مواضيع اليوم

الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والقوانين في دولنا المسلمة

زين الدين الكعبي

2009-07-10 14:50:09

0

 

 

في خبر ورد  في وسائل الأعلام على جاء فيه .

(( أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأربعاء عن إدانتها لاعتقال السلطات السعودية 67 رجلا في العاصمة الرياض بسبب ارتدائهم ملابس نسائية في إحدى الحفلات ، معتبرة هذا الإجراء بمثابة انتهاك لحقوق الإنسان وحرية التعبير . وورد في الصحيفة أن عملية القبض على المشتبهين في هذه القضية تمت "إثر اشتباه دوريات الطوارئ الخاصة" بمجموعة من الرجال، إذ وجدوهم "في حالة غير طبيعية وبملابس نسائية مخلة بالآداب"، وبالتالي طوق رجال الشرطة مكان الاحتفال ليلقوا القبض على " أكثر من سبعين وافدا بينهم وافد من الجنسية اليمنية حيث عثر داخل الاستراحة على ملابس نسائية فاضحة وأدوات تجميل وكاسيت وكان غالبية المقبوض عليهم في أوضاع مخلة بالآداب)) .

ولقد بررت هيومن رايتس ووتش ادانتها للقبض على هؤلاء المتشبهين بالنساء بالقول .

((ومن جهتها رأت رشا مومنة، الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أنه "إذا كان بإمكان الشرطة السعودية أن تعتقل أي شخص فقط لأنهم لا يستسيغون ملابسهم، فمعنى ذلك أنه لا أحد في مأمن من أي تجاوزات. ورأت مومنة أن للإنسان حرية اختيار ملابسه، وهو ما يتوافق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الملزمة به جميع دول العالم، بما في ذلك السعودية))  .

لست من المعنيين بالدفاع عن السلطات السعودية هنا , بل اني دائما ما انتقد سقف الحريات المنخفض في هذا البلد شأنه شأن باقي الدول العربية . وخاصة في مسألة حقوق المرأة في العمل وقيادة السيارات وحرية السفر والتحرك بحرية  . ولكن ما يهمني في هذا الموضوع هو اشكالية توقيع الكثير من الدول العربية والمسلمة على الأعلان العالمي لحقوق الأنسان دون اي تحفظ على بعض بنوده المخالفة لقوانين دولها ودساتيرها , وخاصة القوانين المبنية على الشريعة الأسلامية منها . اذ لا يعقل ان تتدخل ( HRW ) في شئون سلطات قامت بالقبض على مجموعة من الشواذ يقيمون حفلا جماعيا مخلا بالآداب ويرتدون فيه ملابس نسائية بل وينزلون الى الشارع بهذه الهيئة في اي دولة  طالما ان قوانين هذه الدولة تجرم هذا الفعل . الأمر اللذي كان من الواجب الأنتباه اليه من قبل جميع الدول المسلمة قبل التوقيع على بنود الأعلان العالمي لحقوق الأنسان , وكان من المفروض عليها محاولة استخراج ملاحق لهذا الأعلان تحترم حقوق المسلمين بتطبيق شريعتهم في مجتمعاتهم . وهذا حق ليس فقط للمسلمين بل لجميع الدول في العالم اللتي تدين باديان اخرى.

نحن دائما ما نمتدح دور (HRW)  حينما تدافع عن الديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي وعندما تفضح وتدين القمع والأرهاب الحكومي وغير الحكومي بجميع اشكاله في جميع دول العالم ,  ولقد انتقدت هذه المنظمة بشدة قانون منع الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية وفي غيرها من الدول وكذلك تصريحات سركوزي الاخيرة حول البرقع , ونحن هنا لانستطيع ان نلومها على ادانتها لحادث القبض على الشواذ في السعودية لانها تطبق معايير معتمدة على الأعلان العالمي لحقوق الأنسان . ولا تستطيع فرنسا لنفس السبب لوم هذه المنظمة على انتقادها لها . وكان على فرنسا ايضا ان تستصدر ملاحق خاصة لحماية علمانيتها لكي لا تقع في نفس المطب اللذي وقعت فيه دولنا .

 بالطبع انا لا ابرر للفرنسيين افعالهم هنا ولكني اردت المقارنة فقط لاغير . ولكني اعود وأكرر ان هذه الأشكالية خلقتها الدول المسلمة ذاتها حينما تركت لغيرها تشكيل بنود الأعلان العالمي لحقوق الأنسان وفق معايير مخالفة لعقائدها ودينها دون ان يكون لها اي دور فاعل في هذه العملية كعادتها دائما في لعب دور المقود وليس القائد او الشريك الفاعل على اقل تقدير .

 

arabic.cnn.com/2009/entertainment/6/25/cross_dressing.Saudi/index.html 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات