الأسري والمعتقلين طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني
حكومتي غزة ورام الله تتهافت على زيادة أعداد المعتقلين
لم يمر يوما واحد إلا وتنهمر الدموع من أهالي الأسرى الفلسطينيين الذين حلموا دوما بلحظة أمل في خروج أبناءهم ورؤيتهم لأبنائهم، طالت الأيام وطال معها الشهور والسنين لتتزايد أعداهم يوما بعد شهر بعد سنة ليصبح عدد من يقبع داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية ما يزيد عن اثني عشر ألف فلسطيني ليس لهم ذنب إلا أنهم يحبون هذا الوطن ودافعو عنه بكل إخلاص ووطنية لديهم.
واليوم تكاد أن تموت قضيتهم في ظل التغييرات السياسية التي تسعى السلطة الفلسطينية لإتمامها، وتنسي قضيتهم في ظل الانقسام وتفكك البنية المجتمعية للشعب الفلسطيني لعدم التوصل لاتفاق المصالحة الفلسطينية، وتندثر في ظل الخلافات داخل التنظيمات الفلسطينية والمشاكل التي تعصف بالسلطة الفلسطينية.
أسرانا عذرا لم تولد الثورة الفلسطينية لتنسي أسراها باختلاف تنظيماتها وأفكارها ، لكننا اليوم وفي عهد السياسات المفتوحة على العالم أصبحنا نتشرب الحرية والديمقراطية والأفكار الشرقية والغربية لتنير لنا دربنا وتجعلنا نطالب بكم عبر وسائلنا الإعلامية ومسيراتنا الإسبوعية وتصريحاتنا القوية واحتفالاتنا الرسمية وحضور جنازات شهداء الأسري ومشاركة الأهل والأحبة لديكم.
كثرت الطعنات بالمجتمع الفلسطيني وزادت آلامها ومآسيها وتعدد أنواعها، لتبقى الطعنة الإسرائيلية أكثرها تأثيرا على مجتمعنا الفلسطيني وأكثرها إيلاما له نظرا لزيادة أسراها كل يوم والأحكام التعسفية بحقهم وقرارات محكمتها العنصرية ضد شعبنا الفلسطيني، وتليها الطعنة الفلسطينية الفلسطينية بحق أبناء شعبها فتزايدت حملات الاعتقالات بين حكومتي غزة ورام الله لتبقى عنوان وسائل الإعلام عند كل موعد لانعقاد ملف المصالحة وتتشكى حماس بمعتقليها في سجون السلطة الفلسطينية وتطالب فتح بالإفراج عن معتقليها لدى حكومة حماس ، فتسعى كل منهما للجوء لوسائل الإعلام لتفرض نفسها بتبييض سجونها من المعتقلين، في الوقت الذي يؤكد كلا أهالي الطرفين بأن أبنائهم معتقلين لدى غزة ورام الله.
الكل يعلم أن الهم الفلسطيني واحد ولكن يبدوا أن هذا العلم كان سابقا، ليحل محله أن الشعب الفلسطيني له هموم عدة ، فبعد الانقسام الفلسطيني وانقلاب حماس على السلطة الفلسطينية وسيطرتها على قطاع غزة أصبحت قضية الانقسام الهم الأبرز في حياة الشعب الفلسطيني، ثم أصبحت قضية أبناء قطاع غزة الذين لاحقتهم حماس لقتلهم الهم الآخر وتبعه قضية المعتقلين هنا وهناك من جهة والمصالحة الفلسطينية واستحقاق أيلول والأزمة المالية والخلافات الحركية في حماس وفتح تلقي بظلالها على هموم الشعب الفلسطيني.
ويبرز الهم الجديد في عالم هموم فلسطين وهو اعتقال الأجهزة الأمنية في الضفة الفلسطينية لأبناء قطاع غزة ممن هم ينتمون لحركة فتح وذلك بعد عودة القيادي دحلان إلى رام الله، والغريب بالأمر أن أبناء قطاع غزة والذين يعيشون في الضفة الفلسطينية يواجهون الاعتقال والتعذيب في سجون السلطة الفلسطينية وبعلم وسمع القيادة الفلسطينية، حيث تم منع المعتقلين من الإتصال بأهلهم أو زيارة احد لهم.
فلا فرق بين الأسري الفلسطينيين في سجون إسرائيل وبين المعتقلين في سجون حماس ورام الله ، ويكفينا شرف بأن أسرانا في سجون إسرائيل تم أسرهم واعتقالهم لأسباب وطنية من اجل القضية الفلسطينية ، أما حكومتي الانقسام فلها كل الخزي والعار لاعتقال أبناء الشعب الفلسطيني لأسباب سياسية أو فكرية تعمق وتكرس الانقسام الفلسطيني، ولن ننسى أن إقدام الأجهزة الأمنية على اعتقال أبناء غزة المبعدين عن أهلهم وأبناءهم تعد جريمة لم تغتفر وليس لها مبرر سيتم متابعة مجرياتها والنظر في محاسبة من يقف خلفها، أنهم يعيشون هما فلسطينيا يسمى الانقسام الفلسطيني.
التعليقات (0)