عندما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في دعوة أهل قريش والناس أجمين لرسالة التوحيد، بدأها على اساس وفرة الحريه للبشر فلكل انسان ان يعتنق ما يحب او يترك ما يكره قال تعالى : " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" ( وقل الحق من ربكم ) أي : قل يا محمد لهؤلاء : أيها الناس ((قد جاءكم من ربكم الحق )) ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بين مشركين الذين يعبدون الأوثان ويتعصبون لها ومع ان الوثنية سقوط بالكرامة الإنسان وهوان بالفكر البشري ليست جديرة أن تحترم ولا أن يترك لها حق الحياة ،لكن نبه النبي صلى الله عليه وسلم ألا يضيق بما يرى ،وألا يجمح إلى عنف فيما يوجه.
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غيري : ( أفغير الله أبتغي حكما ) أي : بيني وبينكم ،
( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) أي : مبينا ، ( والذين آتيناهم الكتاب ) أي : من اليهود والنصارى ، ( يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ) ، أي : بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدمين ،
وقال تعالى ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين )، جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا أشك ولا أسأل "
وقوله : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) قال قتادة : صدقا فيما قال ، وعدلا فيما حكم .
وإن الدعوة في منطقنا الأسلامي تعني عرضا مجردا لمبادئنا وتصويرا نظريا لما لدينا ،والناس بعد ذللك الحق في أن يقبلوا ما عرض عليهم أو يرفضوه و الأسلام لايدعو احدا من المسلمين أوالناس أجمين أن يكونوا عبيداً لهم بل يدعنهم ان يكونوا عباد الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء .
قال تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
عندما قال سيدنا عيسى إنه سوف يأتي رسول من بعدي اسمه أحمد، فهي حجة عليهم تقودهم يوم القيامة إلى نار جهنم وبئس المصير سيدنا عيسى قال الحق من ربه لبني إسرائيل والمسحيين"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". كذلك أمرنا الله تعالى نحن معشر المسلمين في كتابه الكريم وسنته الحميدة أن نقول الحق ولو كان مرّاً أو كان عكس رغباتنا وأهوائنا ، أو كان لصالح خصومنا وأعدائنا قال تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
فقد جاءت الكتب السماوية السابقة مبشرة بمحمد صلى الله عليه وسلم وبقدومه وبين الله في القرآن الكريم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أن اسمه وصفته وأماراته مكتوبة في الكتب السابقة فقال تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وقال تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ)
وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)
وقد ذكره الله باسم محمد في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ)
فالرسول صلى الله عليه وسلم جاء ذكره في القرآن والإنجيل وغيرهما من الكتب السماوية باسم أحمد وباسم محمد ومعناهما متقارب وإن اختلفت الصيغة فهما مشتقان من مادة واحدة هي مادة الحمد ، ويدلان على المدح بصغة تجعل المتصف بهما جامعاً لخصال الخير، فهو محمد عند الناس لما هو عليه من الأوصاف الموجبة للثناء، وهو أحمد من غيره لله لأنه أعرف بربه، وأعلم بما يستحقه الرب من المحامد.
والحاصل أن محمداً وأحمد كلاهما اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب".
وقد جاء الإنجيل مبشراً برسول الله صلى الله عليه وسلم باسم محمد وباسم أحمد، وقد ذكر الشيخ عبد المجيد الزنداني في كتابه (البشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب السماوية السابقة) أن إنجيل برنابا في الباب 22 جاء فيه: "وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله". انتهى.
وجاء في سفر أشعيا: إني جعلت اسمك محمداً يا محمد، يا قدوس الرب: اسمك موجود من الأبد. انتهى.
وجاء في سفر حبقوق: إن الله جاء من التيمان والقدوس من جبل فاران، لقد أضاء السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده. انتهى.
كما جاء في سفر أشعيا: وما أعطيته لا أعطيه لغيره، أحمد يحمد الله حمداً حديثاً يأتي من أفضل الأرض، فتفرح به البرية، ويوحدون على كل شرف، ويعظمونه على كل رابية. انتهى. قال تعالى ((قد جاءكم من ربكم الحق )) وقال تعالى " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا".
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)