أراد النظام الأسدي توجيه رسالة للجامعة العربية، بعد قرارها الخجول الذي ذهب إلى إعطاء هذا النظام مهلة أربعة أيام جديدة قبل أن تجمد عضويته لدى الجامعة إذا لم يلتزم بشروط المبادرة العربية التي وافق على تنفيذها في السابق؛ مفاد هذه الرسالة إخراج مظاهرات زعمت أنها مؤيدة للأسد لسان حالها يريد أن يقول بأن قرار الجامعة مجحف وجائر، وأن الشعب السوري جميعه مع هذا النظام، وأنه ليس لدى هذا النظام إلا النوايا الحسنة وذلك بدعوته الجامعة إلى اجتماع طارئ جديد وترحيبه بزيارة وفد وزراء العرب وعودتهم إلى دمشق للإشراف على تطبيق شروط هذه المبادرة، حتى وإن كان "يوسف الأحمد" سفير الأسد لدى الجامعة قد خون دولها، وذهب إلى القول بأن هذا القرار لا يعني لدمشق شيئاً، بل وأنه لا يساوي الحبر الذي كتب به.
ولكن رسالة الأسد التي حاول أن يخدع بها العالم والجامعة العربية التي أصبحت أضحوكة ومهزلة بيد النظام الأسدي لم تصل مطلقاً ككل أكاذيبه السابقة، وثبت أن هذا النظام مجرم وكاذب، وأن هذه المظاهرات المؤيدة ليست عفوية بالإطلاق وإنما أخرجت بالإكراه والتهديد بفصل الطلاب من جامعاتهم ومدارسهم والموظفين من وظائفهم، أو اعتقالهم كما حدث من اعتقال مائة وخمسون طالباً من جامعة البعث بينهم عشرون فتاة لرفضهم المشاركة في هذه المظاهرات؛ وذلك من خلال الدليل القاطع والدامغ والفاضح الذي كشفت فيه الحقيقة بشكل واضح وجلي، بما حصل لمظاهرات حماة التائيدية يوم أمس، والتي وصلت إلى ساحة العاصي لتهتف لبشار، ولكن أهل حماة ما أن وصلوا إلى الساحة إلا وأخذوا بالهتاف بإسقاط المجرم السفاح بشار، لتفتح أبواب الجحيم عليهم وتحصد العشرات منهم، فقط بمجرد أن تتحول الشعارات يتحول مجرمو الأسد إلى قتلة وأوباش يصبون حقدهم ونيرانهم على أشاوس الشام وشرفائهم، فعن أي مظاهرات سلمية يراد لها أن تخرج بأمان في ظل هذا النظام القاتل، إذا كان لا يعرف إلا استعباد البشر، وإلا فإن الموت جزائهم؟!
إن ما جرى بحق الشعب السوري وإخراجه مكرهاً، ومن ثم إطلاق النار عليه بعد رفضه ترديد شعارات الولاء للمجرم بشار، هو نفسه ما كان يحاول أن يؤكده الشارع السوري ومنذ أول خرجت به هذه المظاهرات المليونية المؤيدة بأنها كاذبة وخادعة والناس مكرهة، ودعم هذه الحجج بعشرات الوثائق، لتأتي الجريمة التي وقعت في حماة كاشفة بكل وضوح بأن هذا النظام قاتل ومخادع ولا يملك أخلاقاً بالمطلق، ولا يعرف أن يكون مصلحاً فضلاً على أن يكون صالحاً، وعلى هذا قس بقية المظاهرات المؤدية التي خرجت في حلب ودمشق وبقية المدن، من قبل ومن بعد.
وستمر الأيام الأربعة ليجد وزراء الخارجية العرب أنفسهم في النقطة التي لم يغادروها منذ انطلاق الثورة... قتل وإجرام وتهديدات فارغة ونكوص عنها، ولا شيء سوى الوهم، ولست أدري ما هي فائدة الأيام الأربعة التي أعطيت لهذا القاتل المسعور، وهم قد أدركوا أنه لا يعرف معنى الأخلاق، اللهم إلا أن تكون إرادة الجميع الاشتراك في إسقاط المزيد من الشهداء، والتي سقط منهم مجدداً ثلاثون شهيداً في أول يوم من هذه المهلة الجديدة، مقابل الحفاظ على الأسد دون أي مبالاة بالدم السوري؟!
لن يكون كافياً اليوم من الجامعة العربية أن تجمد عضوية الأسد، وإنما يتوجب على الجامعة اتخاذ قرار جريء من شأنه أن يوقف قتل المدنيين بالتعاون مع تركيا لفرض منطقة حظر جوي، ودعم للجيش الحر بالسلاح، بدل مشاركة هذا النظام في سفك دماء السوريين، وتجنيب سوريا أي تدخل غربي، وعند هذه النقطة تنكشف كل الحقائق.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
فيديو مهم
http://www.youtube.com/watch?v=nr3AyIQpaQE
التعليقات (0)