مواضيع اليوم

الأغتيال جريمة العرب التراثية

Michael Nagib

2010-02-23 19:31:55

0

أغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى وظهور شريط فيديو على قناة الجزيرة يتبنى جريمة الاغتيال ، وهذا شئ أصبح طبيعياً فى مواثيق الشرف الأعلامى العربى الذى يسمح بتمجيد الجرائم وأصحابها وتسهيل ظهورهم على شاشات تلفزيونات وصفحات جرائد العرب الأشاوس للتأثير فى أجيال جديدة تغتال آخرين سواء كانوا لديهم قضية أو لا توجد لديهم قضية ، المهم أن تغتال وتقتل وأن ترتكب جريمة لتكون بطلاً عند الله والناس !
مسلسل الجرائم التى تنتهجها الأنظمة الإعلامية العربية التى تبرر بث شرائط الفيديو التى تصور أصحابها وهم يقتلون أو يحتجزون ويهددون ويتوعدون بفصل رؤوس البشر المرعوبين المكبلين فى القيود والأغلال ، هذا المسلسل الإرهابى الذى تشارك فيه الفضائيات العربية مع الإرهابيين أصبح حقاً من حقوق الإنسان العربى الذى حصل عليه أخيراً بفضل قناة الجزيرة الرائدة التى على رأسها عمامة وليس ريشة ، هذا المسلسل الإرهابى آن الآوان أن يعترف الفرد العربى بأنه أنتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان الذى يتزايد تخبطه وتتلاطمه أمواج السياسة العربية الفاشية .
بكل المقاييس الإنسانية تعتبر جريمة إغتيال رفيق الحريرى أكبر إهانة يقدمها العرب إلى كل إله يعبدونه ويرفعون صلواتهم إليه ، أكبر إهانة يقدمها المجتمع العربى بصمته على ما حدث فى لبنان منذ سنوات وأستمرار الإحتلال السورى لأراضيه ، لأن هذا الإحتلال لم يجرؤ رؤساء العرب الجهابذة حتى اليوم على إدانته والمطالبة بخروجه فوراً ، بل وجدنا ألسنة الرؤساء العرب أصابها الخرس تعبيراً عن رضاها عن أسلوب الإحتلال والأستعمار الذى تمارسه سوريا ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية لأنها لا تخصهم لأن العرب لهم خصوصياتهم ولهم طبائعهم وأستبدادهم ولهم قوانينهم التى يذلون بها العباد لأنهم خير الناس .
العرب هم أول الناس الذين يتحدثون عن الشرف ، لكن ما يحدث بأيديهم وفى بلادهم يصرخ بأن الحقيقة غير ذلك ، ولن يفيد عمل تحقيقات دولية أو عربية أو لبنانية ، لأن المصير الإنسانى للمواطن العربى فى أيدى قلة من الرؤساء والبؤساء التابعين لهم ، قلة يحرضون على الشر ويزرعون الفتن ومشاعر الكراهية ، يحلمون بإقامة دول الإرهاب فى كل شبر من أراضى العرب الغالية .
إن القتلة طلقاء أحرار يمارسون نشر ثقافتهم بسلطان الأنظمة الحاكمة فى دور العبادة ووسائل الإعلام والهيئات المدنية ، يؤلمنى سماع الزيف الإعلامى العربى الذى يطبل ويزمر ويستخدم كلمات " ضحايا الإرهاب " ! عن أى ضحايا وعن أى إرهاب يتحدثون ويشغلون الناس الغلابة به ؟ هذه جرائم بينة يستغلها الإعلام العربى لزيادة نصيبه فى الأرباح فى بورصة المشاهدين ، هذه جرائم تهمل الحكومات محاكمة أصحابها الحقيقيين لأن مصالحها المنحرفة تجعلها تشارك مع كدابين الزفة الإعلاميين فى المزايدة بالشعارات الرنانة التى يحبها المواطن القومى العروبى ، ويوماً بعد يوم ينكشف الوجه الفاشى الذى يتربى عليه الإنسان العربى منذ صباه .
إن التعازى لا تفيد فى مناسبة كهذه ، لأنها مناسبة تتكرر فى تاريخ وتراث العرب الوافر الذى يفتخر به كل عربى ، ذلك التراث الدموى المشبع بالأغتيالات والأعمال الإجرامية ، ويكفينا أن نقرأ تاريخ أبطال العرب لنفضح فخرنا الزائف ببطولات هؤلاء البشر .
متى يبدأ الوعى العربى بأهمية عقيدة الحوار بدلاً من عقيدة سفك الدماء ؟
هنيئاً لكل عربى عاشق لصور القتل والدمار المستهين بقيمة الحياة البشرية ، هنيئاً له كل مشاعره التى أرفضها ولا يمكننى الإيمان بها لأنها ضد ثقافتى الإنسانية القائمة على المحبة والمحبة والمحبة .

2005 / 2 / 17




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !