الشيخ صالح كامل: الأمة الإسلامية تحولت إلى أمة شحاتين
غزة-دنيا الوطن
من بائع للألعاب إلى أشهر ملياردير عربي .. روى رجل الأعمال الشيخ صالح كامل عندما أطل عبر برنامج "نقطة تحول" على فضائية "إم بي سي" قصة كفاحه وكيف استطاع أن يكون ثروته بمفرده دون الاعتماد على أحد.
استهل الشيخ صالح حديثه مع الاعلامى سعود الدوسري بالحديث عن الأزمة الصحية التي تعرض لها وقال: ما حدث زادني قرباً من الله واعتبرت أن ذلك من قضاءه وقدره، خاصة بعد أن توالت العمليات وأمضيت في المستشفيات 6 شهور، وهذه الحالة كانت جديدة لم تمر بحياتي كلها منذ أن وعيت على الدنيا.
وفي سؤال عن اذا كان يرى نفسه "رجل أعمال وصانع ترفيه وإعلام" أم هو "شيخ صالح وزاهد" قال: انه يتمنى من الله أن يكون صالح أما الزهد فلا يدعيه لنفسه، مشيراً إلى أن زهد الدراويش لايمت إليه بصلة.
كما تحدث الشيخ صالح عن مرحلة الطفولة وكيفية تكوين النشأة التجارية وقال: تربيت في أسرة متوسطة المستوى وكان والدي موظف بالحكومة، وجيراني كانوا يعملون بالتجارة وهنا بدأ الحلم بأن أكون تاجرا.
وأضاف: بدأت في ممارسة الأعمال التجارية البسيطة في محيط الطفولة مثل بيع العاب " الكبوش" وهى لعبة من عظام الخراف فكنت أجمعها وأصب فيها الرصاص حتى يصبح وزنها ثقيلا وأبيعها لزملائي والعب معهم أيضاً، كما كانت أمي تعد لي البليلة وأذهب في الزقاق لبيعها لأصدقائي.
كما أوضح الشيخ صالح أن ثروته بدأت تتكون منذ المرحلة الابتدائية ثم نمت وتطورت في المرحلة الإعدادية حيث كان يشتري من بيروت الأدوات الرياضية والكشافة، مشير إلى أن نقطة التحول الهامة في حياته عندما حصل من والده على مبلغ 3000 ليرة لبناني وقال : هذا المبلغ كان رأس مالي وكان يساوى مبلغا كبيرا بالريالات السعودية واستمريت في بيع هذا الأدوات لزملائي في المدرسة.
وعن أول ربح حصل عليه في حياته، قال الشيخ صالح: فرحت جداً وشكرت الله وعلمت أن العمل والجهد يكون ثروة، ولكن كنت دائماً أعيد استثمار الجزء الأكبر في مشاريع أخرى ولا أنفق كل ما أتحصل عليه.
المرحلة الجامعية عند الشيخ صالح شهدت انطلاقة تجارية كبيرة حيث قرر أن يطبع المذكرات الدراسية مستعيناً بثلاثة موظفين، لذا كون ثروة لا بأس بها مكنته من شراء سيارة من أمواله الخاصة على حد قوله.
لكن تقلد المناصب الحكومية لم يكن في تفكيره حيث نفى أن يكون حلم في يوم من الأيام أن يتقلد أي منصب كبير وقال: عندما توظفت كان هدفي التدرب وتعلم كيف يكون العمل ثم قدمت استقالتي بعدها وواصلت العمل التجاري.
من جهة أخرى، كشف الشيخ صالح عن إنشائه للمصارف الإسلامية وقال: والدتي كانت صلتها بالله عظيمة وسألتني ذات يوم هل تعمل مع البنوك فقلت نعم .. وقالت هذا ربا فقلت لا تخافي لن آخذ فوائد ولكن بالنسبة للقروض فأنا مضطر للدفع في هذه الحالة .. حينها لم أضع رأي أمي في الاعتبار إلى أن زارنا الشيخ الشعراوى في منزلنا حيث كان صديقاً للعائلة ثم فوجئت بوالدتي تشتكي له مني ثم قال لي: ما معنى أنك مضطر .. هل ستموت من الجوع .. ما قالته والدتك صحيح.. الربا آخذه وعاطيه الاثنين حرام.
وأضاف أنه سأل الشيخ لشعراوي عن كيفية عمله في ظل هذا الوضع فرد بالآية التي تقول " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً".
وقال صالح: اقتنعت بما قاله الشيخ الشعرواي وقلت له إن شاء الله سأتق الله ولكن ماذا عن المخرج.. فشرح لي فضيلته كيفية المضاربة في الإسلام.
وأوضح صالح أن هذه الخطوة كانت نقطة تحول جوهرية في حياته، وقال: اذكر في هذا التوقيت أن حجم أعمالي كان 3 مليون ريال، وبعدما بدأت أعمال المضاربة بلغ حجم أعمالي في نهاية العام 30 مليون ريال.
وعن أول مليون في حياته قال الشيخ صالح: أول مليون كانت أثمن من كل المليارات التالية التي تعتبر بمثابة أرقام في الدفاتر، المتعة في النجاح في العمل وليس في حجم الثروة .
