الأسطورة(عيشة قنديشة)تظهر من جديد في المغرب.

 بقلم حسن لمريس

 قبل يومين نشرت جريدة (الصباح) المغربية خبرا في صفحتها الأولى مفاده أن شخصا أدعى رؤية الجنية الأسطورة(عيشة قنديشة) المغربية,والغريب في الأمر أن هذا الشخص ليس جاهلا أو مجنونا ولكنه أستاذ بإحدى الثانويات ,وتعتبر (عائشة قنديشة) من الخرافات التي تتدولها الألسن في بعض الأحيان في الشارع المغربي وخصوصا العجائز, حيث يصفنها ب(عيشة مولات المرجة )أو ساكنة القوادس، وتوصف أيضا بأسماء غريبة ومختلفة منها لالة عيشة أو عيشة السودانية أو عيشة الكناوية عند أهالي الأرياف والقرى المغربية ويزعم  البعض منهم أنه حتى مجرد النطق بإسمها ب (عيشة قنديشة) يجعلك تصاب بمس منها وتحضرأمامك في الحين ألخ... من الخرافات التي يصدقوها هؤلاء السكان.

سألت جدتي عن هذه الخرافات وهل هي فعلا صحيحة ؟ فقالت لي :أن القدماء وصفوها هكذا بامرأة حسناء تدعى (عائشة قنديشة) عندنا تلتقي بالرجال  تفتنهم بجمالها وتأخدهم إلى منزلها وهناك تمارس  معهم الجنس ومن ثم تذبحهم وتنهش لحومهم وتشرب دماءهم إلا أنها تخاف من شيء واحد وهو النار ، وتحكي جدتي أنه وذات يوم كما يقول الأهالي (عيشة قنديشة) إعترضت سبيل رجل كانوا يسكن بإحدى القرى فأوشكت على الإيقاع به إلا أنه استطاع النجاة منها خلال قيامه بحرق عمامته أمامها وذلك بعد أن لاحظ فيها شيئا يميزها عن بقية النساء وهو أقدامها التي تشبه قوائم الجمل ، إذن فالسبيل الوحيد للنجاة منها هو ضبط النفس ومفاجئتها بالنار لأنها تعتبر نقطة ضعفها. ويصور التراث الشعبي المغربي عائشة قنديشة مرة على شكل ساحرة عجوز شمطاء وحاسدة تقضي مجمل وقتها في حبك الألاعيب لتفريق الازواج ومرة أخرى بشكل يشبه «بغلة الروضة» أو ما يعرف بـبغلة المقبرة فتبدو مثل امرأة فاتنة الجمال تخفي خلف ملابسها نهدين متدليين وقدمين تشبهان حوافز الماعز او الجمال او البغال (بحسب المناطق المغربية). وكل من تقوده الصدفة في اماكن تواجدها يتعرض لإغوائها فينقاد خلفها فاقداً للإدراك إلى حيث مخبؤها من دون ان يستطيع المقاومة وهناك تلتهمه بلا رحمة، بعد ان يضاجعها لتطفئ نار جوعها الدائم للحم ودم البشر.