الأسد يركب الحمار الغزّاوي
بشار الأسد لم يعد يكفيه المسير والبقاء فوق جماجم شعبه . بل نستشعر من الواقع المستجد على الساحة الغزاوية منذ أيام أنه وبعد أن ضاق عليه الخناق وأنشوطة المصير المحتوم داخل سوريا ؛ نراه يحاول التنفيس عن نظامه المهتريء بتحريض حركة حماس على إفتعال مناوشات مع إسرائيل لإجبار هذه الأخيرة على رد عسكري يروح ضحيته المزيد من أرواح أبناء غزة .
كنا ولا نزال نفهم أن حركة حماس التي وبسبب تخلي نظام حسني مبارك عنها لم تجد مناص من اللجوء إلى أحضان إيران لمساندتها ماليا . وقد كان ثمن إقترابها من إيران أنها أصبحت مخلب قط للتنفيس عن كافة الضغوط الأقليمية والدولية التي يتعرض لها حزب الله اللبناني ونظام الأسد في دمشق...... وهكذا نرى الآن بشار الأسد يركب الحمار الغزاوي حماس عل وعسى يعبر به حقول الألغام من حوله ؛ أو يصرف عنه الأنظار بمنكر صوته إلى حين يسترد أنفاسه ويطيل من عمره.
كلنا يعرف أن الصواريخ التي تقصف بها حماس الأراضي المحتلة والمستوطنات ليست ذات تأثير نيراني تدميري أو حاصدة لأرواح الصهاينة . بل هي في حقيقة الأمر تعطي اليهود الذريعة لتدمير مكتسبات الشعب الفلسطيني في غزة ...
وإذا كانت هذه الصواريخ الطفولية البدائية الصنع العديمة التأثير المشار إليها قد حققت لحماس وحزب الله اللبناني فيما مضى شهرة . ووضعتها في مصاف حركات التحرر المقدسة الغير قابلة للإنتقاد . فإن الوقت والظروف تلك قد تغيرت الآن رأسا على عقب بعد نجاح الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وتغيير أنظمتها الشمولية الفاسدة.
لم تعد العنتريات والدونكوشوتية والنفخة الأسدية النصرية الهنية الكذابة تجدي ولا تنفع اليوم .... وهو ما بفسر إفلاس حسن نصر الله وخراب ذمته السياسية ، وإنصراف شعوب العرب عن تقديس حركة حماس . وكذا عن تصديق وإبتلاع وعود الأسد وحسن نصر الله العرقوبية بتحرير مزارع شبعا والجولان ...... شبعا التي لم تعد تغني ولا تشبع حزب الله من جوع .... والجولان الذي لم تطلق فيه كتائب الأسد رصاصة واحدة منذ أكتوبر 1973م. وهو ما يجعله أبرد جبهة قتالية في التاريخ العالمي . وتستحق أن يدخل بها تنابلة البعث السوري كتاب غينيس للأرقام القياسية... وحق على البقية من الشعب السوري أن يردد مقولة " أسد علينا وفي الجولان نعامة" بكل تأكيد.
بشار الأسد يثبت كل صبيحة يوم جديد أنه مفلس مفلس مفلس. ومحنط لا يستوعب الجديد والتغيرات من حوله ناهيك عن التفكير السليم ... أو هو كما وصفته الخارجية الأمريكية إما مجنون أو أنه لا يعرف شعبه ..... إنها إذن إحدى مفاسد وسلبيات التوريث التي طالما حذر منها عقلاء وحكماء العرب ... فبشار الأسد عديم الخبرة والموهبة ، الذي أفلح والده في توريثه الحكم من بعده يعاني أولا من جنون العظمة ، بالإضافة إلى أنه لم يفهم المسألة على النحو الصحيح . وقد ظن أن الشعب السوري ليسوا سوى عبيدا وقطعان أغنام ورثها من بعد والده ... وأن ثروات ومقادير سوريا ليست سوى مغنما له وحده ولبقية أفراد عائلته وطائفته.
التعليقات (0)