ووجه نصيحة للشباب بأنه لا ينبغي عليهم أن ينفقوا كل ما يحصلوا عليه من أموال ولكن لابد من الاستفادة من الأرباح وتنميتها وهكذا.
ونفي الشيخ صالح رغبته في أن يكون ضمن قائمة أغنى الأغنياء وقال: عمري ماطلبت دخول أي قائمة للأغنياء ولا أدرى من أين أتوا بهذه الأرقام الغير صحيحة.. أنا لم أعط أي أرقام لأحد .. أتمنى من الله أن لا يضعوا اسمي ضمن هذه القوائم خوفاً من العين والحسد ولان هذه الأرقام غير صحيحة كما قلت.
وعن سر اتجاهه لمجال الإعلام قال الشيخ: كونت شبكة " راديو وتلفزيون العرب" الإعلامية وهي مجموعة قنوات متنوعة هدفها الإصلاح والوقوف في وجه القنوات الأجنبية.
وعن موقفه من المواد التي تعرض على قنواته قال: قررت أن أبدأ من الفساد ثم أتراجع خطوة خطوة وطبقت هذا مع قناة المنوعات التي أغلقتها لأنه من المعروف أن هذه النوعية إذا لم يوجد بها عري فلن يشاهدها أحد ثم أتبعتها بقناة الموسيقى وتخلصت منها.
وبالنسبة لقنوات الأفلام قال : كنا المحطة العربية الوحيدة التي تفتخر بوجود مقص رقيب على الأفلام ولكن فوجئنا بخروج قنوات أخرى تفتخر بعدم وجود رقابة لديها .. هذا المجال العمل فيه أصبح غير مجدي أولاً لكثرة القنوات وثانياً لغياب الهدف مثل قنوات الشعوذة والدعارة.
وعن الإعلام الرياضي المشفر برر الشيخ صالح قيامه بهذه الخطوة وقال: كنت أحاول إيجاد ثقافة لم اخترعها فالتليفزيون المشفر موجود عند الغرب، لذا بدأت ولكن لم تنجح التجربة بسبب الأخلاق حيث كنت أجد رجل يصلي ويصوم ولكن لا مانع لديه من سرقة القنوات المشفر، ثانياً مجال الرياضة دخلت فيه محطات حكومية تنافس دون أن يحكمها العامل التجاري وهذا مؤشر خطير جداً.
من جهة أخرى، ألقى الشيخ صالح باللوم على الممتنعين عن دفع الزكاة وقال : الزكاة التي جهلناها تعتبر خطة اقتصادية متكاملة، فالإسلام حدد 8 مصارف لها ولكننا اختزلناها في الفقراء فقط لذا تحولت الأمة الإسلامية إلى أمة شحاتين.
كما وجه الشيخ صالح عدة أسئلة استنكارية وقال: هل أخرجنا زكاة الأسهم التي تصير فيها مضاربات بالمليارات كل يوم بالبورصات ؟!.. هل أخرجنا زكاة الأراضي والشقق والفيلات المعدة للتجارة ؟!.
وتابع : لو فهمنا الزكاة وطبقناها كما ينبغي لن يوجد فقير في العالم الاسلامى كله .. ففي عهد عمر بن العزيز لم يبق من يأخذ الزكاة في طول وعرض الدولة الإسلامية لأنهم فهموها وفعلوها فهي خطة اقتصادية يعجز أي عقل بشري عن وضع مثلها.
ـــــــــــــــــــ
هذا الحوار مع الشيخ صالح كامل أثار الكثير من التساؤلات في نفسي .. فكيف يكون في بلد غني كالمملكة العربية السعودية و شخص كهذا الملياردير - و غيره الكثيرين - ومازالت مشاكل - التي يطرحها كل من الأستاذ المدون سعود الرويلي والأخت المدونة شمس وغيرهم من المدونين السعوديين - الفقر والبطالة وانتشار الظواهر المتخلفة كالتسول وغسل النساء للسيارات و غيرها من المشاكل منتشرة في المجتمع السعودي و هو مجتمع معروف بإنسانيته و بتكاتفه و تآزره وتطبيقه للشريعة الإسلامية !!! لمَ لا يتم التنسيق بين هؤلاء الأثرياء وبين مؤسسات الدولة التي من واجبها أن تستوعب تلك المشاكل .. و لمَ هؤلاء الأغنياء في معزل عن مشاكل مجتمعهم !! هل زكاتهم 2% و نصف من أموالهم تكفي لحل مشاكل الشباب العاطل عن العمل أو النساء القابعات تحت وطأة العوز و الفاقة !! لابد أن توضع حلول واضحة و خطط زمنية واضحة لحل هذه المشاكل العويصة التي يعاني منها بعض فئات المجتمع السعودي .. و لابد أن تنسق الجهود بين الحكومات وبين أثرياء الدولة حتى ننهض بالمجتمع ونزيل عنه أسباب التأخر والانحطاط ..
أطيب المنى ..
التعليقات (0)