مواضيع اليوم

الأقدار لا تريد منا أن نلتقي

خالد أوراز

2010-01-06 14:49:48

0

مذ كنت صغيرا رسمت لها صورة في قلبي واخترت لها اسما. لم يكن يهمني إن كانت هي تريد الاسم الذي اخترت لها، وهل سترضى بالصورة التي رسمت لها، المهم عندي هو أن أجدها على الصورة التي أريد.
في البداية كنت أبحث عنها في المنام فقط... كنت فقط أحلم بالعثور عليها. لكن حلمي ضاع بين الليالي من دون جدوى... مما أدى بي إلى النوم في بعض الأحيان لمدة طويلة منتظرا مجيئها وزيارتها لي.
بل أكثر من ذلك، وفي أحيان أخرى أنام حتى نهارا. لا لشيء سوى أن صديقي أحمد الذي أخبرته بقصتي، قال لي في يوم من الأيام: يا غبي أنت تبحث عنها في الليل، هي الأخرى تنام ولا يمكنك أن تعثر عليها.
إذ ذاك فقط استأنفت نومي إلى النهار وأصبحت أسهر الليل، سهري ذاك كان يشكل استثناءا لدي، لم أكن أسهر مع أصدقائي، لا أتفرج على شاشة التلفاز، ولا أغادر البيت... من يراني يحسبني نائما، أنام على ظهري موجها بصري نحو سقف البيت كأنني أخاف أن يهوي علي... لا أشعر بالنوم إلا بعدما تعلن الشمس بزوغها، لأنام إلى الثالثة أو يزيد... وفي بعض الأحيان أتظاهر بأنني مريض كي أتفادى إيقاظ أبي المبكر لي.
أمي أثرت غاضبها ولم تعد تحس بالارتياح تجاهي، سألتني مرارا غير أنني قلت لها كل شيء ما عدا الجواب الصحيح.
أواه، خالد الذي يداوم على صلاة الفجر في وقتها، أصبح ينام عن أداء صلاة الظهر، عجيب قالت أمي.
أنا لم أعد أفكر في شيء سوى الصورة التي رسمت لها.
... أمي ستعي قصتي بعد أيام قليلة فقط.
ذات صباح، أخذتني إلى الطبيب لما تظاهرت كعادتي بالمرض. أنا لم أعي حتى قلت لأمي إنني أعاني من الإرهاق ليلا ولا أستطيع أن أنام مرتاحا لأنني أفكر فيها.
تفكر فيها؟ من هي؟ قالت أمي صارخة في وجهي.
أجبتها متلعثما: هي يعني الدراسة. (أحْ قلت مع نفسي)
الطبيب أجرى فحوصاته، وقال لنا: الإرهاق ناتج التفكير العميق... فأعطاني بعض الدواء الذي لم أتناوله.
عدنا إلى البيت، لكن لا شيء يتجدد من تلك التراجيديا، المتمثلة في حبٍِ لم يجد بعد قلبا يحضنه.
أقبل حبي على الضياع، لكن القلب الحاضن أتى أخيرا ليعلن الشفاء العاجل للمرض الذي كنت أعاني منه... فعادت الأمور إلى نصابها.
وتحقق اللقاء الذي أرادت له الأقدار أخيرا أن يتحقق.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !