مواضيع اليوم

الألغام في حكاية من الأخ رضا التونسي

عوني عارف ظاهر

2010-12-25 07:33:58

0

الألغام في حكاية من الأخ رضا التونسي


في تعليق له على قصيدة للأخت ليلى عامر جاءت هذه الحكاية للأخ رضا التونسي ذو الشخصية المرحة حينا والجادة غالبا حسب الموقف وسأنقلها كما هي وبعدها سأضيف ملاحظات منتظرا تعليقاتكم ..يقول :


سوف أحكي لكم قصة واقعية لجدتي المرحومة منذ زمان ، إذ تروي ما يلي ،،، كنا نعيش في بيت أبي الذي هو حوش كبير في حقله المترامي الأطراف ، وكان بالحوش شبه بناء ملاصق له هو عبارة عن مطبخ ، حيث القدور والحطب للطهو وتسخين الماء ، وبه أيضا بيت استحمام ، إلى جانب المرافق الصحية الأخرى وكلها عتيقة طبعا ، في يوم من الأيام ، أتى أحد الأبناء بقطعة حديد دائرية الشكل بمقاس قطر حوالي ٤٠ سم وارتفاع ١٥ سم ، فسر بها أبي ، وجعلها في بيت الاستحمام ككرسي ملائم للجلوس عليه للاستحمام ، بقي الجميع يستحمون عليه لمدة ٣ أو ٤ سنوات ، في يوم من الأيام بعد ان استحمّت عليه إحدى النسوة ودخلت لحجرتها لتسرّح شعرها ، إذا بانفجار رهيب يذهب بالمطبخ وبيت الاستحمام ، فهرع الجميع فزعين ، ففهموا عندها أنهم كانوا يستحمّون على لغم كبير من مخلفات الحروب ، يا للهول ، لقد سلّم الله ، إذ كان من الممكن أن ينفجر بالمرأة تحت مفعول الماء الساخن ، ويذهب بها هكذا لابسة من غير هدوم لكي تتحول إلى لحم مفروم ، والعياذ بالله ، إنه لطف من الله إذ كان من الممكن أن يودي بحياة العائلة كلها لو كانت في المطبخ ،،، ودمتم بخير سالمين ،

 انتهى حديث ألجده كما رواتها وسمعها الأخ رضا التونسي الصفاقسي...
وألان أرجو أن يتسع صدركم للملاحظات بعد هذه الحكاية ألمشوقة ..والتي فيها من الخيال رغم أنها حقيقة ولكنها اشد مرارا من العلقم
1/ الشعب التونسي عاش تحت نير الاستعمار الفرنسي وما زلنا تحت نير الاحتلال الإسرائيلي


2/ الشعب التونسي قدم ملايين الشهداء كما الشعب الجزائري وشعوب المغرب العربي بعامة ولكن هم تحرروا ونحن ما زلنا نقبع رغم أننا قدمنا آلاف الشهداء بل ملايين أيضا وما زلنا ننتظر
3/هناك مخلفات للمحتل سواء غادر ام ما زال ومنها الألغام التي لا يملك لها احدا خرائط ،بل ان الالاف ممن تشوهوا عندما جهلوا ودخلوا حقولِها هنا في فلسطين او هناك في تونس وما زالت مناطق مشيكه يمنع استغلالها وهي ارض زراعية من الدرجة الأولى وما زال الناس يجهلون كيفية شكلها فيجمعها الشباب والمزارعين فمنهم من يستعملها كعيارات وأوزان ومواقد و وافران ومنهم من يصهرها فتنفجر به وبمحله وكم قتل بانفجارها المئات في فلسطين
4/ نحن هنا نهتم بمدارسنا بتوعية طلبتنا من خطرها ونعقد الورشات والمحاضرات ونستدعي قوات الأمن والمرشدين ونستحضر الأفلام والقصص والحكايات والعبر وتجارب الآخرين وقصصهم وهذه واحدة منها على لسان جدة الأخ رضا التونسي
5 / اللغم كالفخ تماما يدفن بالأرض كنا نستعمل الفخ لصيد الحيوانات ومنع ضررها على المزروعات والفخ وتسمى الفخة ايضا يوضع عليها طعم او تخفى وتؤدي عملها وأسوأ أذى قد تلحقه بالحيوان هو كسر قدمه او يده او حجزه الامساك به  حتى يأتي صاحب الارض ويمسكه ،لكن اللغم هو اسطوانه من الحديد او الفولاذ القوي باحجام كبيره واشكال  لها أمان مجرد ان ديس عليه ينفجر ما بداخله من مواد كيماوية شديدة الانفجار والتدمير مما يشوه ويقتل العشرات من الأبرياء
والاهم ان اللغم المخصص لدبابة هو ليس اللغم المخصص للانسان وهذا ماحدث في حمام جدة الاخ رضا حيث ان الامان الخاص بالدبابه غير كافي وزن الانسان لينفجر به ويجب ان تدوسه وتطلع فوقه مجنزره او دبابه حتى ينفجر اما الألغام المخصصة للإنسان فهي تنفجر بمجرد ان داسها انسان او حيوان وما أكثر
6/هذه الحكاية رغم أنها جاءت هكذا تثبت قول الشاعر ""كلنا في الهم شرقُ""
انه النداء للانتباه وخاصة لطلبة مدارسنا والمزارعين ولفت أنظار الحكومات وميثاق الأمم المتحدة والجمعيات الإنسانية لتخليص الأمم والشعوب التي احتلت وما زالت محتله من هكذا بقايا سيئة هذه البقايا كانت وما زالت أسوء اختراعات القرن الماضي او ما قبله ..ودمتم سالمين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات