الأعلم سفينة النجاة

الأعلم سفينة النجاة

وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)

لا حظ: الأعلم يدعو ابنه لركوب سفينة النجاة، لكن ابنه حاله حال الأكثرية التي تخلفت عن نوح، فرفض الركوب بسفينة الأعلم، وقال: سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ

كان يظن أن الجبل وارتفاعه سينجيه من الغرق

كان يظن ان ذلك الجبل الصخري الذي لا يحرك ساكنا يعصمه من الماء

كان يظن أن نظرته المادية البحتة وارتباطه بالعناوين والالقاب الرنانة تنجيه من الغرق

كان يظن ان ذلك الجبل هو النجاة وليس الاعلم وسفينته

كان يظن....ولكنه كان من المغرقين

قوم نوح اليوم أيضا تركوا نوح الاعلم (الصرخي) وسفينته، تركوا رؤية وحلول ومبادرات ومشاريع الأعلم... فكان حالهم أسوأ من حال ابن نوح لأنهم لجأوا الى العناوين والالقاب الفارغة التي لا تغني ولا تسمن، بل تضر

لجأوا الى جبل وأي جبل أنه جبل كارتوني فارغ

فكانوا من المغرقين....

الأعلم سفينة النجاة

أحمد الدراجي