مواضيع اليوم

الأعتذار الأمريكي لليبيا وكذبة نشر الديموقراطية

زين الدين الكعبي

2010-03-11 07:53:40

0

 

يتحفنا المتطرفون من اللذين يرون سيئات أمريكا والغرب حسنات يوميا بالمقالات اللتي تمجد أستخدام اليانكي لقوته المفرطة وأمواله الملوثة بدم الشعوب . وذلك لأقناعنا بأنه ما يفعل ذلك ألا لأنه رسول الأنسانية الى الشعوب ، ومحررها من العبودية والدكتاتورية . مستخدمين في سبيل أقناعنا بتطرفهم المساعدات المالية والعينية اللتي تدفعها الولايات المتحدة الى الكثير من دول العالم الثالث وخصوصا العربية منها كأمثلة حينا . ومحتجين بتدخلاته العسكرية والسياسية في هذه الدول" وخصوصا أحتلال العراق " حينا آخر . بأعتبار أن هذه التدخلات الأمريكية-الغربية تحريرا لها من الدكتاتوريات الجاثمة على صدور شعوبها .

وللأنصاف فأن أنكار الكثير من الجوانب الأيجابية في تجارب الغرب وحضارته هو عين التطرف . ألا أن كل مايسوقه المتطرفون المتأمركون من حجج لايمكن أن يقنع عاقلا بأن الولايات المتحدة وحلفائها عبارة عن جمعيات خيرية تضحي بأموالها ومصالحها ودماء أبنائها وأبناء الشعوب اللتي "تحررها" خدمة للأنسان والأنسانية ولن نقول لوجه الله لكي لا يستاء من يستاء من ذكر الله .

وفي مثال صارخ على مادية القيم الغربية وتسليع العلمانية لكل شيء بما فيه القيم الأنسانية والأخلاق ، وعلى أزدواجية المعايير الغربية ، ونفاق هذا الغرب المفضوح ، وأنتقائيته في التعامل مع قضايا الشعوب ، في سبيل تجيير محنها ومصائبها الى دولارات جديدة تدخل جيوبه تحت شعارات الحرية والأنسانية والعدالة .

فقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية بالأعتذار الرسمي من الجماهيرية الليبية عن تعليقات المتحدث باسم الخارجية الاميركية كراولي ، واللذي قال وهو يضحك في معرض تعليقه على دعوة القذافي الى اعلان الجهاد ضد سويسرا، ان هذه الدعوة تذكره بكلمة الزعيم الليبي من على منبر الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي التي كانت " كثيرمن الكلام وكثير من الورق المتطاير في كل مكان، وليس بالضرورة الكثير من المعنى ".

لابل أن وكالات الأنباء أفادت بأن امساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان سيزور طرابلس مؤكدا ان "هذه التعليقات ليست انعكاسا للسياسة الاميركية ولا تريد ان تكون مهينة واتقدم باعتذاري في حال اخذت تعليقاتي بهذا المعنى ". ((الرابط))

وبرر موقع ال( CNN ) هذا التصرف الأمريكي المهين بأن مؤسسة النفط الليبية العامة حذرت الاسبوع الماضي الشركات النفطية الاميركية من "تداعيات" محتملة للتعليق الاميركي الساخر ازاء الزعيم الليبي . حيث تستثمر الشركات الامريكية امثال اكسون موبيل وكونوكوفيليبس وهيس وماراثون واوكسيدنتل مليارات الدولارات في قطاع النفط في ليبيا التي تمثل اكبر احتياطي نفطي مؤكد في افريقيا.

أن هذا الأعتذار المهين والمخزي من الحكومة الأمريكية لدكتاتور مهووس بالعظمة والسلطة والتسلط لهو بذل واضح لماء الوجه الأمريكي في سبيل تسول رضا هذا النظام المنتمي الى العصور الوسطى طمعا في بتروله اللذي هو عند أمريكا والغرب أهم من الكرامة والحرية والأنسانية والديموقراطية كما يتضح من هذا الأعتذار .

من الواضح أن هذا الأعتذار لم يأتي نتيجة زلة لسان بسيطة . بل جاء لتطييب خاطر دكتاتور هدد أمن بلد أوربي من المفترض أنه صديق قديم للولايات المتحدة هو سويسرا . وبدلا من مطالبة ليبيا بالأعتذار عن العنتريات الفارغة لزعيمها ، راحت "حامية الديموقراطية ومحررة الشعوب " تعتذر عن زلة لسان موظفها اللذي ظن أنه يفعل خيرا بقوله الحقيقة .

وهاهي صحيفة الفجر الجديد الليبية الرسمية تصف "الاسف" الاميركي عن تعليقات كراولي الساخرة بانها "انتصار جديد لليبيا" وكناية عن "قدرتها على حماية كرامتها ".

لا أعلم كيف يصدق أدعياء الأنسانية من المتأمركين كذباتهم عن عدالة حكومات الغرب والولايات المتحدة ؟ . فالدولة الخيرة اللتي تصرفت مع صدام بالقوة من أجل "الديموقراطية والعدالة الدولية" ، لايمكن بأي حال من الأحوال أن تلحس يد دكتاتور آخر لايقل عن صدام دكتاتورية على الأطلاق ، ولأي سبب كان . فما بالك أذا لحستها لتعتذر عن توبيخ غير مقصود صدر عن أحد موظفيها لكلمات تهديد لدولة صديقة صدرت عن هذا الدكتاتور ؟!!.

فهل بعد هذا سيطلب منا أحباء ماما أمريكا أن نصدق أقوالهم المضحكة عن حب أمريكا لشعوبنا . وعشقها لسواد عيوننا ، وليس سواد نفطنا ؟.

 

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/03/100310_libya_accept_tc2.shtml

 

 

      




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات