثل العنكبوت ، والذباب ، والنمل. ولا ينظرون لما وراء هذه الأشياء من العِبر الباهرة ، ولا يدركون أبعادَ السياق القرآني العظيم الذي أورد هذه الأشياء . وبما أن الجاهل عدو نفسه فإنه يُعرِض عن القرآن بسبب جهله فيطعن فيه . فهناك عميان يعتقدون أن المشكلة في نور الشمس لا في عيونهم .
وصدق الشاعر إذ يقول :
لا تحقرن صغيراً لصغـــره
إن البعوضة تُدمِي مُقْلةَ الأسد
ويجيء النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى ، لأنه _ سبحانه _ لا مثل له ولا شَبَه . (( فلا تَضرِبوا لله الأمثالَ إن الله يَعْلم وأنتم لا تَعلمون ))[ النحل : 74] .
أي : لا تجعلوا له أشباهاً وأمثالاً وأنداداً . فهو _ عز وجل _ مُنَزهٌ عن الأضداد والأنداد والنظائر . فليس كمثله شيءٌ . فالخالق خالقٌ ، والمخلوقُ مخلوقٌ . فهذه النظائرُ التي اخترعها الوثنيون عبر الأزمنة المختلفة من بنات أفكارهم كالأوثان والحجارة المعبودة من دون الله تعالى ، إنما هي انحرافٌ عن التوحيد ، والعقيدةِ الصحيحة . فكل مثلٍ يقتضي تشبيهَ الخالق بالمخلوق أو المخلوق بالخالق ، إنما هو مثلٌ باطل . وكما قال الشاعر : ألا كُل شَيْءٍ ما خلا اللهَ باطلُ .

http://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات