هل بقي منا من يقول بأن القرارات المصيرية اللتي يجب أن تتخذ الآن وفي هذه الساعة لتصحيح أخطاء السبع العجاف الماضية وبناء الدولة العراقية على أسس صحيحة من الآن فصاعدا هي في أيدينا نحن العراقيين ؟! .
وهل من الممكن أن نقيم أختياراتنا في جميع الأعراس البنفسجية السابقة لنعطي أنفسنا نحن الناخبين العراقيين درجة جيد على الأقل ، لأننا كنا واعين الى خطورة المرحلة الراهنة وعنق الزجاجة اللذي لازلنا نمر من خلاله لبناء عراق الغد على أسس صحيحة .
بالأمس زار علاوي عواصم الجوار العربية وغير العربية ، وتناقلت الكاميرات صوره وهو يجلس في حضرة زعماء هذه العواصم كتلميذ يأخذ الدروس والنصح من أساتذته . ليخرج علينا يوم أمس ليقول . " أن المنطقة ككل "سقطت فريسة مجموعات إرهابية تتلقى دعماً مالياً من أيران ، مضيفاً أن طهران "ترغب بالتأكيد في تغيير العملية السياسية في العراق بشكل يجعلها متوافقة مع تطلعاتها ومتطلباتها،" على خلفية تدخلها في أزمة تشكيل حكومة جديدة ببغداد " .
واليوم وفي نسخة بالكربون من الصور السابقة ظهر المالكي في حضرة أساتذته الزعماء الأيرانيين ليتلقى ذات الدروس والنصائح اللتي تلاقاها منافسه زعيم أكبر كتلة في البرلمان الجديد اللذي لايستطيع الأنعقاد لحل مشاكل العراق اللتي تستعصي حتى على البرلمان البريطاني العتيد . وغدا سيزور باقي الأساتذة اللذين زار بعضهم علاوي من قبل .
تصريحات المرشد الأعلى للثورة الأسلامية واللتي أبتهل فيها الى الله أن يتخلص العراق من الأحتلال الأمريكي وحض الساسة العراقيين على "التركيز على موضوع تشكيل الحكومة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد" ، مشيرا إلى أنهما من أهم مطالب الشعب العراقي !.
وكذلك تصريحات المالكي ، واللتي من خلالها " قدم الشكر والتقدير لدعم الجمهورية الإسلامية للشعب العراقي في مختلف المراحل والظروف الصعبة ، " ومضيفا إن علاقات العراق مع إيران هي "علاقات إستراتيجية وتأتي في مقدمة علاقات العراق مع الدول الأخرى " .!؟ .
يالأضافة الى تصريحات علاوي السابقة كلها شواهد تؤكد أن أختيارنا للساسة الموجودين على الساحة السياسية العراقية في الأنتخابات الأخيرة والسابقة كان "شئنا أو أبينا" ، أختيارا لأرادات أجنبية بعضها محيط بالعراق وبعضها الآخر يبعث برسائله وجيوشه مما وراء أعالي البحار .
حتى بات من السهولة المفرطة أن نعرف أن المالكي وعلاوي وكذلك باقي الساسة هم مرشحوا من ، من دول الجوار وماجاورها ، وكذلك موقف الأحتلال من ترشيحهم .
وهذا أمر طبيعي في الحقيقة . فمع كل الأحترام والتقدير للجهد النضالي ضد الطاغية ونظامه ، والتضحيات الجسام اللتي قدمها الكثير من ساسة اليوم " وليس كلهم " . ألا أن السنوات الطويلة في دول المنفى ، وأحتضان هذه الدول لهؤلاء الساسة ، أضافة الى الأمر الواقع الممثل بالأحتلال ، جعل من فك الأرتباط بين ساسة عراق اليوم ودول الأحتضان السابقة أمرا مستحيلا . خاصة وأن ساسة اليوم لازالوا يحملون جنسيات وجوازات وحتى رتب عسكرية ومدنية تخص هذه الدول حتى الآن .
هذه الأمورا كلها تؤكد بأننا شعب قد قام بالأختيار الخاطيء .وأن جميع الأعراس البنفسجية الوهمية اللتي نصب سرادقها ، وتفنن في زينتها ساسة اليوم ، ما هي ألا أعراس وهمية سعينا لحضورها بدمائنا وجماجمنا لنقدم العراق وثروته هدية لساسة لايستحقون أن يقودوا قطيعا من البقر ، والى دول تحركهم ذات اليمين وذات الشمال تحقيقا لمصالحها على حساب مصالحنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا .
التعليقات (0)