مواضيع اليوم

الأستغلال تحت شعار التعمير(الأستعمار) وتحت شعار التنمية

mos sam

2010-10-09 23:27:52

0


هل الدول العربية اليوم دول مسقلة ولها كامل السيادة على أراضيها وثرواتها ومقدراتها أو دول ترضخ تحت الأستعمار الغربي ؟ .الدول العربية ترفع أعلاما ويمثلها ملوك ورؤساء وحكوماتها مسئولة عن اراضيها وثرواتها ومقدراتها , وهي أعضاء في الامم المتحدة كغيرها من دول العالم المستقلة , لكن هل هذه الألقاب للدول العربية تمثل حقيقة ما تعنيها أو ألقاب مصطنعة لا تحاكي صورة الحقيقة ؟ . ولنكون واضحين علينا إستخدام الاسلوب المنطقي . لا أريد تعريف الأستقلال فهو أمر بديهي يعرفه القاصي والداني جبل الأنسان عليه منذ خلق . لكن ما هو الأستعمار وما الهدف من الأستعمار ؟ الاستعمار كلمة خلقتها الدول الأستعمارية لأخفاء هدفها الحقيقي وهي لغويا تعني تعمير البلدان المتخلفة وفي الحقيقة هي تعني عند الدول الغربية التي أختارتها إستغلال ثروات الدول المتخلفة . تحت هذا الشعارسارعت الدول الغربية إلى أحتلال بلدان العالم الثالت بقوة السلاح وإستعباد شعوبها وأستغلال ثرواتها فجعلت من شعوبها عبيدا يسخرون لأنتاج المواد الأولية ونصف المصنعة وتصديرها ألى الدول المستعمرة باسعار زهيدة والتي ساهمت في تقدم الدول الغربية وأزدهار إقتصادها ومقدراتها .
الدول العربية كانت من هذه المجموعة من دول العالم الثالت التي تعرضت للأحتلال والأستغلال , أولا من طرف الأمبرطورية العثمانية تحت راية الأسلام . الاتراك إستعملوا الدول العربية كمصدر تمويل لأساطيلهم وتوسعهم وسيطرتهم على البحر الابيض المتوسط , وتركوا شعوبها للفقر والجهل والمرض , وأعتبروهم كمواطنين من الدرجة الثانية .وقد قامت الدول الغربية التي إستعمرت كل بلدان أفريقيا وأمريكا وأسيا بالانقضاض على الأمبرطورية العثمانية وأحتلال الدول العربية إحتلالا مباشرا أو تحت شعار مزيف سمي الانتداب بغرض السيطرة على موقعها الأستراتيجي الذي يتوسط العالم القدبم قارات أسيا وأفريقبا وأوربا وإستغلال ثرواتها وهو الهدف الرئيسي للأستعمار .وقد أدى هذا التوسع في أحتلال العالم الثالت إلى قيام صراعات وحروب بين الدول الأستعمارية لتتقاسم هذه البلدان . ولمنع هذه الحروب لجأت الدول الغربية إلى خلق ماعرف بعصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى والأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية تحت شعارحق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الأستعمار وحقوق الانسان . وكان لدور الولايات المتحدة التي تحررت هي بدورها من الأستعمارمتميزا في إعلان حق تقرير المصير وحقوق الأنسان لبقية شعوب .
لم يكن من السهل على الدول الأستعمارية التنازل عن مصالحها وإمتيازاتها في مستعمراتها في دول العالم الثالت وقبول هذه المواثيق باخلاص فلجأت الى المكر السياسي . استغلت الدول الاستعمارية جهل جل شعوب العالم الثالت ووافقت على إستقلال الدول الخاضعة تحت الأستعمار ومن ضمنها الدول العربية وفرضت عليها حكومات عميلة بطرق شتى تتولى السلطة باسمها وتتولى مهمة أستغلال ثروات شعوب العالم الثالت لصالح إقتصاديات الدول المستعمرة سابقا والأقتصاد الغربي بصفة عامة . وتحت هذه السياسة أستمرت الهيمنة على هذه الدول العربيةالمستقلة بطرق مختلفة تحت ستار التحالف والحماية وخرافة الصداقة والتنمية , أوأستعمال القوة في حالة محاولة أي دولة شق عصى الطاعة .
