مواضيع اليوم

الأفراح تجمع النسور في أعشاشها ببلدة ياصيد شمال نابلس

عوني عارف ظاهر

2013-10-01 16:38:00

1

 ما أن يصدح المؤذن لصلاة المغرب وينهي الامام الصلاة بسكون وخشوع في مسجدي بلدة ياصيد الى الشمال منن نابلس حتى يلمس المرء تحول البلدة لخلية نحل تسري في شرايينها الحياة من نوع آخر .

https://www.facebook.com/photo.php?v=10151985163823793&set=vb.543498792&type=2&theater

إصطف الزجالين الاربعة محمد العراني واكرم البوريني وعصام الجلماوي وسليم الياصيدي في الساحة الرئيسية وسط باصيد وشرعوا يطلقون مواويل الفرحة واهازيح الانبساط في عرس الشقيقين حسام ومحمد حسين سليمان " ابو أوسام " بينما سرت في الارواح المتحلقة حرارة لا يعهدها المرء سوى في ياصيد.
ابو اوسام والد العريسين الذي لا يفوته تزعم فرق الصحيجة في الاعراس إمتطى صهوة فرسه وسط الهتافات والغناء الشعبي يرتدي عباءة سوداء رقيقة حتى يخيل للمرء انه عريس هو الآخر يزهو بالحشود التي جاءت تشاركه الفرحة في ساعات النهار والليل من بلدته وعشرات القرى المجاورة.
وما ان يصل المرء للباحة حتى يتلقفه شبان وكبار يتقدمونه نحو ساحة قديمة هيئت فيها الامور لتناول وجبة العشاء الشهية تتكون من قطعتي لحم طهيت بعناية حتى النهاية وبعضاً من الارز المغطى باللوز يسكب فوقه شراب اللبن المطبوخ ويكون المنسف الشعبي يرافقه شراب الكوكا كولا وأخواتها لتجد ساقي القهوة السادة في مرحلة ما قبل نهاية الكرم بالحلوى من الكنافة والبقلاوة والفطير الذي يعبر عن كرم أصيل تميزت به ياصيد.
الحلقات المتداخلة من الحضور ومنهم الصحيجة تتسع ويهيج شبانها مع ارتفاع وتيرة الحداء الشعبي من الزجالين الذين يفتخرون بالكرم الياصيدي ويرحبون بالضيوف ويسمون بلداتهم في فقرات غنائية كأنها الاحجار الكريمة في عنق اهل العريس الذي يقفز بعباءته يتنقل بين الساحة والترحيب ومصافحة الضيوف.
ياصيد يعرف أهلها ان الاسم يتحدر عبر بطون المجد المتراكم ويسمونها أعشاش النسور ، ورغم المشاحنات القديمة التي فرقت الاجساد لسنوات تجمع على ان الافراح تجمع القلوب وتنسي الناس أحزانها وتزيل من بين صفوفهم الشحناء يتعالون على الجراح ويصطفون سوية في نسق الفرحة الفلسطينية والتي تتسق مع الاسم والمعنى ، تجتمع النسور في الأعشاش بينما تتواصل اهازيح الفرحة ورنين الكفوف تلاطم بعضها بعضا بنمط موسيقي جاذب يتراقص به الشبان والكبار على حد سواء.
وفي حالة من التكافل الاجتماعي يتوالى صعود الناس الى منصة العريسين يعانقونهم ويشاركونهم فرحهم وجزء من تكاليف العرس بما يسمى النقوط وهو عرف ايجابي لا زالت جذوره ضاربة في اعماق المجتمع الفلسطيني المحافظ .
واتخذ سبعة من الصحيجة يرتدون اللباس الشعبي التراثي من القمباز والسيوف المعدينة تزينهم الشوارب الطويلة او المعقوفة ، مواقعهم في رأس الصف يتمايلون بنسق رتيب تعلو وجوههم البسمات ويمشون على الارض كأنما يتهادون على طبقة من ريش النعام ، يوزعون الابتسامات في كل اتجاه ، بينما يلوح عميدهم احمد ضرار من عصيرة الشمالية بالشيف المعدني يبرم شاربه احيانا ويطلق ابتسامته احيانا اخرى . 
 



التعليقات (1)

1 - نابلس

obay thaher - 2013-10-06 08:36:55

سلمت يمناك ابو عارف

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات