الأسوة الحسنة منهم وفيهم
شهد أحمد السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تهمل الأعداد الكبيرة من كتب التاريخ الإسلامي حياة العرب قبل الإسلام خصوصاً فيما يتعلق بأحوالهم السياسية والأقتصادية والأجتماعية إضافة الى شخصيتهم الثقافية التي تمثلت بسلوكياتهم الأخلاقية ومعتقداتهم الدينية .فبالرغم من وجود الكثير من الصفات السلبية التي تتعارض مع مكانتهم الرفيعة آنذاك إلا انها كانت بصورة أفضع لدى الأمم الأخرى .فالصورة المأخوذة للعرب قبل الإسلام هي صورة تعكس صفات رائعة من الشجاعة والكرم والسخاء والنخوة والأمانة التي تميزت بها عن باقي الأمم الاخرى فقبائل العرب المعروفة والتي ذاع صيتها بخصالها الحميدة كقريش التي يعلو إسمها بين العرب إشتهرت بمكانتها وترأسها وعلوها بين القبائل إلا ان ماتميزت به تلك القبائل والجماعات من مناقب وخصال لم تكن أمة واعية ماشية بمسارها القويم فكانت بحاجة لمن يرشدها نحو طريق الهداية والإيمان المتمثل بعبادة الأله الواحد الأحد بعيداً عن تقديس الأوثان وعبادتها دون دين الحنفية الذي اُزيلت آثاره شيئأ فشيئا إلا القليل من أهل الكتاب الذين لم تسلم كتبهم من التزييف والتحريف.
فبعث الله منهم وفيهم رسولاً هادياً ومبشراً ونذيراً ليكون أهلا ً لحمل الرسالة الخاتمة فأرسله بالمنهج الرباني ليكمل حاجات العقل والروح والجسد ,جاء بشرعٍ عظيم كامل شامل لكل مايحتاجه الفرد آمراً بالمعروف وناهياً عن المعاصي وسخط الله ومصححاً للإعوجاج . فنهجه هو النهج القرآني الذي تمثل بأصلاح العقيدة وتخليصها من شوائب الأوثـان وإجتماع القلـوب على محبة الله وتهذيب النفوس وتذويب آثار الجاهلية من سلوكيات وأفكار المجتمع كما أكد القرآن ذلك في قوله تعالى
(( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ))
إذن هو الأكفأ والأجدر لحمل تلك الرسالة الأهية بما أوضحة القرآن الكريم من جميل الخصال وماشهدت له العرب من إجتماع الصفات الخلقية والأخلاقية فيه من علم وفهم ,وفصاحة وبلاغة, وعدل و رحمة وإنصاف , وكرم وسخاء, والكثير الكثير من المناقب التي لاتعد ولا تحصى ففي إشارة رائعة في بحوث السلسة الماسية في نصرة الصادق الأمين في الحلقة الثانية من السيرة العطرة في أخلاق النبي الطاهرة يذكر المؤلف نبذة بسيطة عن علم الرسول ( صلوات الله عليه وآله ) إذ انه لم نجد علم قد عمّر كل هذه السنين بل إن العلم الحديث مع كل تطوراته وإمكانياته الأن بدأ يكتشف ماقاله الرسول ( صلوات الله عليه وآله ) قبل أكثر من ألف سنة والأمثلة على ذلك كثيرة ولا مجال لحصرها هنا .إلا انه يذكر في حديث الإمام الباقر (عليه أفضل الصلاة والسلام ) يقول (( ُسأل عليّ( عليه الصلاة والسلام ) عن علم النبي المصطفى ( صلوات الله عليه وآله ) فقال علم النبي علم جميع الأنبياء وعلم ما كان وعلم ماهو كائن الى قيام الساعة ثم قال والذي نفسي بيده اني لأعلم علم النبي وعلم ماكان وعلم ماهو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة كما قال رسول الله ( صلوات الله عليه وآله ) أنا مدينة العلم وعلي بابها ..))
فهكذا كان رسول الله ( صلوات الله عليه وآله ) قدوة حسنة للمؤمنين الصادقين بالقول والفعل الذين يعملون لوجه الله تعالى وفي سبيله ونصرة للدين الإسلامي لقاء الأجر العظيم في اليوم الأخر .كما قال تعالى : (( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ))
التعليقات (15)
1 - بغداد
محمد العراقي - 2017-12-06 11:26:05
لبيك يارسول الله ...لبيك ياحبيب الله
2 - العراق
اسلام الكعبي - 2017-12-06 11:26:55
عليه افضل الصلاه والسلام..وفقكم الله
3 - العراق
اشجان حسن - 2017-12-06 19:03:46
موفقة استاذة
4 - فيس بوك
جاسم العراقي - 2017-12-06 19:07:16
سلمت الايادي
5 - العراق
محمد باقر العراقي - 2017-12-06 19:12:45
احسنتم موفقين
6 - الزيدي
تحرير - 2017-12-06 19:24:59
موفقين كل خير ان شاءالله تعالى
7 - العراق
المعلمه نهى - 2017-12-06 20:00:41
بوركت الاقلام الاصيله
8 - الأسوة الحسنة منهم وفيهم
نزار - 2017-12-06 20:07:39
مقال رااائع
9 - zainbbb1970@gmail.com
مريم محمد - 2017-12-06 20:47:49
ةفقكم الله
10 - العراق
رياض الفراتي - 2017-12-07 04:15:14
موفقين ان شاء الله
11 - مَاءٍ مَعِينٍ
ايمن العربي - 2017-12-07 07:45:40
أنفَسُ ما عَرفتِ الإنسانيَّة من زعماء، وأكرمُ ما ظهر منها من رجالٍ عُظماء، إنه سيِّد المرسلين، وأشرف النبيِّين، وخيرُ الهُداة والمرشدين، وأعظمُ الدعاة والمصلحين، وهو الأُسوة الحسنة للمؤمنين بالله واليوم الآخر.
12 - العراق
اشجان حسن - 2017-12-07 16:08:29
موفقة استاذة
13 - العراق
المعلمه نهى - 2017-12-07 18:56:22
وفقك الله وسدد خطاك بوركتي
14 - الأسوة الحسنة منهم وفيهم
بتول - 2017-12-07 19:14:48
احسنتم مقالة راااائعة
15 - بغداد
رقيه الحسني - 2017-12-08 06:53:29
ااااحسنتم