وقسمت الدول العربية اليوم إلى دول مسالمة ودول مارقة . الدول المسالمة هي الدول التي قبلت الهيمنة الغربية وسلمتها بطريق مباشر أو غير مباشاليدها ومهمة إستغلال ثرواتها وإستخدام أراضسها ومياهها وأجوائها وتنفيذ سياساتها في المنطقة وفي العالم مقابل الحماية وترك الفتات اليسير لتنعم به الطبقة الحاكمة وأتباعها .أما الدول المارقة فهي الدول التي تحاول الخروح من بيت الطاعة الغربية وعدم السير في الطريق الذي رسمه الاستعمار لدول العالم الثالت وهي تتعرض اليوم للضغوطات السياسية والأقتصادية والقوة العسكرية كلما إستدعت الحاجة .
والغريب إن أمريكا التي ساعدت على أستقلال دول العالم الثالت ونشرت حق تقرير المصير وحقوق الانسان هي الأن الدولة الأستعمارية الأولى التي تتزعم الدول الغربية المهيمنة على المنطة العربية . واليوم ماذا نرى المواد الأولية بما فيها النفط في العالم العربي تصدر إلى الغرب الصناعي بالأسعار التي يفرضها الاقتصاد الغربي وتستتمرالأموال العربية الناتجة عن هذا التصدير في المصارف الغربية لتمويل الصناعة الغربية ونمو اقتصادياتها بشكل متزايد . وتستورد الدول العربية معظم حاجاتها الأستهلاكية والالات والمصانع والخد مات الصحية والأسلحة بجميع أواعها وبكميات كبيرة وأثمان باهضة من الدول الصناعية كما تستورد معها مئات الالاف من الخبراء لتسيير أعمال البحت عن النفط وتصديره وتشغيل المصانع والأشراف على الاسلحة المستوردة وأستعمالها عند الحاجة بحجة تدريب الجيوش العربية . فكل الألات والمصانع وكل طيارة أو دبابة أو سفينة تشترى يرافقها مئات الخبراء لاستخدامها . كل هذا ساعد على إمتصاص المال العربي والأبقاء على التخلف والفقر والمرض في عالمنا العربي , بل أكثر من هذا يستعمل المال العربي اليوم لتسليح إسرائيل وفي تمويل الحروب التي يشنها الأستعمار في العراق وأفغانستان وضد الأرهاب في لبنان والصومال واليمن والسودان وفي كل الدول العربية , أي بكلام أوضح نمول من يحاربنا ويستغلنا ويهيمن على سيادتنا وأرادتنا . وهنا نتسأل هل يختلف إستغلال دول العالم الثالت وإستعبادها في الماضي تحت شعار التعمير(الأستعمار ) والأنسانية عن إستغلالها اليوم تحت شعار التنمية والديمقراطية . الجواب لا يحتاج مني الى المزيد وعلى هذا فالدول العربية اليوم ليست دولا مستقلة كما يعتقد البعض وإنما هي دول مستعمرة تحت الهيمنة الغربية تستغل ثرواتها وتسير سياساتها وتنتهك سيادتها . وهذا ما يؤكد نظرية المؤامرة في كل قضايانا العربية والأسلامية التي ينكرها الانهزاميون . ولهذا توجه المقاومة العربية والأسلامية ضد الدول الغربية الاستعمارية وليس ضد أنظمة الحكم الوطنية لأنها في نظر المقاومة هذه الأخيرة ما هي إلا إداة مسلوبة الأرادة وزوالها مرهون بالقضاء على هيمنة الدول الغربية على الدول العربية التي تدعم الانظمة العربية الكتاتورية . وهذا لن يتحقق ألا بتعاون الشعوب الغربية المتقدمة لمنع حكوماتها من التدخل في الشئون الداخلية لدول العالم الثالت بما فيها الدول لعربية وسحب قواتها منها وعدم مساندة الانظمة الدكتاتورية وإحترام وتطبيق حقوق الأنسان وميثاق الأمم المتجدة . كانت هذه هي الدوافع الأساسية لميثاق الامم المتحدة الذي وضع بأسم الشعوب لا الحكومات . والشعوب الغربية المتقدمة اليوم مسئولة في جميع أنحاء العالم لمنع إستغلال الحكومات الغربية لدول العالم الثالت في شتى انواعه ومساعدة الشعوب التي ترضخ تحت انظمة حكم دكتاتورية لأستردتد حقوقها وفقا لميثاق الأمم المتحدة ومن واجب شعوب العالم الثالت أن تتوجه للشعوب الغربية لكسب تاييدها . بشير إبراهيم




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !