كافة الدلائل والمؤشرات تؤكد فوز اليمين الصهيوني المتطرف “الليكود- بيتنا” في الانتخابات الاسرائيلية يوم الثلاثاء المقبل، برئاسة نتنياهو، وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، وهذا هو سر عدم الاهتمام العالمي والعربي، أو بالاحرى الاحباط الفلسطيني بهذه الانتخابات، لأن النتيجة معروفة، وان نتنياهو لم يكن ليجرؤ على تقريب موعد الانتخابات هذه، لو لم يكن متأكدا من تحقيقه وحزبه “الليكود” فوزا مريحا.
المتابعون للشأن الاسرائيلي محبطون من نزعة التطرف التي تسيطر على المجتمع الاسرائيلي، وزادت بشكل ملحوظ خلال فترة رئاسة نتنياهو، لاسباب لا يتسع المقام لذكرها، وأهمها الموقف الاميركي الذي بقي مؤيداً لاسرائيل، ومتشائمون من المستقبل، في ظل هذا التطرف الذي من شأنه أن يقود المنطقة الى ازمات متلاحقة، تنذر بانفجار ليس ببعيد.
ويتساءلون.. اذا كان المواطن الاسرائيلي معنيا بالدرجة الاولى بالشأن الداخلي، وخاصة الاوضاع الاقتصادية، في ظل الهدوء الذي يسود الارض المحتلة ، فلماذا يُقبل على انتخاب هذا اليمين “الليكود - بيتنا” ؟؟ .. بعد أن أغرق نتنياهو البلاد بمديونية كبيرة، اذ تضاعف عجز الموازنة حتى وصل الى عشرة مليارات دولار ، كما قام بتبديد أكثر من “11”مليار دولار، على الجيش، كما يقول اولمرت رئيس الوزراء الاسبق، بحجة الاستعداد لحرب مع ايران.
وعلى الصعيد السياسي فمن المرجح ان تشهد العلاقات مع الولايات المتحدة خلال ولاية “اوباما” الثانية، تراجعا واضحا، بعد ان قام الرئيس الاميركي بانتقاد سياسة نتنياهو، معتبرًا أن هذه السياسة تضر بمصالح اسرائيل، وبعد أن قام بتعيين وزيرين للخارجية والدفاع، ليسا من أصدقاء اسرائيل. ما يجعل البعض يميلون الى الاعتقاد بان الرئيس الاميركي، يملك فرصة حقيقية لتحقيق الاختراق في ملف السلام المتعثر، بعد ان تحرر من ضغوط “الايباك” لأنه لم يعد في حاجة لاصوات اليهود في هذه المرحلة.
أجواء التشاؤم التي تلف الانتخابات الاسرائيلية، هي التي املت على جريدة “هارتس”الاسرائيلية ان تصدر افتتاحيتها باللغة العربية، داعية الوسط العربي الى المشاركة في الانتخابات، تحت عنوان”اخرجوا وانتخبوا” والتصويت لليسار في محاولة للحد من فوز نتنياهو- ليبرمان واليمين الفاشي.
والسؤال الذي يفرض نفسه .. ما هي خطة القيادة الفلسطينية للمرحلة المقبلة في ظل فوز نتنياهو- ليبرمان ؟؟ وفي ظل اصرارهما على تنفيذ خططهما الاستيطانية، ورفضهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟؟
باختصار ... فوز اليمين الصهيوني المتطرف بزعامة نتنياهو –ليبرمان، وباغلبية مريحة، كما تؤكد حتى الآن الاستطلاعات كافة، يعني ان الأسوأ هو القادم ، وان هذا اليمين العنصري سيمضي في تنفيذ جميع مخططاته الاستيطانية التهويدية التوسعية، ما يعني انه لم يبق أمام الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، الا اعلان المقاومة الشعبية ، وان ما جرى، ويجري في باب الشمس يمثل بداية مشرقة لانطلاق هذه المقاومة الباسلة، ما يستدعي تطويرها، لتصبح حالة وطنية عامة، تعم الوطن من اقصاه الى اقصاه كسبيل وحيد، للرد على التطرف الصهيوني، وتحرير الأرض واقامة الدولة... وللحديث صلة.
التعليقات (0)